ابن الانبار
::اصدقاء المنتدى و اعلى المشاركين ::
تتوجه العناية نحو المكتبات المدرسية , لما لها من تأثير على أذهان الناشئة وعقولهم . ونظراً لما تقوم به من دور فعال في اسناد المنهج الدراسي , وتزويد الطلبة بكل مصادر الثقافة الانسانية الاصيلة والتي يمكن ان تكون النافذة التي يطلون منها على عالم الفكر والابداع الانسانيين. ان الفهم الواعي والايجابي لمهمات المكتبات المدرسية وواجباتها هو المحفز للعمل على توفير مستلزمات نجاحها وديمومتها في اداء مهامها في بلد يضع اقدامه بثقة وتفاؤل على أعتاب التطور والمدنية. واذ أردنا لمدرستنا العراقية ان تتطور ولنظامها التربوي أن يكون فعالاً , وجب التوجه قبل كل شيء الى مدير التربية والمشرفين التربويين و ادارات المدارس بضرورة الايمان بأهمية المكتبة , اذ أن هناك تخلفاً واضحاً في فهم المكتبة المدرسية والاقلال من أهميتها واعتبارها مرفقاً زائداً عن الحاجة . فأذا لم تتوفر القناعة لدى الكوادر التربوية حيث لا يمكن تقديم فائدة مرجوه... فالمكتبة المدرسية هي المعمل التربوي الذي يجمع بين المعرفة والفكر والممارسة وتقوم بدور تربوي ذي ابعاد واهداف تربوية متعددة لها أهميتها وعلى وجه الخصوص في المجتمع الذي يتخذ من العلم والتخطيط اساساً للتحول العظيم. وكما تقدم الدولة الخدمات الضرورية للمواطنين من صحية وتعليمية وغيرها... من الخدمات الاساسية , فأن واجب الدولة تقديم الخدمات الثقافية , والتي من اشد الوسائل تأثيراً من الجماهير , فضلاً عن أنها عامل توعيه و دعم للوحدة الفكرية في المجتمع. وتأتي الكلمة المكتوبة كأحسن وسيلة من وسائل الاكتساب الثقافية وعلى الرغم ان الوسائل السمعية والبصرية اسرع اتصالاً بالجماهير واوسع , وعلى اي مستوى من المستويات , بيد ان الكلمة المكتوبة المتمثلة في الصحف والمجلات والكتب لها تأثيرها الخاص على القارئ , فهي اكثر ثباتاً , وهي لا تحمل لقارئها معرفة وتثقيفاً فحسب, بل تشحذ الفكر وتنمي له القدرة على الحكم والتعبير والنقد والبحث كما ان الكتاب يمتاز بصفة الدوام , وبهذا فهوّ يعبر عن الصورة المرئية او الكملة المسموعة , واذا كان تأثير المجلات والصحف محدوداً اليوم , فأن الكتاب يعالج الموضوعات بطريقة اخرى تدخل في تفاصيل الموضوع ودقائقه وتترك أثراً بعيد الخوض في حياة الانسان.واذا كانت اغراض المكتبة متنوعة متنوعة متعددة , كالاغراض التعليمية التي تمكن الطلبة من الحصول على المارجع وتقوية الموضوعات الدراسية كذلك فهيّ تزيد من الثقافة العامة وتشجع الانتفاع من أوقات الفراغ بصورة مجدية بدلاً من تبديد الوقت فيما لا يفيد كما ان لها اغراضاً اجتماعية فهيّ تقوم الصلة بين التلاميذ والاسرة التعليمة عن طريق اقامة الندوات الثقافية وتبادل الاراء الا ان الغرض التربوي يظل في مقدمة تلك الاغراض أهمية . الا ان مما يؤسف له , ان عدد المكتبات في مدارسنا اليوم قليل جداً , بسبب عدم بناء جناح خاص للمكتبة (قاعة) , يُمكن لتلاميذ الابتدائي, والمتوسط , والاعدادي من ممارسة هوايتهم (القراءة) ليتمكنوا من تثقيف أنفسهم ومتابعة التطورات التي تشهدها الحياة... لذلك يجب بناء جناح او قاعة خاصة بالمكتبة المدرسية, بأعتبار ان قاعة المكتبة من المرافق الضرورية التي يتحتم توافرها في جميع الابنية المدرسية وخصوصاً في المرحلة الابتدائية .. ولا شك انه لا يوجد بين اهداف التربية هدف ابعد اثراً واكثر فائدة من توجيه الاطفال والناشئة الى الكتب حتى ينشاً بينهم وبين الكتب منذ حداثتهم وخلق جو من الصداقة والالفة السعيدة , وواجب المدرسة ان تُعلم تلاميذها كيف يحبون القراءة ويعشقون الكتاب ولا سبيل لبلوغ هذه الغاية. الا بالاعتماد على المكتبات والعناية بها وتيسير والاستفادة منها. لذا يجب ان يعطي التلاميذ الكتب التي تناسب ميولهم , ويجب ان تتوفر فيها المظهر الخلاب والصورة الملونة خصوصاً بالنسبة للأطفال . ويأتي بعدها المكان المرشح. والامر المهم , الذي يعترض استمرار نجاح المكاتب المدرسية , ان هذه المكاتب غالباً ما تسند الى اُمناء تنقصهم الدراية بشؤون المكتبة , اذ انه ما زال هناك الكثير ممن يفتقد الى الخبرة اللازمة او الأعداد التأهيلي, وهذا الامر يجب ان تتصدى لهُ مديرية الاعداد والتدريب في كل مديرية , وبأشراف من قبل المدراء العاميين , وذلك بأقمة دورات مكتبية لهذا الغرض ولو أضفنا الى ذلك ان المسؤولين عن المكتبات أشخاص غير متفرغين ولهذا فتأتي امكانية الاستفادة من المكتبة محدودة جداً , اذ ان اكثر أوقات الاعارة تتم في فتره الاستراحة وهيّ لا تزيد عادة عن خمس أو عشر دقائق.
واخيراً : نحن نتطلع الى وجود المكتبة المدرسية . فعن طريقها يمكن للطالب ان يحيط بالمعارف ويعرف ما تركة اسلافه من تراث وما يجري في العالم من احداث.
واخيراً : نحن نتطلع الى وجود المكتبة المدرسية . فعن طريقها يمكن للطالب ان يحيط بالمعارف ويعرف ما تركة اسلافه من تراث وما يجري في العالم من احداث.