أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

الخلاف بين التوراة والقرآن

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
إنضم
22 يوليو 2012
المشاركات
1,168
مستوى التفاعل
4
النقاط
38
الإقامة
كوردستان العراق
رد: الخلاف بين التوراة والقرآن

ذم الصهيونيّة في الزبور

كان شاؤول (طالوت) ملكاً على بني إسرائيل ، فأوحى الله تعالى إلى النبيّ صاموئيل بأنّ داود يكون ملكاً على بني إسرائيل بعد طالوت ، فلَمّا علم طالوت بذلك عادى داود وأراد قتله فهرب داود إلى الجبال خوفاً من طالوت ، فقام طالوت يطارده بجيشه أينما ذُكِر ولكنّه لم يتمكّن من قتله ، فصار داود يدعو على قومه الذين يطاردونه ويلعنهم . وإلى ذلك أشار الله تعالى في القرآن فقال تعالى في سورة المائدة (لُعِنَ الّذينَ كَفَرُوا مِن بني إسرائيل على لِسانِ داود وعيسى بنِ مريَمَ ذلكَ بِما عَصَوا وكانُوا يَعتَدُونَ.)

وإليكَ بعض ما جاء في الزبور في ذمّ اليَهود على لسان داود وذلك في المزمور الثاني عشر قال :

"خلّص ياربّ لأنّه قد انقرض التقيّ لأنّه قد انْقطع الأمناء من بني البشر ، يتكلّمون بالكذب كلّ واحدٍ مع صاحبه بشفاهٍ ملقةٍ بقلبٍ منقلبٍ يتكلّمُون ، يقطع الربّ جميع الشفاه الْملقةِ واللسان المتكلّم بالعظائم ، الّذينَ قالوا بألسنتنا نتجبّر ، شفاهنا معنا ، مَن هو سيّدٌ علينا."

وقال في المزمور الحادي والعشرين :

"تصيب يدك أعداءك ، بيمينك تصيب كلّ مبغضيك ، تجعلُهم مثل تنّور نارٍ في زمان حضورك ، الربّ بسخطه يبتلعهم وتأكلهم النار ، تبيد ثمرهم من الأرض وذرّيتهم من بين بني آدم ، لأنّهم نصبوا عليك شرّاً ، فكَّروا بمكيدةٍ لم يستطيعوها ، لأنّك تجعلُهم يولّون ، تفوق السهام على أوتارك تلقاء وجوهِهم ، ارتفع يا ربّ بقوّتِكَ ، ترنّم بجبروتك ."

وقال في المزمور الخامس والخمسين :

" أهلِكْ يا ربّ فرِّقْ ألسنتَهم لأنّي قد رأيتُ ظُلماً وخصاماً في المدينة ، نهاراً وليلاً يحيطون بِها على أسوارها وإثمٌ ومشقّةٌ في وسطِها ولا يبرحُ من ساحاتِها ظلمٌ وغشّ ."





منقول من كتاب
الخلاف بين التوراة والقرآن
لمحمد علي حسن الحلي رحمه الله
 
إنضم
22 يوليو 2012
المشاركات
1,168
مستوى التفاعل
4
النقاط
38
الإقامة
كوردستان العراق
رد: الخلاف بين التوراة والقرآن

ذمّ الصهيونيّة في الإنجيل

وكذلك المسيح عيسى بن مريم لعنَهم وذمّهم لأنّهم آذَوهُ وكذّبوه.

فقد جاء في إنجيل متّي في الإصحاح الثالث والعشرين ما يلي:

"لكن ويلُ لكم أيّها الكتبة والفريسيّون المراؤون لأنكم تغلقون ملكوت السماوات قدام الناس فلا تدخلون أنتم ولا تدعون الداخلين يدخلون " .

- وجاء قول المسيح في إنجيل متّي في الإصحاح الحادي عشر في ذمّ اليَهود :

"ويلٌ لكِ يا كور زين . ويلٌ لك ِ يا بيتَ صيدا . لأنّه لو صُنعت في صور وصيداءَ القوّات المصنوعة فيكما لَتابتا قديماً في المسوح والرماد . ولكن أقول لكم إنّ صورَ وصيداءَ تكون لَهما حالةٌ أكثر احتمالاً يوم الدين مِمّا لكما . وأنتِ يا كفر ناحوم المرتفعة إلى السماء ستهبطين إلى الْهاوية . لأنّه لوصُنعت في سدوم القوّات المصنوعة فيك لبقيت إلى اليوم ."

- وجاء في الإصحاح الثاني عشر من إنجيل متّي قوله :

"يا أولاد الأفاعي كيف تقدرون أن تتكلّموا بالصالحات وأننتم أشرارٌ ."

- وجاء في الإصحاح السادس عشر في ذمّ اليَهود قال السيّد المسيح

" جيلٌ شرّير فاسق يلتمس آيةً ."

- وجاء في الإصحاح الخامس عشر قول المسيح في ذمّ اليَهود :

"فقد أبطلتم وصيّة الله بسبب تقليدكم . يا مُراؤون حسناً تنبّأ عنكم إشعياء قائلاً . يقترب إليّ هذا الشعبُ بفمه ويُكرمني بشفتيه وأمّا قلبه فمتعدٍّ عنّي بعيداً . وباطلاً يعبدونني وهم يعلِّمون تعاليم هي وصايا النّاس ."

- وقال : "يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين ..."

- وجاء في إنجيل لوقا في الإصحاح الحادي عشر قال المسيح :

"ويلٌ لكم أيّها الفريسيّون المراؤون لأنّكم تعشّرون النعناع والسداب وكلّ بقلٍ وتتجاوزون عن الحقّ ومحبّة الله ، كان ينبغي أن تعملوا هذه ولا تتركوا تلك ، ويلٌ لكم أيّها الفريسيّون لأنّكم تحبّون المجلس الأوّل في المجامع والتحيّات في الأسواق ، ويلٌ لكم أيّها الكتبة والفريسيّون المراؤون لأنّكم مثل القبور المخفيّة والّذين يمشون عليها لا يعلمون ."

