لم أخبرك بعد …​
عن باقي حكاياتي​
عن تلك الاسرار التي أخفيها عنك​
البارحة زرت الماضي​
وأفترش سريري الباكي ​
صوري والعابي وذكرياتي​
لم تعرف أنني نمت أبكي وصحوت أبكي ​
وابتسمت للأسف وأنا أبكي​
لم أكتب لك ليلة البارحة عن وسائد الاحلام​
عن قناني العطر على منضدتي​
عن شمعتي وقصيدتي ومحبرتي​
كل شئ كان ساكن هادئ ليلة البارحة إلا أنا​
كل شئ كان يغفو مع وسادته الا أنا​
لم أخبرك أ نني شاسعة الامومة​
شاهقة الانوثة صارخة الطفولة​
لم أخبرك بعد ...​
​
أنني خاصمت القلم وفارقت الورق وأنتزعت​
من رحم الحرف كلمات لازالت نطفة لم تولد بعد..​
أرتكبت ذنب قتلهالأنها لم تسعف إحساسي الحزين​
وليلي الطويل وبكائي طويل الاجل ..​
سأرمي هذا القلم الذي لا يتوقّف عن النزف ولا عن جرح الورق ​
سآتيك على صهوة النسمات وعبر مروج الصمت ​
سأتوقف عن الكتابة لأتعلم فن الرسم على الورق ​
أريد رسم النهر ..وغابات وشجر ..​
وطفلة لشعرها لون الشمس ولإ بتسامها طعم القبل ​
أريد أن ارسم لك شواطئ ونوارس وبحر ​
وأجعلك ترى الجنة … ومن أجلي تتعلم السهر ..تغازل القمر​
لم أخبرك بعد ...​
أنني أسافر كل مساء عبر نوافذ الاحلام ​
وامتطي صهوة الجنون الى أرض الامل ​
وأطرق ابواب الغيوم علها تستقبلني قطرات من مطر ​
لم أخبرك أنك سافرت بي ذات مساء الى جنة لم يزرها بشر​
وأحترفت الرسم على قلبي بتفاصيل ملونة​
فـــ أحترت أي الالوان رسمت لي حلمي​
فكان الوردي والأحمروالبنفسج ولون الزهر​
لم أخبرك بعد ...​
أنني أكتب لك بحرف لا لون له أسحبه من بئر صمت عميق ​
وأسكبه شلال كلمات بين يديك وأدرك بإنه قد لايرويك​
وقد لا يُسقي بمرارته جفاف أراضيك ​
ولكن قد تزهر بوجوده وردة إحساس أخفيها عنك​
أريد أن يبقى حبك لغزاً أسطورياً​
يتعذر حله أو فك طلاسمه لا أريد حلولاً أو أية أجوبة لحبك ​
فــ الحلول تعني التوقف والأجوبة تعني النهاية​
والحب عندي اشتعال دائم وسؤال مغري لأنه بلا جواب..!​
لم اخبرك بعد ..​
أنني أريدك أن تترك ساعتك عند بابي​
لتأتيني محرراً من عبء كل الأزمنة لأعتقلك في زماني..!​
أريدك أن تتعلم أن تُصغي لكل لحظة وتُطبِق على أنفاسها لأنها لن تتكرر​
ولأن اللحظة التي تليها ستكون مختلفة لأني سأكون مختلفة..!​
لم اخبرك بعد ..​
أنني لا أملك فضاءا أكثر اتساعا كهذه المساحات الفارغة التي تجمعني بك لأكتب لك ​
لأني أفقر من أن أشتري طائرة خاصة تأخذي حيث أنت لأحكي وجعي أمامك​
لأني أضعف من أقتحم عالمك المزدحم لأثرثر عبر الأثير عن سخافات كثيرة قد لا تعجبك​
وأعود لأكتب لك لأني أنا ولن أكون غيري الأنثى التي عاشت تطعمك الحروف وترويك كلمات​
لم أخبرك بعد ...​
أنني تذكرتك حين جعلت مني أنثى بقلب أجمل وبحظ أوفر وبإحساس بالدنيا أرق وألطف ​
وتذكرتك وأنا أركض هربا من ظلي لأختبئ بعيدا حيث لا أحد وأشرب فنجان قهوتي​
وتذكرتك وأنا أفتح حقيبتي وأنتقي لونا لشفاهي وكحلا أسود لا يفضح ساعات سهري​
وتذكرتك وأنا أعبث بقارورة عطري وأحتضن دبدوبي وأسافر مع أبطال روايتي ​
وتذكرتك وأنا أحمل هاتفي كفتاة مراهقة وأبحث عن زاوية هادئة لأوهم نفسي أن رسالتك ستصل لقلبي​
لم أخبرك بعد ...​
أنني حين أكتب لك لا أريد أن تكتم بتجاهلك فم قلبي​
فيخجل من البوح بما أصابه منك ​
ولا تُقيد يد إحساسي بصمتك​
فلا أمدها لأتقاسم وجبات الشوق الدسمة معك​
اتركني ادفنُ في حضنك ارتعاشات بردي​
وأحفظ فيه دفء أمان ماعرفته إلا عندك​
فبحق كل مالك عندي ومالي عندك​
أجمعني ف أنا بعثرتني الدنيا من قبلك​
رتبني فأنا قلبتني الأوجاع رأسا على عقب من بعدك​
واقرأني بعين قلبك فسأظل أكتب لك ​