مختلف عنهم
Well-Known Member
الرواية ضعيـــــــــــــــــــــــفة جداااااااااا
انظر السلسلة الضعيفة - (ج / ص 1)
( تقاتل الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين : بالطرقات ، والنهروانات ، وبالشعفات ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 557 :
(موضوع بهذا التمام)
أخرجه الحاكم (3/ 139-140) عن محمد بن يونس القرشي : حدثنا عبد العزيز بن الخطاب : حدثنا علي بن غراب [عن] ابن أبي فاطمة عن الأصبغ بن نباتة عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلي الله عليه وسلم يقول لعلي بن أبي طالب ... فذكره .
قال أبو أيوب : قلت : يا رسول الله ! مع من نقاتل هؤلاء الأقوام ؟ قال :
"مع علي بن أبي طالب" .
قلت : سكت عنه الحاكم ؛ وكأنه لظهور آفته !
واقتصر الذهبي على تضعيفه ! فقصر ؛ فإنه شر من ذلك ؛ الأصبغ بن نباتة متروك متهم بالكذب .
ومثله ابن أبي فاطمة واسمه علي ؛ وهو علي بن الحزور - ؛ وقد ساق الذهبي في "ميزانه" هذا الحديث - دون الشطر الثاني منه - في ترجمة الأصبغ من طريق علي بن الحزور عنه . وقال :
"علي بن الحزور هالك" .
قلت : ومحمد بن يونس القرشي : هو الكد يمي الكذاب الوضاع .
وللحديث طرق أخرى عن أبي أيوب وغيره دون الزيادة ؛ فلا بد من تتبعها ودراستها ؛ لنتبين مرتبة الحديث بدونها :
2- عن محمد بن حميد : حدثنا سلمة بن الفضل : حدثني أبو زيد الأحول عن عتاب بن ثعلبة : حدثني أبو أيوب الأنصاري في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :
أمر رسول الله صلي الله عليه وسلم علي بن أبي طالب بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين .
أخرجه الحاكم (3/ 139) ، ومن طريقه ابن عساكر (12/ 185/ 2) .
قلت : وسكت عليه الحاكم كالذي قبله !
وتعقبه الذهبي بقوله :
"قلت : لم يصح ، وساقه الحاكم بإسنادين مختلفين - إلى أبي أيوب - ضعيفين" !
قلت : قد بينت آنفاً أن الأول واه جداً ، بل موضوع . وهذا قريب منه ؛ فإن عتاب بن ثعلبة لا يعرف ؛ قال الذهبي في ترجمته من "الميزان" :
"عداده في التابعين . روى عنه أبو زيد الأحول حديث : قتال الناكثين . والإسناد مظلم ، والمتن منكر" .
وأقره الحافظ في "اللسان" :
وسلمة بن الفضل ، ومحمد بن حميد ؛ كلاهما ضعيف .
وأبو زيد الأحول : اسمه ثابت بن يزيد ؛ وهو ثقة ثبت .
3- عن المعلى بن عبد الرحمن : أخبرنا شريك عن سليمان بن مهران الأعمش : أخبرنا إبراهيم عن علقمة والأسود قالا :
أتينا أبا أيوب الأنصاري عند منصرفه من صفين ... فقال :
إن رسول الله صلي الله عليه وسلم أمرنا بقتال ثلاثة مع علي : بقتال الناكثين ... الحديث .
أخرجه ابن عساكر .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته المعلى هذا ؛ كان يضع الحديث ، وقد صرح عند موته بأنه وضع في فضل علي رضي الله عنه تسعين - أو قال : سبعين - حديثاً .
وشريك : هو ابن عبد الله القاضي ؛ وهو سيئ الحفظ .
لكن الآفة من المعلى ، وهو راوي الحديث المتقدم (4896) بهذا الإسناد .
4- عن محمد بن كثير : أخبرنا الحارث بن حصيرة عن أبي صادق عن مخنف ابن سليم عنه نحوه .
أخرجه ابن عساكر ، وكذا الطبراني - كما في "المجمع" (6/ 235) - ؛ وقال :
"وفيه محمد بن كثير الكوفي ؛ وهو ضعيف" !