- وقال أيضاً : "ويلٌ لكم لأنّكم تبنون قبور الأنبياء وآباؤكم قتلوهم ؛ إذاً تشهدون وترضَون بأعمال آبائكم لأنّهم هم قتلوهم وأنتم تبنون قبورهم ."





منقول من كتاب
الخلاف بين التوراة والقرآن لمحمد علي حسن الحلي رحمه الله
 
إنضم
22 يوليو 2012
المشاركات
1,168
مستوى التفاعل
4
النقاط
38
الإقامة
كوردستان العراق
رد: الخلاف بين التوراة والقرآن

تعريف [حول تشييد قبور الأنبياء]:

قول السيّد المسيح "أنتم تبنون قبور الأنبياء وآباؤكم قتلوهم" معناه : أنتم آثمون بتشييد قبور الأنبياء كما أثم آباؤكم بقتلِهم ، لأنّ تشييد القبور لا يجوز لأنّه يسبّب الإشراك فتأتي النّاس إلى زيارتِها وتقديسِها وينذرون لَها فتصبح كالأوثان تُعبَد من دون الله ، وهذا مِمّا يؤثم عليه الباني والزائر والّذي يقدّس قبور الأنبياء . وما أكثر القبور في هذا العصر الّتي أصبحت كالأوثان تُعبَد من دون الله . ولذلك أخفى الله تعالى قبور كثير من الأنبياء ومن جملتِهم قبر موسى وهارون وإيليّا وعيسى بن مريَم وغيرهم ؛ وذلك لئلاّ تصبح قبورهم أوثاناً تُعبًد من دون الله .

وإليك قصّة موت موسى وهارون وذلك من سفر التثنية في الإصحاح الثاني والثلاثين قال : " وكلّم الربّ موسى في نفس ذلك اليوم قائلاً : اصعد إلى جبل عباريم هذا جبل نبو الّذي في أرض موآب الّذي قبالة أريحا وانظر إلى أرض كنعان ، ومت في الجبل الّذي تصعد إليه وانْضمّ إلى قومك كَما مات هارون أخوك في جبل هورٍ وضُمّ إلى قومه ."

وإنّما قال الله تعالى لِهارون : اصعد إلى الجبل وحدك ومت هناك ولا يراك أحدٌ ، وكذلك قال لِموسى لئلاّ يبنوا لَهما قبوراً فتصبح أوثاناً تُعبَد من دونِ الله . وكذلك [قصّة موت] النبيّ إيليّا بينَما كان يمشي خارج مدينة أورشليم هو واليشع إذْ جاءت عاصفة من الريح فحملت النبيّ إيليّا وألقتْهُ فوق الجبل المقابل لمدينة أورشليم فمات هناك وصعدت نفسُهُ إلى السماء إلى الجنان وبقي جسمُهُ فوق الجبل فغطّتْهُ العاصفة بالتراب ، لأنّ الإنسان الحقيقي هو النفس الأثيريّة ، وما الجسم إلاّ قالبٌ تكوّنت فيه النفس ، فبعد خروج النفس منه يتفسّخ ويكون تراباً وتصعد نفوس الأنبياء إلى السماء .




منقول من كتاب
الخلاف بين التوراة والقرآن لمحمد علي حسن الحلي رحمه الله
 
إنضم
22 يوليو 2012
المشاركات
1,168
مستوى التفاعل
4
النقاط
38
الإقامة
كوردستان العراق
رد: الخلاف بين التوراة والقرآن

ذمّ الصّهيونيّة في القرآن

قال الله تعالى في سورة البقرة : 27 (الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ) يعني ينقضون العهد الّذي عاهدوا به أنبياء الله الماضين بأن لا يشركوا بالله شيئاً ولا يقتلوا النفس الّتي حرّم الله قتلَها ولا يزنوا ، وقد أخلفوا الله ما عاهدوه ، (وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ) يعني ويقطعون صلة الرّحِم (وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ) بالفتن وقطع السبيل ويصُدّون من آمن بمحمّد رسول الله (أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) الّذينَ خسروا أنفسَهم وأهليهم في الآخرة فأبدلوا النعيم بالجحيم .

وقال الله تعالى في آية 55 (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ ) فوق جبل حوريب (وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ)

وقال تعالى في آية 61 (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ) وهو المنّ (فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُو أَدْنَى بِالَّذِي هُو خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ .)

وقال الله تعالى في آية 65 (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ) فصادوا السمك وباعوا (فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ .) وقال تعالى في آية 74 (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَو أَشَدُّ قَسْوَةً) وقال الله تعالى في آية 80 (وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً) وهي سبعة أيّام الّتي عبدوا فيها العجل في زمن موسى (قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْدًا) بذلك (فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) 81 (بَلَى) يُعذّبون (مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) وقال الله تعالى في آية 85 (ثُمَّ أَنتُمْ هَـؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُو مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) أيّها اليهود (أُولَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآَخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ) 87 (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ) 88 (وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ)

فهذا بعض ما جاء في القرآن في ذمّ اليهود وسوء أفعالِهم .

وقال الله تعالى في سورة المائدة آية 33 (إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَو يُصَلَّبُواْ أَو تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَو يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ )

وقد فُعِلَ ذلك بِهم مراراً عديدة فقتلوا بعضَهم وصلبوا بعضَهم وقطعوا أيديهم وأرجلَهم في الحرب ونفوا بعضَهم . ومن جملة الملوك الّذين قتلوا اليَهود بخت نُصّر ملك بابل : فقتل أكثرهم وصلب بعضَهم وقطع أيدي البعض منهم وأرجل آخرين ونفى بعضَهم إلى مصر وأخذ الباقين أسرى إلى العراق إلى مدينة بابل . و(تيطُس )القائد الروماني ، وذلك سنة 70 ميلاديّة قتل جميع البالغين من عساكر ومدنيّين وباع الأولاد أسرى وهدّم كلّ منازلِها والسور والْهيكل ، حتّى صار الناظر إليها من بعيد لا يُصدِّق أنّ مدينةً كانت تقوم مقامَها .




