إليك َ أكتب رسالتي هذه والتي لن تصلكَ أبداً،
لقد تصرمت الأعوام الثلاث
أنا أنتظر علامتك الواضحة التي قلت لي أنك سترسلها معلنا عودتك،
بينما كل الذي عاد منك هو صديقك ذلك الشيخ الكبير
الذي تعودت أن يوقضني صوته عند الفجر مؤذناً للصلاة
جاء وقد أخبر الجميع أنك بخير ولا تنوي الرجوع،
حدثهم جميعا عنك طويلاً دون أن يعلم أني أكثر الناس تعطشاً لأسمع عنك،
لقد ظننته سيأتي ليختصني بشيء منك،
لكني وجدت نفسي مضطراً لاستراق السمع
كاللصِّ من تحت النوافذ لأحظى بخبر يسعدني ..
وفي طريق عودتي رأيتُ ورقة صفراء تغادر غصنها
وتتأرجح على خيط من نسيم
حتى استقر بها المقام منسةً على مقعد ناء في طرف الحديقة،
شعرتُ أنني أشبهها..
الفرق بيني وبينها أنني حينما أسقط سأهوي بعنف،
وليس هناك من يداً تتلقاني
وهذا النسيم لن يقوى على ارجحتي
تعبت وانا أحمل كل هذه الخيبة على ظهري..