قلت : حاله شر من ذلك ؛ فقد قال فيه أحمد :
"خرقنا حديثه" . وقال ابن المديني :
"كتبنا عنه عجائب ، وخططت على حديثه" . وقال البخاري :
"منكر الحديث" .
والحارث بن حصيرة شيعي مختلف فيه ؛ كما تقدم بيانه تحت الحديث (4886) .
ومما سبق ؛ يتبين أنه ليس في هذه الطرق ما يقوي بعضها بعضاً !
فلننظر في الشواهد التي سبقت الإشارة إليها ، وهي مروية عن ابن مسعود ، وعلي ، وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهم :
طريق الحديث عن ابن مسعود
2- أما حديث ابن مسعود ؛ فيرويه زكريا بن يحيى الخزاز المقري : أخبرنا إسماعيل بن عباد المقري : أخبرنا شريك عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله به نحوه .
أخرجه ابن عساكر (12/ 185/ 1) .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته إسماعيل بن عباد - وهو السعدي المزني البصري - كما في "كامل ابن عدي" (13/ 1) . وقال :
"ليس بذلك المعروف" . وقال العقيلي (ص 29) :
"بصري ؛ حديثه غير محفوظ" . وقال في "الميزان" :
"قال الدارقطني : متروك . وقال ابن حبان : إسماعيل بن عباد أبو محمد المزني بصري ، لا يجوز الاحتجاج به بحال" . زاد في "اللسان" :
"وقال ابن حبان : كتبنا عنه نسخة بهذا الإسناد ، لا تخلو عن المقلوب والموضوع" .
قلت : والإسناد الذي أشار إليه ؛ كلهم ثقات ؛ فهو الآفة .
وشريك ضعيف الحفظ ؛ كما تقدم .
وزكريا بن يحيى - وهو الخزاز ؛ بمعجمات - من شيوخ البخاري ؛ قال الحافظ :
"صدوق له أوهام ، لينه بسببها الدارقطني" .
والحديث ؛ قال الهيثمي (6/ 235) :
"رواه الطبراني ، وفيه من لم أعرفه" .
دراسة إسناد الحديث الذي من طريق علي:
3- أما حديث علي ؛ فله عنه طرق :
** الأولى : عن أبي الجار ود عن زيد بن علي بن الحسين بن علي عن أبيه عن جده عنه مرفوعاً .
أخرجه ابن عساكر (12/ 184/ 2) .
قلت : وأبو الجارود : اسمه زياد بن المنذر ، كان يضع الحديث ؛ كما قال ابن حبان . وقال ابن معين : كذاب عدو الله"
** الثانية: عن الربيع بن سهل الفزارى عن سعيد بن عبيد عن علي بن ربيعة الوالبي قال : سمعت علياً على منبركم هذا يقول :عهد إلي النبي عليه السلام أني مقاتل بعده القاسطين ... الحديث .
أخرجه أبو يعلى (1/ 397/ 519) ، وابن عساكر . وكذا العقيلي في "الضعفاء" (ص 132) ، وقال :
"الأسانيد في هذا الحديث عن علي لينة الطرق . والرواية عنه في الحرورية صحيحة" .
قلت : والربيع بن سهل متفق على تضعيفه . وقال فيه ابن معين :
"ليس بشيء" . وقال - مرة - .
"ليس بثقة" . وقال أبو زرعة :
"منكر الحديث" .
** الثالثة : عن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد العوفي : حدثني عمي عمرو بن عطية بن سعد عن أخيه الحسن بن عطية بن سعد عن عطية : حدثني جدي سعد بن جنادة عن علي قال :
أمرت بقتل ثلاثة ... (فذكرهم ، وزاد
فأما القاسطون ؛ فأهل الشام . وأما الناكثون ؛ فذكرهم . وأما المارقون ؛ فأهل النهروان . يعني : الحرورية .
أخرجه ابن عساكر .
قلت : وإسناده مظلم مسلسل بالضعفاء : محمد بن الحسن فمن فوقه - على ما في الأصل من البياض - ، وأشدهم ضعفاً : عمرو بن عطية ؛ فقد أورده العقيلي في "الضعفاء" (ص 310) ، وروى بسنده الصحيح عن البخاري أنه قال :
"في حديثه نظر" .
