

أشعرُ أن سقفَ بيتنا يتهاوئ
وقد يسقطُ فيِ يوماً ما
ربما يكونُ قد اغرتهُ الارض
ويريدُ ان يعانقها
للمرةِ الاولى اراهُ يترنح كا أنه ثمل
حتىَ جدران بيتنا قد لاحتْ عليها التجاعيدُ والشقوقُ
قالَ لي احدهم أن السقفَ ارادَ أن يبكيِ
ولم يجدُ سبيلاً سوى أن يرسمُ ذلكَ على الجدارُ
اوصاني وقتها أن لا أقيمُ جداراً غيره
لان الكنزَ كانَ فوقَ الدارُ وليسَ تحته
فيِ صبايَ كنتُ صاخباً لايروقني الهدوءُ ابدا ً
اذكرُ يوماً قررتُ فيه ان اتعلمَ السباحة
ذهبتُ لـ ( دجلة ) لانها كانتَ قريبةً من بيتنا
رميتُ نفسي بهاَ
عندها
اخذتني ِدجلة فيِ جوفها
ربما كانت بحاجة لعشيق وجئت أنا
كنت في عمراً لااعرف فيه الحبُ
ولم اكن قد تذوقتُ عذاباته ِ
لكنها أحبتني وقد أحببتها
دقائق قليلة
ولم اعد ارئ ولا اسمع
حاوتُ الصراخ َ
اختنقتُ كا أن دجله قد وضعت كفها على فمي
وشي فـ شي بدأت افقدُ قدرتي على احتضانها
ثم شعرت باان هناك يد ما قد امسكتني
وحملتني فوق الماء
كا انها انتزعتني من قيود دجلة المجنونة
تلك كانت يد أبي
وبَخني
صرخَ في وجهي
ثم احتضنني
آهً يا أبي
أحتاجكَ الان
اغرق الان فـ أين يدكَ
اريدُ ان تنقذني مرة اخرى
اتعلم ياابي
لم تعد اشيائك التي اطبطبُ عليها كل يوم
وذاكَ عطركَ الذي يملئُني
وعصاكَ تلك التي ابغضهَا احياناً لانكَ تتكئ عليها لا على كتفي
كلُ تلك الاشياء لم تعدْ تسُعفني وتسَد فجوة غيابكَ هذه
وليس لها يد لتنقذني
وانا اغرقُ الان
اعرفْ ان هذا الفقدَ ابدي
وليسَ هناكَ من مصل يداوي رحيلكَ
وقلبي ذاكَ الفتي قد شاخَ وهرمْ
ترىَ من يعيدُ لي صباي وضحكتي بعدكَ.؟
من يقراء قصاصاتي التي كنتُ اكتبهَا وادسهَا في جيبكَ كل ليلة .؟
من .؟
اتعلم يا ابي .!!
قبلَ رحيلكَ كتبتُ بعضا من القصاصات ثم دسستها في جيبك
لكن في الصباح عادت الي دون ان تقرأها
دون ان ترسمَ عليها اي شي
عادت الي في ذات الجيبَ دون ان يمسها احد
لاشي معي الان ُ
سوى بعضاً من ابتسامتكَ التي احاولُ أن اخبئها بين جوانحي
خوفاً عليها من الضياع ِ
تحملني حيناً
واحملها حِيناً اخر
وكلُ هذا لايغنيني عن يدكَ أبي
احتاجك الان جداً