منقول من كتاب
الخلاف بين التوراة والقرآن
لمحمد علي حسن الحلي رحمه الله تعالى
 
إنضم
22 يوليو 2012
المشاركات
1,168
مستوى التفاعل
4
النقاط
38
الإقامة
كوردستان العراق
رد: الخلاف بين التوراة والقرآن

تَمرّدهم على نبيّهم

(الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ)

وإليك شرح هذه الآيات من التوراة نفسها لتكون من الموقنين ؛ فقد جاء في سفر الملوك الثاني في الإصحاح السابع عشر ما يلي :

"وكان أنّ بني إسرائيل أخطأُوا إلى الربّ إلاهِهم الّذي أصعدهم من أرضِ مصر وانْتَقوا آلِهةً أخرى ، وسلكوا حسب فرائض الأمم الّذين طردهم الربّ أمام بني إسرائيل وملوك إسرائيل الّذين أقاموهم ، وعمل بنو إسرائيل سرّاً ضدّ الربّ إلاهِهم أموراً ليست بمستقيمةٍ وبنَوا لأنفسِهم مرتفعاتٍ في جميع مدنِهم مِن برج النواطير إلى المدينة المحصّنة ، وأقاموا لأنفسِهم أنصاباً وسواري على كلّ تلٍّ عالٍ وتحت كلّ شجرةٍ خضراء ، وأوقدوا هناك على جميع المرتفعات مثل الأمم الّذين ساقَهم الربّ مِن أمامِهم وعملوا أموراً قبيحةً لإغاظة الربّ ، وعبدوا الأصنام الّتي قال الربّ لَهم عنْها لا تعملوا هذا الأمر ، وأشهدَ الربّ على إسرائيل وعلى يَهوذا عن يد جميع الأنبياءِ وكلِّ راءٍ قائلاً ارجعوا عن طرقكم الردِيّة واحفظوا وصاياي فرائضي حسب كلّ الشريعة الّتي أوصيت بِها آباءكم والّتي أرسلتُها إليكم عن يد عبيدي الأنبياء ، فلم يسمعوا بل صلّبوا أقفيتَهم كأقفية آبائهم الّذين لم يؤمنوا بالربّ إلاهِهم ، ورفضوا فرائضه وعهده الّذي قطعَه مع آبائهم وشهاداته الّتي شهد بِها عليهم وساروا وراء الباطل وصاروا باطلاً وراء الأمم الّذين حولَهم الّذين أمرهم الربّ أن لا يعملوا مثلهم ، وتركوا جميع وصايا الربّ إلاهِهم وعملوا لأنفسِهم مسبوكاتٍ عجلين وعملوا سواري وسجدوا لِجميع جند السماء وعبدوا البعل، وعبّروا بنيهم وبناتِهم في النار وعرفوا عِرافةً وتفاءلوا وباعوا أنفسَهم لعمل الشرّ في عيني الربّ لإغاظته ، فغضب الربّ جدّاً على إسرائيل ونحّاهم من أمامه ولم يبقَ إلاّ سبط يَهوذا وحده ، ويَهوذا أيضاً لم يحفظوا وصايا الربّ إلاهِهم بل سلكوا في فرائض إسرائيل الّتي عملوها ، فرذّل الربّ كلّ نسل إسرائيل وأذلّهم ودفعَهم إلى يد ناهبين حتّى طرحَهم مِن أمامه ، لأنّه شقّ إسرائيل عن بيت داود فملّكوا يربعام بن ناباط فأبعد يربعام إسرائيل من وراء الربّ وجعلَهم يخطِئون خطيئةً عظيمةً ، وسلك بنو إسرائيل في جميع خطايا يربعام الّتي عمل ، لم يحيدوا عنْها ، حتّى نحّى الربّ إسرائيل مِن أمامِه كما تكلّم عن يد جميع عبيده الأنبياء فسبى إسرائيل من أرضه إلى آشور إلى هذا اليوم ."

قال الله تعالى في سورة المائدة :

(22 وإذْ قال موسى لِقومِهِ يا قومِ اذْكروا نعمةَ اللهِ عليكم إذْ جَعلَ فيكم أنبياءَ وجَعلَكم ملوكاً وآتاكم ما لمْ يُؤتِ أحداً مِنً العالَمينَ . 23 يا قومِ ادْخلُوا الأرضَ المقدّسةَ الّتي كتبَ اللهُ لكم ولا ترتدُّوا على أدبارِكم فتنقلِبوا خاسرِينَ 24 قالوا يا موسى إنّ فيها قوماً جبّارينَ وإنّا لنْ نَدخلَها حتّى يَخرجوا مِنها فإنْ يَخرجُوا مِنْها فإنّا داخلونَ . 25 قال رجلانِ* مِنَ الّذينَ يخافونَ أنعمَ اللهُ عليهِما ادْخلوا علَيهِمُ البابَ فإذا دخلْتُموهُ فإنّكم غالِبونَ 26 وعلى اللهِ فتوكّلوا إنْ كنتم مؤمِنينَ 27 قالوا يا موسى إنّا لن نَدخلَها أبداً مل دامُوا فاذْهبْ أنتَ وربّكَ فقاتِلا إنّا هاهنا قاعِدون 28 قال ربِّ إنّي لا أملكُ إلاّ نفسي وأخي فافْرقْ بيننا وبينَ القومِ الفاسِقين 29 قال فإنّها محرّمَةٌ عليهِم أربعينَ سنةً يتيهونَ في الأرضِ فلا تَأسَ على القومِ الفاسِقين .)

[*والرجلان هما يوشع بن نون وكالب بن يفنّة . ]

وإليك شرح هذه الآيات والقصّة من التوراة نفسها باختصار :

وذلك في سفر العدد في الإصحاح الرابع عشر قال بعد ما بعثوا جواسيس منهم يتجسّسون أرض فلسطين وخيراتِها ، فلَمّا رجع الجواسيس أخذوا في ذمّها لأنّهم خافوا من أهلِها فلم يتكلّموا بالحقيقة إلاّ رجلينِ منهم وهُما يوشع بن نون وكالب بن يفنّة تكلّما بالحقيقة . قال :

"فرفعت كلّ الجَماعة صوتَها وصرخت وبكى الشعبُ تلك الليلة ، وتذمّر على موسى وعلى هارون جميعُ بني إسرائيل وقال لَهما كلُّ الجماعة ليتنا متنا في أرض مصر أوليتنا متنا في هذا القفر، ولِماذا أتى بنا الربُّ إلى هذه الأرض لنسقط بالسيف ، تصير نساؤنا وأطفالنا غنيمةً ، أليس خيراً لنا أن نرجع إلى مصر ، فقال بعضهم لبعض نقيم رئيساً ونرجع إلى مصر .