وقد جعل هذا الحافظ في "اللسان" من قول العقيلي نفسه ، وليس من روايته عن البخاري ؛ فوهم !
** الرابعة : عن أبي غسان عن جعفر - أحسبه : الأحمر - عن عبد الجبار الهمداني عن أنس بن عمرو عن أبيه عن علي قال ... فذكره مثل الذي قبله دون الزيادة .
أخرجه ابن عساكر (12/ 184/ 2-185/ 1) .
قلت : وهذا إسناد مظلم ؛ أنس بن عمرو وأبوه مجهولان ، كما في "الميزان" و "اللسان" ؛ إلا أن ابن حجر زاد في ترجمة الأول ؛ فقال :
"ذكره ابن حبان في (الثقات)" !
قلت : وابن حبان معروف بتساهله في التوثيق .
وعبد الجبار الهمداني : هو ابن العباس الهمداني الشبامي ؛ وثقوه ، لكن ذكر الذهبي في "الميزان" :
"قال أبو نعيم : لم يكن بالكوفة أكذب منه" . وقال العقيلي في "الضعفاء" (ص 260) :
"لا يتابع على حديثه ، وكان يتشيع" .
وجعفر الأحمر - هو ابن زياد - وثقوه - أيضاً - مع تشيعه .
** الخامسة : عن أبي العباس بن عقدة : أخبرنا الحسن بن عبيد بن عبد الرحمن الكندي : أخبرنا بكار بن بشر : أخبرنا حمزة الزيات عن الأعمش عن إبراهيم عن علي . وعن أبي سعيد التيمي ، عن علي قال ... فذكره .
أخرجه ابن عساكر (12/ 185/ 1) .
قلت : وسنده مظلم أيضاً ؛ ابن عقدة حافظ شيعي معروف ، وقد اختلفوا فيه ؛ كما تراه في "اللسان" . وقد قال البر قاني للدار قطني :
"أيش أكثر ما نفسك من ابن عقدة ؟ قال : الإكثار بالمناكير" .
قلت : وهذا من مناكيره ؛ فإن الحسن بن عبيد وبكار بن بشر ؛ لم أجد من ذكرهما .
وحمزة الزيات - وهو ابن حبيب القارىء التيمي ، أحد الأئمة السبعة - ؛ قال الحافظ :
"صدوق زاهد ، ربما وهم" .
وإبراهيم : هو ابن يزيد النخعي ، ولم يدرك علياً ؛ فهو منقطع .
وكذلك هو من الطريق الأخرى ؛ فإن أبا سعيد التيمي لم يذكر له ابن أبي حاتم (1/ 2/ 247) رواية عن علي ؛ فقال :
"روى عن الأشعث بن قيس أنه حذر الفتن . روى عنه الأعمش" .
ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ؛ فهو في عداد المجهولين .
والتحذير المشار إليه : أخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 191) من طريق أخرى عن الأعمش عن حيان أبي سعيد التيمي قال :
حذر الأشعث بن قيس الفتن . فقيل له : إنك قد خرجت أنت مع علي ؟! قال : ومن لكم بإمام مثل علي ؟!
** السادسة : عن مطر عن حكيم بن جبير عن إبراهيم عن علقمة عنه به .
أخرجه ابن عساكر أيضاً .
قلت : وهذا آفته مطر - وهو ابن ميمون ، وهو ابن أبي مطر الإسكاف - ، وهو متروك متهم ؛ روى موضوعات ، وقد سبق أحدها برقم (4900) .
وحكيم بن جبير قريب منه ؛ مع تشيع .
السابعة : عن جعفر الأحمر عن يونس بن أرقم عن أبان عن خليد العصري قال : سمعت أمير المؤمنين علياً يقول يوم النهروان ... فذكره .
قلت : وهذا آفته أبان ؛ وهو ابن أبي عياش ، متروك متهم ؛ تقدم مراراً .
ويونس بن أرقم ؛ لينه الحافظ عبد الرحمن بن خراش .
