الليلة السابعة والتسعون بعد المئتين تكللت بـ الحزن واكتظت بـ الرحيل .. حزنها يشبه صوت فيروز تزاحم فيها غبار الغياب وتراكم فيها كثير من أوراق الوجع .!!
شعور غريب يجتاحني هذة الليلة (299) لست أفهمه او حتى أفهمني لم اعد أنا تلك الـ مُتمردة الـ مُستحيلة مهندسة القرار و الخُطى !! شيء ما يُبعثرني ولست أدري ماهو !! الشيء الوحيد الذي أعرفه انه يستل قلبي من زاويته المهجورة في صدري قلبي المُكبل بـ سلاسل الخيبة والمختوم بـ ختم اللامساس !!
خيّم الصمت والموت على الليلة الأولى بعد الثلاث مائة وبدأت أقتات معونات من شحنات الألم كراهية و أتضور جوعاً لـ عشبة نافرة لـ دثار موت تلتحف جنين فرحي ...!
في ليلتي الثانية بعد الثلاث مائة يكاد القلق يطعمني قوت غصّة مابرحت حشرجتها صدري ..! يمارس على تفكيري لعنة الطرق/ مخاوفاً ..! فـ أنّى لي أن أُلزم ذاتي أملاً ..؟ وأيامي تضخ عبوساً .. و الإفتقاد يرفض إلاّ أن يتهجدني جوراً ..!!
الليلة الثالثة بعد الثلاث مائة ليالٍ طويلة وأنا أُعلّق أمنياتي على أشجار هذة الأرض .. هذة الليلة لن أُعلق أمنية !! ولن أخرج لـ الأبتهال وتوسل الطرقات حظاً سعيد ! لن أطلب من أمي أن تدعوا لـ أحلامي ..! لن أحنّ لـ خيبأتي .. ولن أتصل بـ جارتي العجوز ! هذة الليلة ســ أكون في عقدي الأخير من الأمل ســ أتناول مُسكناً لـ ألسُعال وأنام باكراً ..!
مضت الليلة الـ ثالثة بعد الثلاث مائة وليلة جديدة تُقبل لم يتبقى منهم الا بقايا صور وبعض حروف أتأملها وحدي وأتعلم منها أن دوام الحال من المحال وتلك المشاعر التي أحملها لم تعد تجدي .. قلبي مازال يسكنه حلم الطفولة يتشبث بـ قشة ربما تكون هي القاضية ! ليلة جديدة بدايتها تخبرني مقدماً .. إنفض الجمع .. وبقيتِ وحدكِ ياصبية..! فـ لا تنتظري مُعجزة تغير الواقع ..!
ياليلتي الـ الخامسة بعد الثلاث مائة .. و يا أنا الـ مفطومة من صدر الراحة .. لم تتبق إلا لفافات شتات تتلقفها بقايا روح أرّقها الأنين ..!! ليس في أفئدة المحيطين إلاّ تساقط زفرات الـ تخاذل ..! إلهي .. كم تهفو روحي إلى غرس وفاء به أشعر أن للوجود ومن به أمان ! إلهي .. أنقذ تلك الروح العائمة بين زمجرة الحياة .. إلهي .. أعلم أن رحم عطاء من حولي لم ينجب إلاّ وجعا ينفث تعويذات السعادة عن أفقي حيث الآمدار لـ سُكناها بين هشِيم أضلعي .. فـ أنبت على أغصان شجني جنّة راحة وأمان ..!