في قلب إفريقيا، عام 1977، شهد العالم واحدة من أكثر اللحظات عبثًا في التاريخ الحديث.
جان بيديل بوكاسا، الديكت*اتور الذي كان يحكم جمهورية إفريقيا الوسطى بقبضة من حديد، قرر أن يتحول من "رئيس" إلى "إمبراطور". لم يكن الأمر مجرد انتقال في اللقب، بل كان استعراضًا صاخبًا للقوة والغرور، استوحى تفاصيله من أعظم طموحات الط*غاة: تتويج نابليون بونابرت لنفسه إمبراطورًا عام 1804.
بوكاسا لم يدخر شيئًا. جلس على عرش ضخم من الذهب الخالص صُمم على شكل نسر يمد جناحيه، وتوج رأسه بتاج يزن أكثر من سبعة كيلوغرامات مرصعًا بالألماس، قُدر ثمنه بملايين الدولارات. أما رداءه الإمبراطوري، فكان عباءة أرجوانية هائلة الطول، محلاة بفراء القاقم الأبيض (ermine) الذي كان يُستورد عادةً للأباطرة والملوك الأوروبيين. وإلى جواره، جلست زوجته كاترين، التي تُوجت "إمبراطورة" ببذخ يضاهي خيال الأساطير.
لكن خلف هذه الفخامة، كان الثمن كار*ثيًا.
التكلفة الكاملة للتتويج بلغت حوالي 20 مليون دولار، أي ما يعادل ثلث ميزانية الدولة السنوية بأكملها! معظم الأموال جاءت من المساعدات الفرنسية التي كان من المفترض أن تُبنى بها مدارس ومستشفيات وتُرصف بها طرقات في بلد فقير يعاني الجوع والحرمان.
وبينما أراد بوكاسا أن يجعل من يوم تتويجه حدثًا عالميًا، دعا عشرات الزعماء والملوك والرؤساء من مختلف أنحاء العالم. لكن المفاجأة المهينة كانت أن أحدًا منهم لم يأتِ. لم يحضر سوى دبلوماسيين وممثلين صغار عن بعض الدول، ليبقى الحفل في النهاية مشهدًا باهظًا بلا جمهور يُذكر.
بدلًا من أن يخلّد نفسه في كتب التاريخ كإمبراطور، أصبح بوكاسا رمزًا للتبذير والجنون السياسي. صوره وهو جالس على العرش الذهبي أصبحت مادة للسخرية العالمية، بينما كان شعبه يغر*ق في الفقر والجوع. وبعد عامين فقط، في 1979، أطاحت به عملية فرنسية سرية عُرفت باسم "باراكودا"، لتنتهي إمبراطوريته الوهمية كما بدأت: فجأة وبصخب، لكنها هذه المرة وسط سخط واحت*قار العالم.

جان بيديل بوكاسا، الديكت*اتور الذي كان يحكم جمهورية إفريقيا الوسطى بقبضة من حديد، قرر أن يتحول من "رئيس" إلى "إمبراطور". لم يكن الأمر مجرد انتقال في اللقب، بل كان استعراضًا صاخبًا للقوة والغرور، استوحى تفاصيله من أعظم طموحات الط*غاة: تتويج نابليون بونابرت لنفسه إمبراطورًا عام 1804.
بوكاسا لم يدخر شيئًا. جلس على عرش ضخم من الذهب الخالص صُمم على شكل نسر يمد جناحيه، وتوج رأسه بتاج يزن أكثر من سبعة كيلوغرامات مرصعًا بالألماس، قُدر ثمنه بملايين الدولارات. أما رداءه الإمبراطوري، فكان عباءة أرجوانية هائلة الطول، محلاة بفراء القاقم الأبيض (ermine) الذي كان يُستورد عادةً للأباطرة والملوك الأوروبيين. وإلى جواره، جلست زوجته كاترين، التي تُوجت "إمبراطورة" ببذخ يضاهي خيال الأساطير.
لكن خلف هذه الفخامة، كان الثمن كار*ثيًا.
التكلفة الكاملة للتتويج بلغت حوالي 20 مليون دولار، أي ما يعادل ثلث ميزانية الدولة السنوية بأكملها! معظم الأموال جاءت من المساعدات الفرنسية التي كان من المفترض أن تُبنى بها مدارس ومستشفيات وتُرصف بها طرقات في بلد فقير يعاني الجوع والحرمان.
وبينما أراد بوكاسا أن يجعل من يوم تتويجه حدثًا عالميًا، دعا عشرات الزعماء والملوك والرؤساء من مختلف أنحاء العالم. لكن المفاجأة المهينة كانت أن أحدًا منهم لم يأتِ. لم يحضر سوى دبلوماسيين وممثلين صغار عن بعض الدول، ليبقى الحفل في النهاية مشهدًا باهظًا بلا جمهور يُذكر.
بدلًا من أن يخلّد نفسه في كتب التاريخ كإمبراطور، أصبح بوكاسا رمزًا للتبذير والجنون السياسي. صوره وهو جالس على العرش الذهبي أصبحت مادة للسخرية العالمية، بينما كان شعبه يغر*ق في الفقر والجوع. وبعد عامين فقط، في 1979، أطاحت به عملية فرنسية سرية عُرفت باسم "باراكودا"، لتنتهي إمبراطوريته الوهمية كما بدأت: فجأة وبصخب، لكنها هذه المرة وسط سخط واحت*قار العالم.