فسقط موسى وهارون على وجهَيهما أمام كلّ معشر جماعة بني إسرائيل ، ويشوع بن نون وكالب بن يفنّة مِن الّذينَ تجسّسوا الأرض مزّقا ثيابَهما ، وكلّما كلّ جماعة بني إسرائيل قائلَينِ : الأرض الّتي مررنا فيها لنتجسّسها الأرض جيّدةٌ جدّاً جدّاً ، إن سُرّ بنا الربُّ يُدخِلْنا إلى هذه الأرض ويعطِنا إيّاها أرضاً تفيض لبناً وعسلاً ، إنّما لا تتمرّدوا على الربّ ولا تخافوا من شعب الأرض لأنّهم خبزنا ، قد زال عنهم ظلّهم والربّ معنا لا تخافوهم .

ولكن قال كلّ الجماعة أن يُرجما بالحجارة . ثُمّ ظهر مجد الربّ في خيمة الاجتماع لكلّ بني إسرائيل ، وقال الربّ لموسى حتّى متى يُهينني هذا الشعبُ ، وحتّى متى لا يُصدِّقونني بجميع الآيات الّتي عملتُ في وسطهم ، إني أضربهم بالوباء وأبيدهم وأصيّرك شعباً أكبر وأعظم منهم ، فقال موسى ... فإن قتلت هذا الشعب كرجلٍ واحدٍ يتكلّم الشعوب الّذين سمعُوا بخبرك قائلين : لأنّ الربّ لم يقدر أن يُدخلَ هذا الشعب إلى الأرض الّتي حلفَ لَهم قتلَهم في القفر ، فالآن اصفحْ عن هذا الشعب كعظمةِ نعمتك وكما غفرتَ لِهذا الشعب من مصر إلى هاهنا . فقال الربّ قد صفحتُ حسب قولك ، ولكن حيٌّ أنا فتُملأُ كلّ الأرض من مجد الربّ ، إنّ جميع الرجال الّذينَ رأوا مَجدي وآياتي الّتي عملتُها في مصر وفي البرّيّة وجرّبوني الآن عشر مرّاتٍ ولم يسمعوا لقولي لن يَرَوا الأرض الّتي حلفتُ لآبائهم ، وجميع الّذين أهانوني لا يَرَونَها ، وأمّا عبدي كالب فمِن أجل أنّه كانت معه روحٌ أخرى وقد اتّبعني تَماماً أدخلُه إلى الأرض الّتي ذهب إليها وزرعُه يرثُها .

وإذ العمالقة والكنعانيّون ساكنون في الوادي فانصرَفوا غداً وارتحَلوا إلى القفر في طريق بحرِ سوفٍ .

وكلّم الربّ موسى وهارون قائلاً : حتّى متى أغفر لِهذه الجماعةِ الشرّيرة المتذمّرة عليّ ، قد سمعتُ تذمّر بني إسرائيل الّذي يتذمّرونه عليّ ، قل لَهم حيٌّ أنا يقول الربّ لأفعلنّ بكم كما تكلّمتم في أذني ، في هذا القفر تسقط جثَثُكم جميع المعدودين منكم حسب عددكم من ابن عشرين سنة فصاعداً الّذين تذمّروا عليّ ، لن تدخُلوا الأرض الّتي رفعتُ يدي لأسكنكم فيها ما عدا كالب بن يفنّة ويشوع بن نون ، وأمّا أطفالكم الّذين قلتم يكونون غنيمةً فإنّي سأدخلُهم فيعرفون الأرض الّتي احتقرتموها ، فجثَثُكم أنتم تسقطُ في هذا القفر ، كعدد الأيّام الّتي تجسّستم فيها الأرض أربعين يوماً للسنة يومٌ ، تحملون ذنوبكم أربعين سنةً فتعرفون ابتعادي ، أنا الربّ تكلّمتُ لأفعلنّ هذا بكلّ هذه الجماعة الشرّيرة المتّفقة عليّ ، في هذا القفر يفنون وفيه يَموتون ."



منقول من كتاب
الخلاف بين التوراة والقرآن
لمحمد علي حسن الحلي رحمه الله تعالى
 
إنضم
22 يوليو 2012
المشاركات
1,168
مستوى التفاعل
4
النقاط
38
الإقامة
كوردستان العراق
رد: الخلاف بين التوراة والقرآن

{ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَو أَشَدُّ قَسْوَةً }



وقعت حرب بين أسباط بني إسرائيل بسبب امرأةٍ زنا بِها رجال بني بليعال فاقتتلوا ووقع قتلى من الطرفين بالآلاف وأحرقوا البيوت وقتلوا الرجال والنساء والأطفال بلا شفقة ولا رحمة ولم يرحموا أحداً وكلّهم من نسل يعقوب إخوة في النسب .

وإليك القصّة من مجموعة التوراة في سفر القضاة الإصحاح التاسع عشر إلى الحادي والعشرين :

"فاجتمع بنو بنيامين في ذلك اليوم من المدن ستّةً وعشرين ألف رجل مخترطي السيف ما عدا سكّان الّذين عُدّوا سبع مئة رجل منتَخَبينَ ، من جميع هذا الشعب ، كلّ هؤلاء يرمون الحجارة بالمقلاع على الشعرة ولا يخطئون .

وعُدّ رجال إسرائيل ما عدا بنيامين أربع مئة ألف رجلٍ مخترطي السيف ، كلّ هؤلاء رجال حربٍ ، فقاموا وصعدوا إلى بيت إيل ، ونزلوا في الصباح على جعبة ، وخرج رجال إسرائيل لمحاربة بنيامين ، وخرج بنو بنيامين من جبعة وأهلكوا من إسرائيل في ذلك اليوم اثنين وعشرين ألف رجلٍ إلى الأرض ، وتشدّد الشعبُ رجال إسرائيل وعادوا واصطفّوا للحرب في المكان الّذي اصطفّوا فيه في اليوم الأوّل ، فخرج بنيامين للقائهم من جبعة في اليوم الثاني وأهلك من بني إسرائيل أيضاً ثمانية عشر ألف رجل إلى الأرض .

