
نُقل الامام الكاظم ع إلى سجن السندي بن شاهك حسب أوامر الرشيد،
وقد جهد السندي في ارهاق الكاظم والتنكيل به والتضييق عليه بكل الوسائل ابتغاء لمرضاة الخليفة.
وعلى الرغم من التضييق في السجن فان الامام ع استطاع استمالة خادم السندي وغيره الذين كانوا يساعدونه على الاتصال بالعلماء
واجابة مسائلهم الدينية. ولم يدم هذا الوضع طويلاً حتى توفي الامام ع في سجنه وكان ذلك عام 183هـ،
ويذهب الرواة أن الكاظم ع لم يمت حتف انفه
وانما جرى تسميمه بعد امن قام هارون الرشيد عمد إلى وضع السم في الرطب وامر السندي ان يجبر الامام ع على اكله.
واردت السلطات على تبرئة نفسها من أي مسؤولية محتملة،
فعمد السندي إلى جمع 80 شخصا من السجن قبل وفاة الكاظم وطلب منهم ان يطلعوا على حال الكاظم وان يسالوه ما إذا كان احدا قد اذاه فالتفت الكاظم للشهود وقال: أشهدوا علي اني مقتول بالسم منذ ثلاثة أيام، أشهدوا اني صحيح الظاهر، لكني مسموم وساحمر في هذا اليوم حمرةً شديدة، وأبيض بعد غد، وأمضي إلى رحمة الله ورضوانه فاصيب السندي بالصدمة.
ووضع الجثمان الطاهر بعد ذلك على جسر الرصافة في بغداد تنظر له المارة.
وكان القصد من ذلك هو اذلال الامام ع والتشهير به والحط من كرامته.
يقول الشيخ محمد الملا:
«من مبلغ الإسلام أن زعـيمه
قد مات في سجن الرشيد سميما
فالغيُ بات بموته طرب الحشا
وغـدا لمأتمه الرشاد مـقيما
مُلقى على جســر الرصافة نعشه
فيه الملائك أحدقوا تعظيما»
ثم حمل النعش المطهر ليوارى الثرى في المقبرة المعروفة بمقبرة قريش في الكاظمية في بغداد.