الأشياء التي نريدها بشدة لا تتحقق
يقال أن كل شيء يستحوذ على فكرك
ستبقى تطارده دون الحصول عليه
وعليك اذاً تجاهله
عند ذاك وبطريقة غير مفهومة تتحول الطاقة الكونية وتأتي به اليك
لا أعرف ما مدى صحة هذه المقولة
لكنني أتذكر حادثة بهذا الخصوص
ذات يوم كنت موجوداً بالصدفة بالقرب
من مكان تحتفل به احدى شركات الموبايل
حيث كانوا يقومون بتوزيع الهدايا
على الحضور المتواجدين بغرض الدعاية كنت أقف داخل أحد المحلات الملاصقة لهذا الحفل وخامرتني رغبة للحصول على واحدة من تلك الهدايا لانها كانت قيمة ومفيدة كانت تتصمن شاحن للفون وتيبل لامب للقراءة
واكسسوارات مميزة وتفاصيل أخرى
مع علبة حلويات من النوع الراقي
كل ذلك وضع داخل حقيبة أنيقة جداً لهذا وبما أن التوزيع لمن هب ودب قررت الحصول على واحدة منها وبطريقة ساذجة مني حاولت أن الفت انتباه الذين يقومون بالتوزيع
تحركت هنا وهناك لكي يلاحظوا وجودي
الغريب في الأمر !!
انهم وزعوا لكل الموجودين الا أنا
كان الموظف الذي يقوم بالتوزيع يتخطاني وكأني شخصاً غير مرئياً بالنسبة له
بعد قليل لاحظت ان الموظف لديه هدايا كثيرة متبقية
وعلى وجهه نظرة حائرة
ويبحث عن أي ضيف جديد ليقدم له أحدى الحقائب الأنيقة تلك
ويردد ( يا جماعة منو ما أخذ هدية )
وهو يوجه انظاره بكل مكان لعله يجد أحداً لم يتسلم هديته حتى الآن
الجميع كانوا يحملون الحقائب ما عداي رغم انني أقف بمنتصف المكان وبامكانه أن يلاحظني بسهولة
ومع ذلك لم ينتبه لي
حينها غادرت المكان وكلي استغراب وعدت للمحل المجاور الذي جئت من أجله بالاساس
بعد قليل جاء حامل الهدايا ودخل المحل ووزع هدايا للجميع وتخطاني
وزع لأصحاب المحل ولزبائن المحل الا أنا مر بقربي وكأنني شبح
عندها وبخت نفسي قائلا لها
ماقيمة هذه الهدايا التي بذلت مجهوداً للحصول عليها وأنت لديك الكثير منها وبنوعيات ربما أرقى تأسفت على تلك الفكرة التي راودتني وتلك الرغبة السطحية الساذجة وتجاهلت الأمر برمته واكملت ما جئت من أجله بذلك المحل وغادرت المكان وأنا اشاهد موظف الهدايا قد وقف بمنتصف الطريق يوزع الهدايا على المارة
دخلت لأحد المطاعم لتناول الغداء
وتذكرت اني نسيت شيئاً بذلك المحل
اكملت وجبة الغداء وعدت للمحل
وقد نسيت تماماً قصة الهدايا
اخذت مانسيته في المحل وخرجت ثم رن هاتفي فوقفت بزاوية تكاد تكون غير منظورة لأكمل حديثي مع المتصل واذا بموظف الهدايا يقف امامي وهو ينتظر كي أكمل اتصالي
وما إن أنهيته حتى قدم نفسه لي قائلاً نحن شركة واعدة تم افتتاحها هذا اليوم ويسرني أن اقدم لك هدايا من منتجاتنا ثم أكمل حديثه المهذب ليتك حضرت الافتتاح أستاذ لتتعرف على بقية ما نقدمه وأعطاني إحدى تلك الحقائب ثم غادر
أما أنا فقد بقيت عالقاً بين شعور الدهشة وموت الرغبة بتلك الهدية
التي فقدت قيمتها بنظري ..