ووضع إسرائيل كميناً على جبعة محيطاً ، وصعد بنو إسرائيل على بني بنيامين في اليوم الثالث واصطفّوا عند جبعة كالمرّة الأولى والثانية ، فخرج بنو بنيامين للقاء الشعب وانجذبوا عن المدينة وأخذوا يضربون من الشعب قتلى كالمرّة الأولى والثانية في السكك ، وقال بنو بنيامين إنّهم منهزمون أمامنا كما في الأوّل ، وأمّا بنو إسرائيل فقالوا لنهرب ونجذبْهم عن المدينة إلى السكك ، وقام جميع رجال إسرائيل من أماكنِهم واصطفّوا في بعل تامار ، وثار كمين إسرائيل من مكانه عشرة آلاف رجلٍ وكانت الحرب شديدةً وهم لم يعلموا أنّ الشرّ قد مسّهم .

وأهلك إسرائيل من بنيامين في ذلك اليوم خمسةً وعشرين ألف رجل ومئة رجلٍ ، كلّ هؤلاء مخترطو السيف ، ورأى بنيامين أنّهم قد انكسروا ، وأعطى رجال إسرائيل مكاناً لبنيامين لأنّهم اتّكلوا على الكمين الّذي وضعوه على جبعة ، فأسرع الكمين واقتحموا جبعة وزحف الكمين وضرب المدينة كلّها بحدّ السيف ، وكان الميعاد بين رجال إسرائيل وبين الكمين اصعادهم بكثرة علامة الدخان من المدينة ، ولمّا انقلب رجال إسرائيل في الحرب ابتدأ بنيامين يضربون قتلى من رجال إسرائيل نحو ثلاثين رجلاً لأنّهم قالوا إنّما هم منهزمون من أمامنا كالحرب الأولى ، ولَمّا ابتدأت العلامة تصعد من المدينة عمود دخانٍ التفت بنيامين إلى ورائه وإذا بالمدينة كلها تصعد نحو السماء ، ورجع رجال إسرائيل وهرب رجال بنيامين برعدة لأنهم رأوا أن الشر قد مسهم ، والذين في المدن أهلكوهم في وسطهم فحاوطوا بنيامين وطاردوهم بسهولة ، وأدركوهم مقابل جبعة لجهة شروق الشمس ، فسقط من بنيامين ثمانية عشر ألف رجل ، فَداروا وهربوا إلى البرية إلى صخرة رمّون ، فالتقطوا منهم في السِككِ خمسة آلاف رجل وشّددوا وراءهم إلى جدعوم وقتلوا منهم ألفي رجل ، وكان جميع الساقطين من بنيامين خمسة وعشرين ألف رجل في ذلك اليوم ، وهرب إلى البرية إلى صخرة رمّون ستُّ مئة زجلٍ وأقاموا هناك أربعة أشهرٍ ، ورجع رجال بني إسرائيل إلى بني بنيامين وضربوهم بحدّ السيف من المدينة بأسرها حتّى البهائم حتّى كلّ ما وُجد وأيضاً جميع المدن الّتي وُجدت أحرقوها بالنّار ."

فانظر أيّها القارئ ، هل يوجد إنسانٌ في قلبه رحمة يعمل هكذا مع أبناء جنسه أبناء عمومته مع إخوته مع أهل دينه ، قتلوا الرجال والنساء والأطفال وحتّى الأنعام والدواب وأحرقوا منازلَهم بالنّار ودمّروهم تدميراً . وهذا معنى قول الله تعالى (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَو أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) أيّها اليهود .

هذه أفعالُهم وقد أوصاهم الله تعالى في توراتِهم قائلاً : "لا تنتقم ولا تحقد على أبناء شعبِك بل تحبّ قريبك كنفسك ." لاويّين إصحاح 19 .



منقول من كتاب
الخلاف بين التوراة والقران
ل(محمد علي حسن الحلي) رحمه الله تعالى
 
إنضم
22 يوليو 2012
المشاركات
1,168
مستوى التفاعل
4
النقاط
38
الإقامة
كوردستان العراق
رد: الخلاف بين التوراة والقرآن

نداء من الله لأهل الكتاب



قال الله تعالى في سورة المائدة : (يا أهلَ الكتابِ قد جاءَكم رسولُنا ) محمّد (يُبيّنُ لكم كثيراً مِمّا كنتم تُخفونَ مِن) أحكام ( الكتابِ ويَعفو عنْ كثيرٍ) 17 (قدْ جاءَكم مِنَ اللهِ نورٌ وكتابٌ مُبينٌ) 18 (يَهدي بِهِ اللهُ مَن اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السّلامِ ويُخرجُهم مِنَ الظُّلُماتِ إلى النّورِ بِإذنِهِ ويَهديهم إلى صِراطٍ مستقيمٍ .)

فالرسول هو محمّد ، والكتاب هو القرآن* ، وقوله (يُبيّنُ لكم كثيراً مِمّا كنتم تُخفونَ مِن الكتابِ) يعني من أحكام التوراة . والقرآن يهدي إلى صراطٍ مستقيم ، يعني يهدي إلى دين الحقّ .

* ولكنّهم لم يؤمنوا بالرسول ولا بالقرآن بل كذّبوه كما كذّبوا أنبياءهم من قبل وآذوه وناصَروا المشركين من أهل مكّة على قتاله كما آذَوا أنبياءهم من قبل وقاتلوهم .

فالآن توبوا إلى ربّكم وآمِنوا بجميع رسل الله ولا تكفروا بِهم لكي تربحوا في الآخرة ولا تخسَروا كما خسرَ أجدادُكم الّذينَ كذّبوا رُسُلَ الله ، وقد عرفتم كيف انتقمَ الله منْهم على أيدي أعدائهم في الدنيا ، ولَهم في الآخرةِ عذابٌ عظيمٌ .



وإليك بعض ما أخفاه اليهود من أحكام التوراة وغيّروا حكمه بأهوائهم ، ومن ذلك غُسل الجنابة وشرب الخمر وأخذ الربا وغير ذلك .

