لن أكتب لك شيئاً اليوم سوى أنني اوشكت على انهاء خريفي المتساقط .
حيث أنها بدأت مراسم تشيع الأوراق ، تبدو الأرض كئيبه جداً كأنها تحتضر بأسى الفصول
هكذا هي الأيام تمضي اختناق يخنق الصمت .
وما يسع المرء إلا أن يفعل كما الأيام ( أن يقتله التبلد وتشيعه اللامبالاة )
اتذكر الآن موسيقى وداعنا الذي عزفتها في داخلي
اتذكر قميص يوسف الأبيض ..
أتذكر وأتذكر
حتى أدخل إلى كوخي بعد تفكير طويل
وأكون حينئذ قد بدأتُ بالامطار .
وأقول في غيابكِ لنفسي :
عليكَ ان تتأكد بأن لديك من الحزن ما يكفي لمدينة أشعلت فيها الحروب والموت واليتم .. من أجل هذا المساء
عليك المحافظه على نسبة عالية
من القهوه والموسيقى داخل دمك ..
على سبيل المثال (علبة السجائر)
أن تدخن بمعدل عشرة سجائر في الساعة ، من باب الملل ..
عليك أن تكون وحيداً تماماً كشخص يعتزل الحياة
ويموت فيها كي يعيش داخل سطر مهمل .
وأن تكون لديك مكتبة كاملة من الصور داخل جمجمتك .
ارشيف سنوات ماضيه تذكر وتذكر إلى حد الجنون .. وتستحضر فيها كل شيء
وجوه.. روائح.. أصوات.. ضحكات.. وحركات أيدي مدّت ذات يوم إلى قلبك كي تقتلك
ومن ثم تستسلم بأن تضع رأسك عند زجاج النافذه
وتراقب عمرك كيف يضيع .