Al_Ramadi Angel
:: ضيف شرف ::
- إنضم
- 29 أكتوبر 2012
- المشاركات
- 900
- مستوى التفاعل
- 7
- النقاط
- 18
- الإقامة
- العراق / الرمادي
- الموقع الالكتروني
- www.sunnti.com
أبو عبد الملك
** إلتماس العذر لساب النبي صلى الله عليه وسلم ، وهل يُعتد بجهله واعتذاره ورجوعه عن ذلك ؟ التأصيل الشرعي في هذه المسألة وهي مسألة كثر الخوض فيها
فيما يتعلق بسب النبي صلى الله عليه وسلم أو تنقصه أو النيل من مقامه صلى الله عليه وسلم أو الاستهزاء به كل ذلك كفر باتفاق الأئمة ، لا خلاف بين أهل العلم في أن من تناول شيء من ذلك فقد أتى كفراً وزوراً ، والله تعالى يقول ( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ (65) لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) فالذي أثبت حكم الكفر على هذه الأفعال هو الله جل وعلا ، فلا خلاف أعلمه بين أهل العلم أن الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو التنقص منه أو السب الصريح أو التلميح كل ذلك مما يندرج في الكفر هذه قضية محسومة ، القضية الثانية هي العقوبة على هذا الفعل ، العقوبة على هذا الفعل جمهور العلماء على أن ساب النبي صلى الله عليه وسلم يُقتل هذا تنظيراً ، وذهب طائفة من أهل العلم حتى لو تاب يُقتل حتى لو تاب بمعنى أن توبته بينه وبين الله عزوجل ، لا يُحجب عن أحد باب التوبة ولا يُصد أحد عن الله عزوجل ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ) فهذه التوبة بينه وبين الله عزوجل ، لكن من الجرائم ومن الأعمال ما لو تاب منه الإنسان فإن هناك مجازاة ومعاقبة في الدنيا هذه تدخل في حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه الذي فيه مُبايعة النبي صلى الله عليه وسلم على جملة من اللوثات والمحرمات قال ( فمن أصاب من ذلك شيء فعوقب به في الدنيا فهو كفارة له ) ، فهذه العقوبة التي هي عقوبة القتل عقوبة لا تمنع التوبة ولا تدل على انه من أهل النار ، هذا إذا تاب واظهر توبته ، جماعة من أهل العلم يرون أنه إذا تاب تاب الله عليه ويسقط حق القتل في هذه الحال واستدلوا لذلك بأدلة ، كلا الفريقين استدل بأدله ، هذا ما يتعلق بالمسألة تنظيراً ، فيما يتعلق بالقضية الواقعة هذه ليس إلى الناس أن يحكموا فيها هناك قضاء وهناك جهات ذات اختصاص هي التي تتولى الحسم في هذه الأمور ، ولهذا المبالغة في المطالبة بنوع معين من العقوبة إما العفو وإما العقوبة فهذه ليست للناس هذه لنظر القاضي الحاكم الشرعي الذي يتولى النظر وينظر في الأمور كلها ويُقدر ما يراه الأصلح وما يختاره ، وإذا حكم الحاكم واجتهد فأصاب فله أجران ، وإذا حكم واجتهد واخطأ فله أجر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، لهذا نقول ينبغي فيما يتعلق بسب النبي صلى الله عليه أو التنقص منه أو التنقص من المقام الإلهية أو النيل من الشريعة يجب أن يُبين هذا للناس وأن يوضح ، لكن فرق أن نُبين هذا ويبن أن نجعل هذا معناه أن كل من وقع يجب أن يباشر الناس الحكم عليه ، الحكم ليس للناس الحكم إلى من له الحكم ومن فُوض إليه النظر في هذه الأمور ، ولذلك مسألة العُذر بالجهل هل يُعذر أو لا يُعذر ، هل توافرت شروط ، هل انتفت موانع هذه لنظر القاضي ، ولذلك أي حكم في الدنيا لا بد أن تتوافر فيه الشروط وتنتفي الموانع ، هذا كما ذكرت ينبغي أن لا يجعل الأمر هيناً ، بعض الناس يسوغ ويبرر مثل هذه الأخطاء ويقول هذا حرية فكرية هذا إبداع هذا محاربة للرأي وما إلى ذلك من الألفاظ البراقة والمسميات التي تسرق الأنظار وحقيقتها أنها تسويغ للنيل من المقدسات ، تسويغ للنيل من الثوابت ، تسويغ لسب الله وسب رسوله وسب الدين ، هذا من الغلط الذي ينبغي أن يُنبه إليه ولكن أيضاً المقابل الآخر يكون هناك فجور في النقد و يُطلب مباشرة هذا الفعل بالنفس أو أن يُغرى أحد في أن يُباشر هذا القتل بنفسه ، أو أن يتعدى ذلك سب لا يجوز من تنقص أهل أو نيل جهة أو نقد