
كبرت ياأمي وعرفت الكثير
تعلمتُ أن أشد العلاقات قد تنهار بكلمة
وأن الشِّدة تكشف وجوه الأحبة ..
وأن أفخم العبارات قد تكون كَمِين ..
تُطرز كـ طُعْمٍ يغمز لسمكة ..
سيبقى عالقاً في حلقها غصةً لا تنتهي إلاّ بالغرق
وكيف تغرق السمكة يا أمي !
أظن أن جوفها لن تنتهي مرارته أبدا ..
تعلمتُ أن الصمت ثقيلٌ جداً
نيرانه تُفحِم أقوى إحتمال ..
طاغٍ سطوه ..
لكنه مناسبٌ جداً جداً ..
يروقني يا أمي بوسط هذا الزحام
تعلمتُ أن أفتح الأبواب وأغادر ..
أخطو خطوة الفراق الأولى بكل شجاعة ..
لقد فعلت كل ما بوسعي لأبقى ..
لكنّي أغلى من إستماتة تشبث بشيء
هو في أساسه .. ميّت
تعلمتُ أيضاً العفو ومدّ اليد للغفران
وجدتُ في الصفح مايُشبه قلبي من سلام
ويد النوايا طاهرةٌ بمدّها حُسناً
والأهم تعلمت أنكِ يا أمي لا يشبهكِ أحد
قلبكِ يحوي كل أشيائي التي أحب
لطف ، وأبتسامة ، وكوب شاي ، وحضن حنان ..
كبرتُ يا أمي ..
وها أنا الآن أشد احتياجاً لأن تُجدّلي شَعري كسابقاً
ومعه ضفائر غربتي .. بكفوف أمانك .
نغــم