مازلت، برغم خيباتي، أثق بالبشر. لكنّني حفظت الدرس الأهمّ: لا شيء يستحق الحزن، فثمّة دائماً أمر في علم الغيب، لا ندري به بعد، سيأتي في الوقت المناسب، لمواساتنا. لكنّنا قبل ذلك سنكون قد بكينا كثيراً، وفتحنا مجالس عزاء، وأعلنّا الحداد، وأخذنا العالم مأخذ الجد، لأنّ أحدهم وعدنا بأحلام أبديّة، ثمّ مضى إلى الأبد.
صدمة بعد صدمة نبلغ سنّ الحكمة. نكتشف أنّ قليلين هم الذين يستحقون حزننا عليهم، وقليلة هي الأشياء التي يشكّل فقدانها خسارة فادحة لنا، وأنّنا غالباً لا نخسر في قصص الحبّ سوى أوهامنا. متأخّرين نتعلّم ما هو الأهم. في الحياة نتعلّم من جيوبنا، وفي الحبّ من قلوبنا، ثمّ ينتهي بنا الأمر أن نقول «كفى» لأنّ كفّاً من الحياة أيقظتنا.
