أنا في الأربعين.. أعمل بالصحافة المصرية.. متزوج وعندي عشرة أولاد.. أحب زوجتي وأتفانى في تربية أولادي ....
تزوجت قبل زوجتي الحالية بفتاة ولم يعمر زواجنا أكثر من عام لعدم الوفاق بيني وبين عائلتها.. فطلقتها..
وتزوجت هي من بعدي برجل آخر وأنجبت منه تسعة أطفال في خلال 14 عامًا كنت سبقتها أنا بالأطفال من زوجتي الحالية..
والتقينا بعد هذه الأعوام الطويلة..
جمعتنا الظروف مصادفة منذ عامين في مكان، فأخذنا نتحدث ونحكي.. روت لي ما حدث لها، ورويت لها ما حدث لي.. وتذكرنا أيام زمان حينما كنا زوجين.. وكيف كنا نختلف لأتفه الأسباب ونتعارك. وضحكت ونظرت إليَّ في طيبة وحنان.. وقالت لي:
- هل تعرف يا فلان.. أني كنت أحبك.. كنت أحبك جدًّا.. ولكني كنت عبيطة.. ولم أعرف كيف أحتفظ بك..
واعترفت لها بدوري كيف كنت أحبها ولكن كبريائي كرجل أفسدت علي هذا الحب.. وحولت حياتي إلى مشاغبات معها ومع عائلتها.. انتهت بالطلاق.
وحكيت لها كيف بكيت بعد الطلاق.
وتندت عيناها بالدموع وأنا أحكي لها قصتي.
وعشنا مع بعض ساعة جميلة من الزمن، وتواعدنا على أن نلتقي مرة أخرى.
والتقينا مرة ثانية وثالثة.. ونشأت بيننا صداقة عميقة ما لبثت أن تسللت إلى قلوبنا وانقلبت حبًّا جارفًا.
أيقظت عواطفي
وكنا كلانا ندرك العواقب فحرصنا على ألا يشعر بنا أحد..
زادت مقابلاتنا وبرغم كثرة هذه المقابلات فإني أقسم لك أننا لم نفعل شيئًا.
ومع هذا فقد بدأت أحس بعذاب ضميري، أشعر أنها تسرق هذا الوقت الذي نقضيه في الحب من أولادها ومن بيتها.
قررت أن أضغط على نفسي وأبتعد عنها.. وكتبت لها لأقول: إننا غافلان نخوض في حب يملكه غيرنا.. حب مسروق.. حب بلا هدف.. وبلا نهاية.. عودي إلى زوجك، وليجمع الله بينكما في الخير.. وتذكريني فهذا يكفيني.. وسوف أذكرك طول عمري..
وبرغم بعدي عنها، فأنا أعيش في عذاب.. وأتخيلها معي في كل لحظة.. وأفكر في مواصلة ما كنا عليه ثم أعود فأتردد.
والله وحده يعلم ما يكنه قلبي من الحب..
قل لي بربك ماذا أفعل؟
***
رد د مصطفى محمود:
هذا حب غريب في نشأته وظروفه..
وأعتقد أنكما صنعتما هذا الحب صناعة..
لقاؤكما بعد 14 عامًا بعد أن أصبح كل منكما ربًّا لعشرة عيال يجرجر وراءه حياة مملة متعبة ليست فيها شاعرية ولا أحلام.. هذا اللقاء وهذه الحياة الجافة المملة هي التي دفعتكما إلى صناعة لعبة تلهوان بها.. لعبة اسمها الحب.. تنعشان بها ما بقي من أيامكما.
ميلاد هذا الحب ميلاد صناعي.. وليس ميلادًا طبيعيًّا.. وقد دخلتما فيه كما تدخلان سينما..
ونشأت المشكلة من التعود..
وأعتقد أنه قد جاء الوقت لتفيقا أنتما الاثنان على هذا الوهم الذي تعيشان فيه وتعودا إلى الواقع...