وذكره ابن حبان في "الثقات" ؛ وقال :
"كان يتشيع" .
قلت : وجعفر الأحمر شيعي أيضاً ؛ كما تقدم أكثر من مرة .
4 - وأما حديث أبي سعيد ؛ فيرويه إسماعيل بن أبان : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم الأزدي عن أبي هارون العبدي عنه قال :
أمرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين . فقلنا : يا رسول الله ! أمرتنا بقتال هؤلاء ؛ فمع من ؟ قال :
"مع علي بن أبي طالب ، معه يقاتل عمار بن ياسر" .
رواه ابن عساكر .
قلت : وهذا آفته أبو هارون هذا - واسمه عمارة بن جوين - ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
"متروك ، ومنهم علي بن المديني ؛ فقال - وقد سئل عنه - :
"أكذب من فرعون" . وقال ابن حبان :
"كان يروي عن أبي سعيد ما ليس من حديثه" .
وإسحاق بن إبراهيم الأزدي ؛ لم أعرفه ، وفي الرواة كثرة بهذا الاسم والنسب ، لكني لم أر فيهم أزدياً . والله أعلم .
وإسماعيل بن أبان ؛ إن كان الغنوي ؛ فهو كذاب ، وإن كان الوراق ؛ فهو ثقة .
وبالجملة ؛ فليس في هذه الشواهد ما يشد من عضد الطرف الأول من حديث الترجمة ؛ لشدة ضعفها ، وبعضها أشد ضعفاً من بعض ، لا سيما وفي رواتها كثير من الشيعة والرافضة ، فهم مظنة التهمة ؛ ولو لم يصرح أحد باتهامهم ، فكيف وكثير منهم متهمون بالكذب والوضع ؟!
والحديث ؛ أورده ابن عراق في الفصل الثاني من "تنزيه الشريعة" (1/ 387) ، ولم يستقص طرقه استقصاءنا ، ولا تعرض مطلقاً لبيان عللها ، وإنما ذكر قول العقيلي المتقدم :
"وأسانيدها لينة" !
أما ما وجه لينها ، وما نسبة اللين فيها ؛ فهذا كله مما لم يعرج عليه !
انظر السلسلة الضعيفة - (ج / ص 1)
( تقاتل الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين : بالطرقات ، والنهروانات ، وبالشعفات ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 557 :
(موضوع بهذا التمام)
أخرجه الحاكم (3/ 139-140) عن محمد بن يونس القرشي : حدثنا عبد العزيز بن الخطاب : حدثنا علي بن غراب [عن] ابن أبي فاطمة عن الأصبغ بن نباتة عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلي الله عليه وسلم يقول لعلي بن أبي طالب ... فذكره .
قال أبو أيوب : قلت : يا رسول الله ! مع من نقاتل هؤلاء الأقوام ؟ قال :
"مع علي بن أبي طالب" .
قلت : سكت عنه الحاكم ؛ وكأنه لظهور آفته !
واقتصر الذهبي على تضعيفه ! فقصر ؛ فإنه شر من ذلك ؛ الأصبغ بن نباتة متروك متهم بالكذب .
ومثله ابن أبي فاطمة واسمه علي ؛ وهو علي بن الحزور - ؛ وقد ساق الذهبي في "ميزانه" هذا الحديث - دون الشطر الثاني منه - في ترجمة الأصبغ من طريق علي بن الحزور عنه . وقال :
"علي بن الحزور هالك" .
قلت : ومحمد بن يونس القرشي : هو الكد يمي الكذاب الوضاع .
وللحديث طرق أخرى عن أبي أيوب وغيره دون الزيادة ؛ فلا بد من تتبعها ودراستها ؛ لنتبين مرتبة الحديث بدونها :
2- عن محمد بن حميد : حدثنا سلمة بن الفضل : حدثني أبو زيد الأحول عن عتاب بن ثعلبة : حدثني أبو أيوب الأنصاري في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :
أمر رسول الله صلي الله عليه وسلم علي بن أبي طالب بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين .
أخرجه الحاكم (3/ 139) ، ومن طريقه ابن عساكر (12/ 185/ 2) .
قلت : وسكت عليه الحاكم كالذي قبله !