[غسل الجنابة]

وإليك ما جاء في مجموعة التوراة في سفر لاويّين في الإصحاح الخامس عشر ما يلي :

"وإذا حدث من رجلٍ اضطجاع ُ زرعٍ يرحض كلّ جسده بِماءٍ ويكون نجساً إلى المساء ، والمرأة الّتي يضطجع معَها رجلٌ اضطجاعَ زرعٍ يستحمّان بِماءٍ ويكونان نجسينِ إلى المساء ."

وقد أخفاه اليهود ولم يغتسلوا من حدث الجنابة وقالوا هذا خاصٌّ بالكهنة .



[ شرب الخمر ]

وشربوا الخمر وقالوا هو حلال لنا ، وقد حرّمه الله تعالى في توراتِهم . وإليك ما جاء في تحريم الخمر، وذلك في سفر الأمثال في الإصحاح الثالث والعشرين ، قال :

"لِمَن الويلُ لِمَن الشقاوة لِمَن المخاصَمات لِمَن الكربُ لِمَن الجروحُ بلا سببٍ لِمَن ازمهرار العينين ، لِلّذينَ يدمنونَ الخمر الّذينَ يدخلون في طلب الشراب الممزوج ، لا تنظرْ إلى الخمر إذا احمرّت حين تُظهرُ حبابَها في الكأس وساغت مرَقرِقةً . في الآخر تلسع كالحيّة وتلدغ كالأفعوان . عيناك تنظران الأجنبيّات وقلبك ينطق بأمورٍ ملتوية ٍ. وتكون كمضطجعٍ على رأس ساريةٍ . تقول ضربوني ولم أتوجّع ، لقد لكأوني ولم أعرف . متى أستيقظ . أعود أطلبُها بعد ."

وجاء في سفر إشعيا في الإصحاح الخامس ما يلي :

"ويلٌ للمبكّرين صباحاً يتبعون المسكّر، للمتأخّرينَ في العتمة تلهبُهم الخمر، وصار العود والرباب والدفّ والناي والخمر ولائمَهم وإلى فعل الربّ لا ينظرون وعمل يديه لا يرون . لذلك سُبِيَ شعبي لعدم المعرفة وتصير شرفاؤه رجال جوعٍ وعامّته يابسين من العطش لذلك وسّعت الهاويةُ نفسَها وفغرت فاها ."

[ أخذ الرِّبا ]

أمّا في أخذِهم الرّبا : جاء ذكرُه في سفر لاويّين في الإصحاح الخامس والعشرين قال :

"وإذا افتقر أخوك وقصرت يده عندك فاعضدْه غريباً أو مستوطناً فيعيش معك ، لا تأخذْ منه رباً ولا مرابَحةً بل اخشَ إلاهَك فيعيش أخوك معك ، فضّتك لا تعطِه بالرِّبا وطعامَكَ لا تُعطِهِ بالمرابَحة ."

[ أخذ الرِّبا والرّشوة] :

وجاء في سفر حزقيال في الإصحاح الثاني والعشرين، قال :

"إنسانٌ أذلّ فيكِ أختَه بنت أبيه ، فيكِ أخذوا الرشوةَ لسفك الدّم ، أخذتِ الرّبا والمرابحة ، وسلبتِ أقرباءكِ بالظُّلم ونسيتِني يقول السيّد الربّ ."

ولكنّهم يأخذونَ الرشوة والرّبا ولا يُبالون .



منقول من كتاب
الخلاف بين التوراة والانجل
ل(محمد علي حسن الحلي) رحمه الله تعالى
 
إنضم
22 يوليو 2012
المشاركات
1,168
مستوى التفاعل
4
النقاط
38
الإقامة
كوردستان العراق
رد: الخلاف بين التوراة والقرآن

نداء للصهاينه المعاصرين

يا أهل الكتاب إنّ كتابكم مزّقه نبوخذنصّر ملك بابل ، وتوراتكم الحاليّة لعبت بِها يدا عزرا بن سرايا وغيّرت الأحكام الّتي أنزلَها الله على رسوله موسى بن عمران ، وبدّلت القوانين التشريعيّة ، وبذلك تغيّرت واجباتُكم الدّينيّة وبطلت أعمالكم التشريعيّة ، فأصبح دينكم مُمزّقاً كما تمزّقت توراتكم الأصليّة ، وقد دعاكم اللهُ تعالى إلى اعتناق دين الإسلام فأجيبوا داعيَ الله وآمِنوا برسولِهِ محمّد بن عبد الله ، ولا تكونوا مِنَ المعانِدين المكذِّبين لرسل الله فتخسرون الآخرة كما خسِرَ أجدادكم الّذين كذّبوا أنبياء الله وآذَوهم ، وقد أعذرَ مَن أنذر .

قال الله تعالى في القرآن، سورة المائدة : 17 (يا أهلَ الكتابِ قدْ جاءَكم رسولُنا يُبيِّنُ لَكم كثيراً مِمّا كُنتُم تُخفونَ مِنَ الكتابِ ويعفو عنْ كثيرٍ .)

يا أهل الكتاب آمِنوا بكتب الله كلِّها لِكي تُصيبُوا الحقيقة ولا تتمسّكوا بكتابٍ واحدٍ لعِبَت به أيدي البشر فغيّرتْ أحكامه وشوّهت مناهجه فتركتم غُسل الجنابة وهو واجبٌ عليكم ، وشربتم الخمرَ وهو محرّمٌ عليكم ، وتعاملتم بالرّبا وهو محرّمٌ في كلّ الأديان ، فلا تتمسّكوا بِهذا الدِّين وقد دعاكم الله إلى دين الإسلام : الدين السمِح الّذي ليس فيه تشديد كما شدّد عليكم في التوراة ، وإنّما شدّد عليكم عقاباً لكم لأنّكم عصيتم أمره وخالفتم موسى رسوله فشدّد عليكم في الأحكام . فالآن اسمعوا قولي واتّبعوا نصيحتي وآمِنوا بجميع رسل الله وكلّ الكتب السماويّة لكي يرضى الله عنكم وتنجحوا في الدّنيا والآخرة ، واتركوا العناد والكبرياء ، فالعناد عاقبتُه الندامة والخسران كما خسِر أسلافُكم الّذين كذّبوا رسل الله وآذوهم ، فكذلك أنتم تخسرون إنْ لم تؤمِنوا برسول الله محمّد بن عبد الله ، قال الله تعالى في سورة آل عمران 85 : (ومَنْ يَبتغِ غيرَ الإسلامِ ديناً فَلنْ يُقبَلَ مِنهُ وهو في الآخِرَةِ مِن الخاسِرين .)