من كتاب 55 مشكلة حب
دكتور مصطفى محمود الله يرحمه
تزوجت قبل زوجتي الحالية بفتاة ولم يعمر زواجنا أكثر من عام لعدم الوفاق بيني وبين عائلتها.. فطلقتها..
وتزوجت هي من بعدي برجل آخر وأنجبت منه تسعة أطفال في خلال 14 عامًا كنت سبقتها أنا بالأطفال من زوجتي الحالية..
والتقينا بعد هذه الأعوام الطويلة..
جمعتنا الظروف مصادفة منذ عامين في مكان، فأخذنا نتحدث ونحكي.. روت لي ما حدث لها، ورويت لها ما حدث لي.. وتذكرنا أيام زمان حينما كنا زوجين.. وكيف كنا نختلف لأتفه الأسباب ونتعارك. وضحكت ونظرت إليَّ في طيبة وحنان.. وقالت لي:
- هل تعرف يا فلان.. أني كنت أحبك.. كنت أحبك جدًّا.. ولكني كنت عبيطة.. ولم أعرف كيف أحتفظ بك..
واعترفت لها بدوري كيف كنت أحبها ولكن كبريائي كرجل أفسدت علي هذا الحب.. وحولت حياتي إلى مشاغبات معها ومع عائلتها.. انتهت بالطلاق.
وحكيت لها كيف بكيت بعد الطلاق.
وتندت عيناها بالدموع وأنا أحكي لها قصتي.
وعشنا مع بعض ساعة جميلة من الزمن، وتواعدنا على أن نلتقي مرة أخرى.
والتقينا مرة ثانية وثالثة.. ونشأت بيننا صداقة عميقة ما لبثت أن تسللت إلى قلوبنا وانقلبت حبًّا جارفًا.
أيقظت عواطفي
وكنا كلانا ندرك العواقب فحرصنا على ألا يشعر بنا أحد..
زادت مقابلاتنا وبرغم كثرة هذه المقابلات فإني أقسم لك أننا لم نفعل شيئًا.
ومع هذا فقد بدأت أحس بعذاب ضميري، أشعر أنها تسرق هذا الوقت الذي نقضيه في الحب من أولادها ومن بيتها.
قررت أن أضغط على نفسي وأبتعد عنها.. وكتبت لها لأقول: إننا غافلان نخوض في حب يملكه غيرنا.. حب مسروق.. حب بلا هدف.. وبلا نهاية.. عودي إلى زوجك، وليجمع الله بينكما في الخير.. وتذكريني فهذا يكفيني.. وسوف أذكرك طول عمري..
وبرغم بعدي عنها، فأنا أعيش في عذاب.. وأتخيلها معي في كل لحظة.. وأفكر في مواصلة ما كنا عليه ثم أعود فأتردد.
والله وحده يعلم ما يكنه قلبي من الحب..
قل لي بربك ماذا أفعل؟
***
رد د مصطفى محمود:
هذا حب غريب في نشأته وظروفه..
وأعتقد أنكما صنعتما هذا الحب صناعة..
لقاؤكما بعد 14 عامًا بعد أن أصبح كل منكما ربًّا لعشرة عيال يجرجر وراءه حياة مملة متعبة ليست فيها شاعرية ولا أحلام.. هذا اللقاء وهذه الحياة الجافة المملة هي التي دفعتكما إلى صناعة لعبة تلهوان بها.. لعبة اسمها الحب.. تنعشان بها ما بقي من أيامكما.
ميلاد هذا الحب ميلاد صناعي.. وليس ميلادًا طبيعيًّا.. وقد دخلتما فيه كما تدخلان سينما..
ونشأت المشكلة من التعود..
وأعتقد أنه قد جاء الوقت لتفيقا أنتما الاثنان على هذا الوهم الذي تعيشان فيه وتعودا إلى الواقع...
من كتاب 55 مشكلة حب
دكتور مصطفى محمود الله يرحمه