وتعقبه الذهبي بقوله :
"قلت : لم يصح ، وساقه الحاكم بإسنادين مختلفين - إلى أبي أيوب - ضعيفين" !
قلت : قد بينت آنفاً أن الأول واه جداً ، بل موضوع . وهذا قريب منه ؛ فإن عتاب بن ثعلبة لا يعرف ؛ قال الذهبي في ترجمته من "الميزان" :
"عداده في التابعين . روى عنه أبو زيد الأحول حديث : قتال الناكثين . والإسناد مظلم ، والمتن منكر" .
وأقره الحافظ في "اللسان" :
وسلمة بن الفضل ، ومحمد بن حميد ؛ كلاهما ضعيف .
وأبو زيد الأحول : اسمه ثابت بن يزيد ؛ وهو ثقة ثبت .
3- عن المعلى بن عبد الرحمن : أخبرنا شريك عن سليمان بن مهران الأعمش : أخبرنا إبراهيم عن علقمة والأسود قالا :
أتينا أبا أيوب الأنصاري عند منصرفه من صفين ... فقال :
إن رسول الله صلي الله عليه وسلم أمرنا بقتال ثلاثة مع علي : بقتال الناكثين ... الحديث .
أخرجه ابن عساكر .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته المعلى هذا ؛ كان يضع الحديث ، وقد صرح عند موته بأنه وضع في فضل علي رضي الله عنه تسعين - أو قال : سبعين - حديثاً .
وشريك : هو ابن عبد الله القاضي ؛ وهو سيئ الحفظ .
لكن الآفة من المعلى ، وهو راوي الحديث المتقدم (4896) بهذا الإسناد .
4- عن محمد بن كثير : أخبرنا الحارث بن حصيرة عن أبي صادق عن مخنف ابن سليم عنه نحوه .
أخرجه ابن عساكر ، وكذا الطبراني - كما في "المجمع" (6/ 235) - ؛ وقال :
"وفيه محمد بن كثير الكوفي ؛ وهو ضعيف" !
قلت : حاله شر من ذلك ؛ فقد قال فيه أحمد :
"خرقنا حديثه" . وقال ابن المديني :
"كتبنا عنه عجائب ، وخططت على حديثه" . وقال البخاري :
"منكر الحديث" .
والحارث بن حصيرة شيعي مختلف فيه ؛ كما تقدم بيانه تحت الحديث (4886) .
ومما سبق ؛ يتبين أنه ليس في هذه الطرق ما يقوي بعضها بعضاً !
فلننظر في الشواهد التي سبقت الإشارة إليها ، وهي مروية عن ابن مسعود ، وعلي ، وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهم :
طريق الحديث عن ابن مسعود
2- أما حديث ابن مسعود ؛ فيرويه زكريا بن يحيى الخزاز المقري : أخبرنا إسماعيل بن عباد المقري : أخبرنا شريك عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله به نحوه .
أخرجه ابن عساكر (12/ 185/ 1) .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته إسماعيل بن عباد - وهو السعدي المزني البصري - كما في "كامل ابن عدي" (13/ 1) . وقال :
"ليس بذلك المعروف" . وقال العقيلي (ص 29) :
"بصري ؛ حديثه غير محفوظ" . وقال في "الميزان" :
"قال الدارقطني : متروك . وقال ابن حبان : إسماعيل بن عباد أبو محمد المزني بصري ، لا يجوز الاحتجاج به بحال" . زاد في "اللسان" :
"وقال ابن حبان : كتبنا عنه نسخة بهذا الإسناد ، لا تخلو عن المقلوب والموضوع" .
قلت : والإسناد الذي أشار إليه ؛ كلهم ثقات ؛ فهو الآفة .
وشريك ضعيف الحفظ ؛ كما تقدم .
وزكريا بن يحيى - وهو الخزاز ؛ بمعجمات - من شيوخ البخاري ؛ قال الحافظ :
"صدوق له أوهام ، لينه بسببها الدارقطني" .
والحديث ؛ قال الهيثمي (6/ 235) :
"رواه الطبراني ، وفيه من لم أعرفه" .
