استشاري يحذر: السمنة وسوء التغذية يسرّعان البلوغ المبكر لدى الأطفال
دق استشاري طب الأسرة، الدكتور أحمد العمار، ناقوس الخطر بشأن ما وصفه بالتزايد الملحوظ في حالات البلوغ المبكر بين الأطفال في المجتمع، مشيرًا إلى أن السمنة المفرطة والعادات الغذائية السيئة تقفان في مقدمة الأسباب المؤدية لهذه الظاهرة المقلقة.
وفي هذا السياق، أوضح العمار أن التعريف الطبي للبلوغ المبكر ينطبق عند ظهور علاماته قبل بلوغ الفتاة سن الثامنة، وقبل إتمام الصبي عامه التاسع.
وأرجع أسبابه الرئيسية إلى عوامل متعددة أبرزها الاضطرابات الهرمونية التي قد تحدث في الغدة النخامية، بالإضافة إلى الاستعداد الوراثي، معتبراً أن زيادة الوزن تبقى المحفز الأبرز والأكثر شيوعًا في الوقت الحالي.
وأشار إلى أن الدراسات الحديثة أثبتت وجود علاقة مباشرة بين الأنظمة الغذائية غير الصحية وتسريع وتيرة البلوغ.
وبين إن الإفراط في تناول الوجبات السريعة والمشروبات الغازية والأطعمة المصنعة مثل ”الإندومي“ يؤدي إلى زيادة السعرات الحرارية المسببة للسمنة، والتي بدورها تحفز التغيرات الهرمونية المبكرة في الجسم.
ولم يقتصر التحذير على الجانب الصحي فقط، بل شدد الدكتور العمار على أن تداعيات البلوغ المبكر قد تكون وخيمة، حيث يمكن أن تؤدي إلى توقف النمو الطولي للطفل في مرحلة مبكرة، فضلًا عن المشاكل النفسية والاجتماعية التي قد يواجهها الطفل نتيجة عدم توافقه الجسدي مع مرحلته العمرية.
ودعا العمار إلى ضرورة التدخل العاجل عند ملاحظة أي من أعراض البلوغ على الأطفال، وذلك عبر استشارة طبيب الأسرة أو أخصائي غدد صماء للأطفال مباشرة.
وأكد أنه في حال تم التشخيص مبكرًا، يمكن اللجوء إلى العلاج الطبي المناسب لتأخير البلوغ ومنح الطفل فرصة لنمو سليم.
وشدد على أن الوقاية تظل حجر الزاوية، وأن تعديل السلوكيات الغذائية الخاطئة وخفض الوزن لا يمثلان علاجًا فحسب، بل هما أساس الحماية، موجهًا رسالة لأولياء الأمور بضرورة مراقبة صحة أطفالهم وتغذيتهم حتى في غياب أي علامات، لضمان نموهم الجسدي والنفسي المتوازن.