كل من أبدى وجهة نظر في هذا الموضوع ، كل هذا ينبغي أن يُراعى فيه قول الله تعالى ( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا) فالواجب العدل في القول ، وألا تنساق العواطف إلى أحد الطرفين ، العواطف عواصف سواء كانت بالرحمة أو بالعقوبة كلاهما ينبغي أن يضبط بحدود الشريعة ، والغيرة التي يحبها الله ورسوله ، الغيرة الشرعية هي أن تغضب لله وفق حدود الله وشرعه ، أما أن تغضب لله عزوجل وتتجاوز ذلك إلى أنواع من الأخطاء التي يُحرمها الله تعالى من العصبيات أو من انتهاك الحقوق أو الاعتداء على الأشخاص أو الافتيات على جهات ذات الاختصاص بالحكم في مثل هذه القضايا ، كل هذا من الخطأ الذي ينبغي أن نكف أنفسنا عنه ، وأن نسعى إلى صيانة مجتمعنا وصيانة أمتنا والتحدي ، ليس التحدي عقوبة شخص ، الشخص هذا عند القضاء والقضاء سوف يمضي فيه ما يراه مناسب وما يراه صالحاً ، لكن الإشكالية لا تنحصر ، الإشكالية هناك مجموعات أو أفراد قد يتأثرون بهذا التوجه ، هنا الذي ينبغي أن نصرف الجهود إليه لإصلاح هذه الأفكار المنحرفة لألا تتكرر ، وأيضاً ينبغي أن لا ننساق أمام كل استفزاز ، لأن بعض الناس الآن يكتب كتابات قبيحة بأسماء مستعارة أوأسماء غير حقيقية و يثير البلبلة عند الناس ، ويصبح الناس يتداولون ما قاله فلان وينشرون ما تكلم به فلان ويكون في هذا إشاعة للشر ، ولهذا ينبغي أن لا نُفسح المجال لمن أراد شهرة أو أراد شراً ، أن يُقال له اكتب وسننشر ! ، من باب الإنكار ، لا شك أن إنكار المنكر لابد منه لكن ينبغي أن يكون إنكار المنكر بعلم وبرفق وبحلم وبحكمه أيضاً حتى نتوقى أن نكون سبباً لإشاعة الشر أو مطية لأصحاب الأغراض الرديئة لنشر فسادهم وشرهم ، ولنُبشر الله تعالى تكفل رفع ذكر رسوله وحكم بالبتر لكل من تناوله بنقص أو سوء ( إِنْ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ) فنطمئن من حيث مقام النبوة لن يتأثر ، لكن ينبغي أن نقوم بما يجب علينا تجاه نبينا صلى الله عليه وسلم .
حلقة يوم الجمعة 2/4/1433هـ للشيخ / خالد المصلح سلمه الله
** إلتماس العذر لساب النبي صلى الله عليه وسلم ، وهل يُعتد بجهله واعتذاره ورجوعه عن ذلك ؟ التأصيل الشرعي في هذه المسألة وهي مسألة كثر الخوض فيها
فيما يتعلق بسب النبي صلى الله عليه وسلم أو تنقصه أو النيل من مقامه صلى الله عليه وسلم أو الاستهزاء به كل ذلك كفر باتفاق الأئمة ، لا خلاف بين أهل العلم في أن من تناول شيء من ذلك فقد أتى كفراً وزوراً ، والله تعالى يقول ( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ (65) لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) فالذي أثبت حكم الكفر على هذه الأفعال هو الله جل وعلا ، فلا خلاف أعلمه بين أهل العلم أن الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو التنقص منه أو السب الصريح أو التلميح كل ذلك مما يندرج في الكفر هذه قضية محسومة ، القضية الثانية هي العقوبة على هذا الفعل ، العقوبة على هذا الفعل جمهور العلماء على أن ساب النبي صلى الله عليه وسلم يُقتل هذا تنظيراً ، وذهب طائفة من أهل العلم حتى لو تاب يُقتل حتى لو تاب بمعنى أن توبته بينه وبين الله عزوجل ، لا يُحجب عن أحد باب التوبة ولا يُصد أحد عن الله عزوجل ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ) فهذه التوبة بينه وبين الله عزوجل ، لكن من الجرائم ومن الأعمال ما لو تاب منه الإنسان فإن هناك مجازاة ومعاقبة في الدنيا هذه تدخل في حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه الذي فيه مُبايعة النبي صلى الله عليه وسلم على جملة من اللوثات والمحرمات قال ( فمن أصاب من ذلك شيء فعوقب به في الدنيا فهو كفارة له ) ، فهذه العقوبة التي هي عقوبة القتل عقوبة لا تمنع التوبة ولا تدل على انه من أهل النار ، هذا إذا تاب واظهر توبته ، جماعة من أهل العلم يرون أنه إذا تاب تاب الله عليه ويسقط حق القتل