وقد أمْهلكم الله هذه المدّة لكي تفكِّروا في أمره وتنظروا في قرآنه فتُؤمِنُوا بِهِ ، قال الله تعالى في سورة الأعراف :

(وأنْ عسى أنْ يَكونَ قَد اقْتَرَبَ أجلُهم فَبِأيِّ حديثٍ بَعدَهُ يُؤمِنونَ .)

أي بعد القرآن ، والمعنى لا كتاب سماوي بعد القرآن لكي يؤمنوا به ، فلا عذر لكم بعد اليوم ولا يُقبَل إيمان من يؤمن بعد هذا البيان بزمن ، قال الله تعالى في سورة الأنعام :

(يومَ يأتي بعضُ آياتِ ربِّكَ لا ينفعُ نفساً إيْمانُها لمْ تكنْ آمَنَتْ مِنْ قبلُ أو كَسَبَتْ في إيمانِها خيراً ، قل انْتَظِرُوا إنّا مُنتَظِرونَ .)


منقول من كتاب
الخلاف بين التوراة والقرآن
لـ(محمد علي حسن الحلي) رحمه الله تعالى
 
إنضم
22 يوليو 2012
المشاركات
1,168
مستوى التفاعل
4
النقاط
38
الإقامة
كوردستان العراق
رد: الخلاف بين التوراة والقرآن

في آخر الايّام

[نبوءة تخصّ المهدي المنتظر ]

لقد جاء في سفر إشعيا في الإصحاح الثاني في الآية الثانية :

" ويكون قي آخر الأيّام أنّ جبلَ بيت الربّ يكون ثابتاً في رأس الجبال ويرتفع فوق التلال وتجري إليه كلّ الأمم 3 وتسير شعوبٌ كثيرة ويقولون هلمّ نصعد إلى جبل الربّ إلى بيت إله يعقوب فيعلِّمنا من طرقه ونسلك في سُبلِهِ 4 فيقضي بين الأمم وينصف لشعوبٍ كثيرين فيطبعون سيوفَهم سككاً ورماحَهم مناجل . لا ترفع أمّةٌ على أمّةٍ سيفاً ولا يتعلّمونَ الحرب فيما بعد ."

فَهذه النبوءة لا تخصّ السيّد المسيح ولا النبيّ محمّد ، وإنّما[هي نبوءة] تخصّ المهدي المنتظر أو المعزّي كما مذكورٌ في الإنجيل ؛ والدليل على ذلك قوله "فيطبعون سيوفَهم سككاً ورماحَهم مناجل . ولا ترفع أمّةٌ على أمّةٍ سيفاً ولا يتعلّمونَ الحرب فيما بعد ." فإنّ السلام يكون في زمن المهدي المنتظر ، بينما الحروب مستمرّة في زمن المسيح ومحمّد ولا زالت مستمرّة إلى يومنا هذا .

[ نبوءة أخرى تخصّ المهدي ]

وجاء في سفر ملاخي في آية 5 : "ها أنَذا أرسل إليكم إيليّا النبيّ قبل مجيء يوم الربّ العظيم والمخوف 6 فيردّ قلب الآباء على الأبناء وقلب الأبناء على آبائهم لئلاّ آتي وأضرب الأرض بِلعنٍ ."

فهذه النبوءة تخصّ المهدي أيضاً ، لأنّ النبيّ إيليّا مات في فلسطين قبل حوالي ثلاثة آلاف سنة وارتفعت روحه إلى السماء إلى الجنان في جوار ربّه كما ترتفع أرواح الأنبياء والصّالحينَ بعد موتِهم ، ولكن المقصود هنا هو شخص آخر يشبه النبيّ إيليّا في أخلاقه وعلمه وتقواه وهو المهدي الّذي يظهر قبل يوم القيامة وهو"يوم الربّ العظيم والمخوف " . وإنّ كلمة "إيليّا" بالعبريّة تعني "علي" بالعربيّة ، وإنّ المهدي اسمه جزء منه "علي" . ويدعوهم المهدي إلى أن يبرّ الأبناء آباءهم وأن يتحنّن الآباء على أبنائهم .

[ نبوءة تخص رسولنا الكريم ]

وجاء في سفر إشعيا أيضاً في الإصحاح الثاني والأربعين :

"هو ذا عبدي الّذي أعضده الّذي سُرّت به نفسي وضعتُ روحي عليه فيُخرج الحقّ للأمم 2 لا يصيح ولا يرفع ولا يسمع في الشارع صوته 3 قصبةً مرضوضةً لا يقصف وفتيلةً خامدةً لا يُطفئ . إلى الأمان يُخرج الحقَّ 4 لا يكلّ ولا ينكسرُ حتّى يضع الحقّ في الأرض وتنتظر الجزائر شريعتهُ ."

وهذه النبوءة تنطبق مع رسولنا محمّد (ع) وتصف خلُقه العظيم ، وقوله "وضعتُ روحي عليه" فقد نزل عليه بالقرآن جبرائيل الروح الأمين ، وفعلاً جاهد بدون كلل حتّى أظهر الدين ، وفعلاً آمن به أهل الجزائر .



منقول من كتاب
الخلاف بين التواة والانجيل
لـ(محمد علي حسن الحلي) رحمه الله تعالى
 
إنضم
22 يوليو 2012
المشاركات
1,168
مستوى التفاعل
4
النقاط
38
الإقامة
كوردستان العراق
رد: الخلاف بين التوراة والقرآن

تشديد الأحكام على الصهاينه وتخفيفها على الاسلام

ومن جملة الأحكام الّتي شدّدها الله على اليهود تحريم بعض اللحوم والشحوم عقاباً لَهم على أفعالِهم السيّئة وضمائرهم الحقودة ونواياهم الخبيثة. قال الله تعالى في سورة الأنعام :

(وعلى الّذينَ هادُوا حرّمْنا كلَّ ذي ظُفرٍ ومِنَ البقرِ والغنمِ حرّمْنا عليهم شحومَهما أو الحوايا أو ما اخْتلطَ بِعظمٍ ذلك جَزَيناهُم بِبغيِهم وإنّا لَصادِقونَ .) فقوله تعالى (جَزَيناهُم بِبَغيِهم) يعني بظلمِهم وتعدِّيهم على الضعفاء .

