تقول سُليمى إذ يُعذّبُني الهجرُ
أراكَ عصيّ الدمعِ شيمتُكُ الصبرُ
أما للهوى نهيٌ عليك ولا أمرُ
فقلتُ وما انفكّت بقلبيَ حسرةٌ
بلى أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعةٌ
ولكنّ مثلي لا يُذاعُ له سرّ
وقلتُ أما تدرين ما فعل النّوى؟!
إذا الليل أضواني بسطتُ يد الهوى
وأذللتُ دمعا من خلائقه الكِبرُ
أبيتُ وقد صارت عيوني فواضحي
تكادُ تضيءُ النارُ بين جوانحي
إذا هي أذكتها الصبابةٌ والفكرُ
يقول فؤادي إذ رأى الحِبّ خانَهُ
معلّلتي بالوصلِ والموت دونهُ
إذا متّ ظمآنا فلا نزل القطرُ
أصيحُ -وقد يقسو المحبُّ من الضنا-:
حفظتُ وضيّعتِ المودّة بيننا
وأحسن من بعض الوفاء لكِ العُذْرُ
#الحسن_البخاري