دراسة إسناد الحديث الذي من طريق علي:
3- أما حديث علي ؛ فله عنه طرق :
** الأولى : عن أبي الجار ود عن زيد بن علي بن الحسين بن علي عن أبيه عن جده عنه مرفوعاً .
أخرجه ابن عساكر (12/ 184/ 2) .
قلت : وأبو الجارود : اسمه زياد بن المنذر ، كان يضع الحديث ؛ كما قال ابن حبان . وقال ابن معين : كذاب عدو الله"
** الثانية: عن الربيع بن سهل الفزارى عن سعيد بن عبيد عن علي بن ربيعة الوالبي قال : سمعت علياً على منبركم هذا يقول :عهد إلي النبي عليه السلام أني مقاتل بعده القاسطين ... الحديث .
أخرجه أبو يعلى (1/ 397/ 519) ، وابن عساكر . وكذا العقيلي في "الضعفاء" (ص 132) ، وقال :
"الأسانيد في هذا الحديث عن علي لينة الطرق . والرواية عنه في الحرورية صحيحة" .
قلت : والربيع بن سهل متفق على تضعيفه . وقال فيه ابن معين :
"ليس بشيء" . وقال - مرة - .
"ليس بثقة" . وقال أبو زرعة :
"منكر الحديث" .
** الثالثة : عن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد العوفي : حدثني عمي عمرو بن عطية بن سعد عن أخيه الحسن بن عطية بن سعد عن عطية : حدثني جدي سعد بن جنادة عن علي قال :
أمرت بقتل ثلاثة ... (فذكرهم ، وزاد
فأما القاسطون ؛ فأهل الشام . وأما الناكثون ؛ فذكرهم . وأما المارقون ؛ فأهل النهروان . يعني : الحرورية .
أخرجه ابن عساكر .
قلت : وإسناده مظلم مسلسل بالضعفاء : محمد بن الحسن فمن فوقه - على ما في الأصل من البياض - ، وأشدهم ضعفاً : عمرو بن عطية ؛ فقد أورده العقيلي في "الضعفاء" (ص 310) ، وروى بسنده الصحيح عن البخاري أنه قال :
"في حديثه نظر" .
وقد جعل هذا الحافظ في "اللسان" من قول العقيلي نفسه ، وليس من روايته عن البخاري ؛ فوهم !
** الرابعة : عن أبي غسان عن جعفر - أحسبه : الأحمر - عن عبد الجبار الهمداني عن أنس بن عمرو عن أبيه عن علي قال ... فذكره مثل الذي قبله دون الزيادة .
أخرجه ابن عساكر (12/ 184/ 2-185/ 1) .
قلت : وهذا إسناد مظلم ؛ أنس بن عمرو وأبوه مجهولان ، كما في "الميزان" و "اللسان" ؛ إلا أن ابن حجر زاد في ترجمة الأول ؛ فقال :
"ذكره ابن حبان في (الثقات)" !
قلت : وابن حبان معروف بتساهله في التوثيق .
وعبد الجبار الهمداني : هو ابن العباس الهمداني الشبامي ؛ وثقوه ، لكن ذكر الذهبي في "الميزان" :
"قال أبو نعيم : لم يكن بالكوفة أكذب منه" . وقال العقيلي في "الضعفاء" (ص 260) :
"لا يتابع على حديثه ، وكان يتشيع" .
وجعفر الأحمر - هو ابن زياد - وثقوه - أيضاً - مع تشيعه .
** الخامسة : عن أبي العباس بن عقدة : أخبرنا الحسن بن عبيد بن عبد الرحمن الكندي : أخبرنا بكار بن بشر : أخبرنا حمزة الزيات عن الأعمش عن إبراهيم عن علي . وعن أبي سعيد التيمي ، عن علي قال ... فذكره .
أخرجه ابن عساكر (12/ 185/ 1) .
قلت : وسنده مظلم أيضاً ؛ ابن عقدة حافظ شيعي معروف ، وقد اختلفوا فيه ؛ كما تراه في "اللسان" . وقد قال البر قاني للدار قطني :
"أيش أكثر ما نفسك من ابن عقدة ؟ قال : الإكثار بالمناكير" .
