اهاجك الوجد أم شاقتك آثار __ كانت مغاني نعم الأهل والدار
وما لعينك تبكي حرقة و أسى __ وما لقلبك قد ضجت به النار
على الأحبة تبكي أم على طلل __ لم يبق فيه أحباء وسمار
هيهات يا صاحبي آسى على زمن __ ساد العبيد به واقتيد أحرار
وأذرف الدمع في خل يفارقني __ أو اللذائذ و الآمال تنهار
فما سبتني قبل اليوم غانية __ ولا دعاني إلى الفحشاء فجار
أمت في الله نفسا لا تطاوعني __ في المكرمات لها في الشر إصرار
وبعت لله دنيا لا يسود بها حق __ ولا قادها في الحكم أبرار
وإنما جزعي في فتية درجوا __ غفل عن الشر لم توقد لهم نار
بالله يا فتيتي لا تهلكوا جزعا __ على أبيكم طريق الموت أقدار
وأنتم يا أهيل الحي صبيتكم __ أمانة عندكم هل يهمل الجار
أفدي بنفسي أما لا يفارقها __ هم وتنهار حزنا حين أنهار
وزوجة منحتني كل ما ملكت __ من صادق الود تحنان وإيثار
عشنا زمانا سويا من مودتنا __ فكم يؤرق بعد العز أدبار
واخوة جعلوني بعد فقد أبي __ أبا لآمالهم روض وأزهار
أستودع الله صحبا كنت أذخرهم __ للنائبات لنا أنس و أسمار
الملتقى في جنان الخلد إن قبلت __ منا صلاة وطاعات وأذكار
الدكتور مصطفى السباعي ..رحمه الله