في هذه الحال واستدلوا لذلك بأدلة ، كلا الفريقين استدل بأدله ، هذا ما يتعلق بالمسألة تنظيراً ، فيما يتعلق بالقضية الواقعة هذه ليس إلى الناس أن يحكموا فيها هناك قضاء وهناك جهات ذات اختصاص هي التي تتولى الحسم في هذه الأمور ، ولهذا المبالغة في المطالبة بنوع معين من العقوبة إما العفو وإما العقوبة فهذه ليست للناس هذه لنظر القاضي الحاكم الشرعي الذي يتولى النظر وينظر في الأمور كلها ويُقدر ما يراه الأصلح وما يختاره ، وإذا حكم الحاكم واجتهد فأصاب فله أجران ، وإذا حكم واجتهد واخطأ فله أجر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، لهذا نقول ينبغي فيما يتعلق بسب النبي صلى الله عليه أو التنقص منه أو التنقص من المقام الإلهية أو النيل من الشريعة يجب أن يُبين هذا للناس وأن يوضح ، لكن فرق أن نُبين هذا ويبن أن نجعل هذا معناه أن كل من وقع يجب أن يباشر الناس الحكم عليه ، الحكم ليس للناس الحكم إلى من له الحكم ومن فُوض إليه النظر في هذه الأمور ، ولذلك مسألة العُذر بالجهل هل يُعذر أو لا يُعذر ، هل توافرت شروط ، هل انتفت موانع هذه لنظر القاضي ، ولذلك أي حكم في الدنيا لا بد أن تتوافر فيه الشروط وتنتفي الموانع ، هذا كما ذكرت ينبغي أن لا يجعل الأمر هيناً ، بعض الناس يسوغ ويبرر مثل هذه الأخطاء ويقول هذا حرية فكرية هذا إبداع هذا محاربة للرأي وما إلى ذلك من الألفاظ البراقة والمسميات التي تسرق الأنظار وحقيقتها أنها تسويغ للنيل من المقدسات ، تسويغ للنيل من الثوابت ، تسويغ لسب الله وسب رسوله وسب الدين ، هذا من الغلط الذي ينبغي أن يُنبه إليه ولكن أيضاً المقابل الآخر يكون هناك فجور في النقد و يُطلب مباشرة هذا الفعل بالنفس أو أن يُغرى أحد في أن يُباشر هذا القتل بنفسه ، أو أن يتعدى ذلك سب لا يجوز من تنقص أهل أو نيل جهة أو نقد كل من أبدى وجهة نظر في هذا الموضوع ، كل هذا ينبغي أن يُراعى فيه قول الله تعالى ( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا) فالواجب العدل في القول ، وألا تنساق العواطف إلى أحد الطرفين ، العواطف عواصف سواء كانت بالرحمة أو بالعقوبة كلاهما ينبغي أن يضبط بحدود الشريعة ، والغيرة التي يحبها الله ورسوله ، الغيرة الشرعية هي أن تغضب لله وفق حدود الله وشرعه ، أما أن تغضب لله عزوجل وتتجاوز ذلك إلى أنواع من الأخطاء التي يُحرمها الله تعالى من العصبيات أو من انتهاك الحقوق أو الاعتداء على الأشخاص أو الافتيات على جهات ذات الاختصاص بالحكم في مثل هذه القضايا ، كل هذا من الخطأ الذي ينبغي أن نكف أنفسنا عنه ، وأن نسعى إلى صيانة مجتمعنا وصيانة أمتنا والتحدي ، ليس التحدي عقوبة شخص ، الشخص هذا عند القضاء والقضاء سوف يمضي فيه ما يراه مناسب وما يراه صالحاً ، لكن الإشكالية لا تنحصر ، الإشكالية هناك مجموعات أو أفراد قد يتأثرون بهذا التوجه ، هنا الذي ينبغي أن نصرف الجهود إليه لإصلاح هذه الأفكار المنحرفة لألا تتكرر ، وأيضاً ينبغي أن لا ننساق أمام كل استفزاز ، لأن بعض الناس الآن يكتب كتابات قبيحة بأسماء مستعارة أوأسماء غير حقيقية و يثير البلبلة عند الناس ، ويصبح الناس يتداولون ما قاله فلان وينشرون ما تكلم به فلان ويكون في هذا إشاعة للشر ، ولهذا ينبغي أن لا نُفسح المجال لمن أراد شهرة أو أراد شراً ، أن يُقال له اكتب وسننشر ! ، من باب الإنكار ، لا شك أن إنكار المنكر لابد منه لكن ينبغي أن يكون إنكار المنكر بعلم وبرفق وبحلم وبحكمه أيضاً حتى نتوقى أن نكون سبباً لإشاعة الشر أو مطية لأصحاب الأغراض الرديئة لنشر فسادهم وشرهم ، ولنُبشر الله تعالى تكفل رفع ذكر رسوله وحكم بالبتر لكل من تناوله بنقص أو سوء ( إِنْ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ) فنطمئن من حيث مقام النبوة لن يتأثر ، لكن ينبغي أن نقوم بما يجب علينا تجاه نبينا صلى الله عليه وسلم .
حلقة يوم الجمعة 2/4/1433هـ للشيخ / خالد المصلح سلمه الله