قلت : وهذا من مناكيره ؛ فإن الحسن بن عبيد وبكار بن بشر ؛ لم أجد من ذكرهما .
وحمزة الزيات - وهو ابن حبيب القارىء التيمي ، أحد الأئمة السبعة - ؛ قال الحافظ :
"صدوق زاهد ، ربما وهم" .
وإبراهيم : هو ابن يزيد النخعي ، ولم يدرك علياً ؛ فهو منقطع .
وكذلك هو من الطريق الأخرى ؛ فإن أبا سعيد التيمي لم يذكر له ابن أبي حاتم (1/ 2/ 247) رواية عن علي ؛ فقال :
"روى عن الأشعث بن قيس أنه حذر الفتن . روى عنه الأعمش" .
ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ؛ فهو في عداد المجهولين .
والتحذير المشار إليه : أخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 191) من طريق أخرى عن الأعمش عن حيان أبي سعيد التيمي قال :
حذر الأشعث بن قيس الفتن . فقيل له : إنك قد خرجت أنت مع علي ؟! قال : ومن لكم بإمام مثل علي ؟!
** السادسة : عن مطر عن حكيم بن جبير عن إبراهيم عن علقمة عنه به .
أخرجه ابن عساكر أيضاً .
قلت : وهذا آفته مطر - وهو ابن ميمون ، وهو ابن أبي مطر الإسكاف - ، وهو متروك متهم ؛ روى موضوعات ، وقد سبق أحدها برقم (4900) .
وحكيم بن جبير قريب منه ؛ مع تشيع .
السابعة : عن جعفر الأحمر عن يونس بن أرقم عن أبان عن خليد العصري قال : سمعت أمير المؤمنين علياً يقول يوم النهروان ... فذكره .
قلت : وهذا آفته أبان ؛ وهو ابن أبي عياش ، متروك متهم ؛ تقدم مراراً .
ويونس بن أرقم ؛ لينه الحافظ عبد الرحمن بن خراش .
وذكره ابن حبان في "الثقات" ؛ وقال :
"كان يتشيع" .
قلت : وجعفر الأحمر شيعي أيضاً ؛ كما تقدم أكثر من مرة .
4 - وأما حديث أبي سعيد ؛ فيرويه إسماعيل بن أبان : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم الأزدي عن أبي هارون العبدي عنه قال :
أمرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين . فقلنا : يا رسول الله ! أمرتنا بقتال هؤلاء ؛ فمع من ؟ قال :
"مع علي بن أبي طالب ، معه يقاتل عمار بن ياسر" .
رواه ابن عساكر .
قلت : وهذا آفته أبو هارون هذا - واسمه عمارة بن جوين - ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
"متروك ، ومنهم علي بن المديني ؛ فقال - وقد سئل عنه - :
"أكذب من فرعون" . وقال ابن حبان :
"كان يروي عن أبي سعيد ما ليس من حديثه" .
وإسحاق بن إبراهيم الأزدي ؛ لم أعرفه ، وفي الرواة كثرة بهذا الاسم والنسب ، لكني لم أر فيهم أزدياً . والله أعلم .
وإسماعيل بن أبان ؛ إن كان الغنوي ؛ فهو كذاب ، وإن كان الوراق ؛ فهو ثقة .
وبالجملة ؛ فليس في هذه الشواهد ما يشد من عضد الطرف الأول من حديث الترجمة ؛ لشدة ضعفها ، وبعضها أشد ضعفاً من بعض ، لا سيما وفي رواتها كثير من الشيعة والرافضة ، فهم مظنة التهمة ؛ ولو لم يصرح أحد باتهامهم ، فكيف وكثير منهم متهمون بالكذب والوضع ؟!
والحديث ؛ أورده ابن عراق في الفصل الثاني من "تنزيه الشريعة" (1/ 387) ، ولم يستقص طرقه استقصاءنا ، ولا تعرض مطلقاً لبيان عللها ، وإنما ذكر قول العقيلي المتقدم :
"وأسانيدها لينة" !
أما ما وجه لينها ، وما نسبة اللين فيها ؛ فهذا كله مما لم يعرج عليه !