رد: شتات اوراق .. وبقايا قلم .. وكاس من حروف .. ومقعد خالي
إنصافًا للواقع الذي نجتهد كثيرًا في إنكاره ..
و سيكلوجية العقل التي نحاول عبثًا أن نعارضها ..
والحقيقة التي نزيّفها من أجل مآربٍ أخرى ..
هل تتذكّرني ؟
بالطبع نعم !
وتوثيقًا للشجاعة التي أملكها ولا تملكها ..
للصدق الذي يُرعِبُك مِنّي ..
للكذب الذي تتجمّل به ..
والأقاويل التي تتوجّس خِيفةً منها ..
أنا أيضًا أتذكّرك !
أنساك أحيانًا ..
غير أني أتذكّرك إذا ما رأيتُ واحدةً من نسائك ..
إذا ما بحثتُ عن شيءٍ في أدراجي وتعثّرتُ بأشيائك !
أتذكّرك إذا ما سألني أحدهم عن إمكانيّة أن يكتفي الرجل بامرأةٍ واحدة ..
إذا ما تحدّثوا عن القبيلة والوظيفة والمدينة والوسامة والدمامة وفارق السنوات ..
أتذكّرك إذا ما سمعتُ نغمة رسائلي النصيّة ..
إذا ما رأيتُ ظِلًا شاردًا ..
أو مُغلّفًا مجهول الهويّة !
أتذكّرك إذا ما احترتُ في أمرٍ ولم أُخبر به أحدًا ..
إذا ما أطلّ رأسٌ من الماضي أو اختفى ..
إذا ما أقسم أحدٌ ألّا يغيب ..
أتذكّرك إذا ما عدتُ لأصحّح مقاس ألبستي الجديدة بمقاسٍ صغير ..
إذا ما مررتُ ببائع الأحذية محمّلةً بأشياء كثيرة !
أتذكّرك إذا ما تجاهل السائق اتصالي ..
إذا ما انتظرتُ طويلًا سيارة الأجرة ..
إذا ما انطَلَقَتْ السيارة قبل أن أُغلِق الباب !
إذا ما مشيتُ في شوارع الحي ..
وتباطَأَتْ سيارةٌ فارهة أو مهترئة ..
وانتظَرَتْ أخرى إلى الجانب بنافذةٍ مفتوحة !
أتذكّرك إذا ما أساء رجلٌ إلى امرأةٍ كان يقاتل لأجلها قبل الزواج ..
إذا ما تأخّر في العودة إليها ..
ولـمّا عاد لم يجدها !
أتذكّرك إذا ما نسيتُ أنّي قد نسيتُك ..
وأنّي أتفيّأ بظلٍ آخر ليس بظلّك ..
وأنّك مركونٌ في أقصى رفوف الذاكرة ..
على وجهك يتزايد سُمك الغبار !
هيّا .. لا تقل نسيتُكِ ..
كلانا يعرف أنك تكذب ..
قُل إن استطعْتَ : متى يحدث أن تتذكّرني ؟