رد: شتات اوراق .. وبقايا قلم .. وكاس من حروف .. ومقعد خالي
احمد بلبل . من مواليد 64 بغداد ولاية الثوره مقاطعة الگياره .
الحالة الاجتماعيه اعزب وخاوي كلش يسكن مع وآلدتهِ " الملايه انذاك تكتب اشعار وتقرأ في محرم "
في منزل متهالك تركه له وآلده المتوفي في مرض "السلّ "الذي كان مستشري بالشارع العراقي .. اطلق عليه لقب " بلبل " لحجم فمه الصغير وعيناه الزرقاوتين . ولا ابالغ حين قلت انه اجمل شاب في هذه البقعة الميته ... كان يعشق الشعر الشعبي كوآلدته
احبّ فتاة في " فرعنا " حدّ الجنون وهي تبادله نفس الشعور وأوعدها انه سيتزوجها حين تنتهي الحرب العراقيه الإيرانيه ويعود من الجيش
تأسر بلبل عام 88 في حلبچه .. واقتادوه على الحدود الإيرانيه الروسيه في معسكر لايوجد فيه غير السماء والطارق .. عَلمت وآلدته انه أسير بعد 4 سنوات من الضيم والقهر والبحث عنه في سجلات اسماء شهداء الحرب .. بعث لها رساله واحده بعد عام من أسره .. كتب فيها " يمه شلونج اني زين وموجود بأيران أسير وگالوا راح نبدلكم بأسرى بس مانعرف شوكت لايضل بالج عليه يمه سلميلي على ......... كليلها من ارجع نتزوج "
بقي بلبل 15 سنه في الأسر عاد في ليلة سقوط بغداد 2003 بعدما توفيت وآلدته . واخبره جاره انها فارقة الحياة قبل مجيئه بثلاثة اعوام بمرض والمنزل مهجور حاليآ ، واوصت ان غرفتها لن يدخلها احد الا " بلبل " عندما يأتي ..
دخل اليها بلبل . و وجد فيها ثوب امه بجنب " فانيلته وبجامته " موضوع على وساده . وكتبت له ورقة فيها كلمات كاظم الكاطع
إجة العيد وما إجيت
وأشعلت للملگة عمري وأيّست تالي انطفيت
وانتظرتك شمعة ذوبني الصبر لمن كضيت
وانتظرتك شمعة موعّني الصبر فوك الصواني
وخيـط
بس الخيط يحبيّب صفيت
إجة العيد وما إجيت وهم إجة وما جاب روحي
عايش بلا روح من يوم المشيت ...
لم يعد بلبل ذلك الشاب الوسيم الجميل بعدما قرأ رسالة امه وهي تعرف مدى تعلقة وحبه للشعر الشعبي .. علم حينها ان حبيبته قد تزوجت وانتقلوا اهلها الى منزل اخر ..
اعتكف بلبل منزلهم المهجور لمدة ثلاث سنوات حتى توفي عام 2006 في حجرة وآلدته رجح الاطباء سبب وفاته الحزن الشديد والحاله النفسيه التي اصابته والوحده التي عاشها طيلة الفترة . و وجدوا قصيدتها في جيبه .. وهي الآن مكتوبه على قبره ..
شاء القدر ان تبقى هذه الكلمات تلچم قلب بلبل حتى عند قبره ..