وقال تعالى في سورة النساء في آية 195
(فبِظلمٍ مِنَ الّذينَ هادُوا حَرّمْنا عليهم طيّباتٍ أحِلّتْ لَهم وبِصدّهم عن سبيلِ اللهِ كثيراً 160وأخذِهم الرِّبا وقد نُهُوا عنهُ وأكلِهم أموالَ النّاسِ بِالباطلِ وأعْتدْنا لِلكافرينَ مِنْهم عذاباً أليماً .)



[ تحريم بعض الأنعام والحيوانات عليهم ]

وإليك ما جاء في مجموعة التوراة في سفر التثنية في الإصحاح الرابع عشر ، قال :

"لا تأكل رجساً ما ، هذه هي البهائم الّتي تأكلونَها ، البقر والضأن والمعز ، والأيل والظبي واليحمور والرِّئم والثيتل والمهاة ، وكلّ بهيمةٍ من البهائم تشقّ ظلفاً وتقسمه ظلفين وتجترّ فإيّاها تأكلون ، إلاّ هذه فلا تأكلوها مِمّا يجترُّ ومِمّا يشقّ الظلفَ المنقسم ، الجمل والأرنب والوبر لأنّها تجترّ لكنّها لا تشقّ ظلفاً فهي نجسةٌ لكم . والخنزير لأنّه يشقّ الظلف لكنّه لا يجترّ فهو نجسٌ لكم . فمن لحمِها لا تأكلوا وجثّتَها لا تلمسوا .

وهذا لا تأكلونه من كلّ ما في المياه ، كلّ ما له زعانف وحرشف تأكلونه ، لكن كلّ ما ليس له زعانف وحرشف لا تأكلوه . إنّه نجِسٌ لكم .

كلّ طيرٍ طاهرٍ تأكلون ، وهذا ما لا تأكلون منه ، النسر والأنوق والعقاب والحدأة والباشق والشاهين على أجناسه ، وكلّ غرابٍ على أجناسه ، والنعامة والظليم والسأف والباز على أجناسه ، والبوم والكركي والبجع ، والقوق والرخم والغوّاص واللقلق والببغاء على أجناسه ، والهدهد والخفّاش وكلّ دبيب الطير نجسٌ لكم لا يؤكل ."

وجاء في سفر لاويّين في الإصحاح الحادي عشر ، قال :

"وهذا منه تأكلون الجراد على أجناسه والدّبا على أجناسه والحرجوان على أجناسه والجندب على أجناسه ، لكن سائر دبيب الطير الّذي له أربع أرجلٍ فهو مكروه لكم ، من هذه تتنجّسون ، كلّ من مسّ جثّتَها يكون نجساً إلى المساء ، وكلّ من حمل من جثّتِها يغسل ثيابه ويكون نجساً إلى المساء ، وجميع البَهائم الّتي لَها ظلفٌ ولكن لا تشقّه شقّاً أو لا تجترّ نجسةٌ لكم ، كلّ من مسّها يكون نجساً ، وكلّ ما يمشي على كفوفه من الحيوانات الماشية على أربعٍ فهو نجسٌ لكم ، كلّ من مسّ جثّتَها يكون نجساً إلى المساء ، ومن حمل جثّتَها يكون نجساً إلى المساء ، ومن حمل جثّتَها يغسل ثيابه ويكون نجساً إلى المساء ، إنّها نجسةٌ لكم .

وهذا هو النجس لكم من الدبيب الّذي يدبّ على الأرض ، ابنُ عرسٍ والفار والضبّ على أجناسه ، والحرذون والورل والوزغة والعظاية والحرباء ، هذه هي النجسة لكم من كلّ الدبيب ، كلّ من مسّها بعد موتِها يكون نجساً إلى المساء ، وكلّ ما وقع عليه واحدٌ منها بعد موتِها يكون نجساً ، من كلّ متاع خشبٍ أوثوبٍ أو جلدٍ أو بلاسٍ ، كلّ متاع يعمل به عملٌ يُلقى في الماء ويكون نجساً إلى المساء ، وكلّ ما وقع عليه واحدٌ منْها بعد موتِها يكون نجساً إلى المساء ثمّ يطهر ، وكلّ متاع خزف وقع فيه يُكسر وما فيه يتنجّس ما يأتي عليه من طعام يكون نجساً ، وكلّ ما وقع عليه واحدٌ من جثّتِها يكون نجساً ، التنّور والموقد يهدمان إنّها نجسةٌ ، إلاّ العين والبئر مجتمعي الماء تكونان طاهرتين ، لكن ما مسّ من جثّتِها يكون نجساً ، وإذا وقعت واحدةٌ من جثّتِها على شيءٍ من بزر زرع يُزرع فهو طاهر ، لكن إذا جعل ماءٌ على بزرٍ فوقع عليه واحدةٌ من جثّتِها فإنّه نجسٌ لكم ، وإذا مات واحد من البهائم الّتي هي طعامٌ لكم فمن مسّ جثّته يكون نجساً إلى المساء ، ومن حمل جثّته يغسل ثيابه ويكون نجساً إلى المساء ."

فانْظرْ أيّها القارئ كيف شدّد الله على اليهود في الأحكام حتّى أنّ الإناء الّذي تقع عليه من تلك الحشرات يُكسر والتنّور يُهدم والموقد يُهدم ، أليس هذا انتقام لسوء أعمالِهم وخبث ضمائرهم ، وقد قال الله تعالى في القرآن :

(ذلكَ جَزَيناهُم بِبغيِهم وإنّا لَصادقونَ .)



منقول من كتاب
الخلاف بين التوراة والقرآن
لـ(محمد علي حسن الحلي) رحمه الله تعالى
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )