أيّها الراكبُ المجِدّ رُوَيداً بقلوبٍ تقلَّبتْ في جَواها
إنْ تراءَتْ أرضُ الغرّيينِ فاخضَعْ واخْلَعِ النعلَ دونَ وادي طُواها
وتواضع فَثَمّ دارةُ قدسٍ تَتَمنّى الأفلاكُ لَثْمَ ثَراها
وإذا شِمْتَ قُبّةَ العالم الأعلى وأنوارُ ربّها تَغْشاها
قل له والدموعُ سَفْحُ عقيقٍ والحشا تَصْطلي بنار غَضاها
يا ابن عمّ النبيّ أنت يد الله الَّتي عَمّ كُلّ شيءٍ نَداها
أنت قرآنُه القديمُ وأوصا فُك آياته الَّتي أوحاها
خصّك الله في مآثر شتّى هي مثلُ الأعداد لا تتناهى
ليت عيناً بغير رَوْضك تَرْعىَ قَذِيَتْ واسْتَمَرّ فيها قَذاها
أنت بعد النبيّ خيرُ البرايا والسما خيرُ ما بها قمراها
لك ذات كذاته حيث لولا أنّها مثلُها لَما آخاها
قد تَراضَعْتُما بِثدْي وصالٍ كان من جوهر التجلَّي غذاها
لك في مُرتَقى العُلى والمعالي درجات لا يُرْتقى أدناها
لك نَفْس مِنْ معدن اللطفِ صِيغَتْ جَعَلَ الله كُلّ نَفسٍ فِداها
يا أخا المصطفى لديّ ذنوب هي عين القذى وأنت جلاها
الشيخ الأُزري