أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده

إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
3,053
مستوى التفاعل
67
النقاط
48
العمر
30
الإقامة
بغداد
الموقع الالكتروني
m.facebook.com
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده

إلاّ مَعي






ستذكرين دائماً أصابعي..

لو ألف عام عشت.. يا عزيزتي

ستذكرين دائماً

أصابعي..

فضاجعي من شئت أن تضاجعي..

ومارسي الحب..

على أرصفة الشوارع

نامي مع الحوذي، واللوطي،

والإسكاف.. والمزارع..

نامي مع الملوك، واللصوص،

والنساك في الصوامع..

نامي مع النساء – لا فرق-

مع الريح، مع الزوابع..

فلن تكوني امرأةً..

إلا معي..

إلا معي...
 
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
3,053
مستوى التفاعل
67
النقاط
48
العمر
30
الإقامة
بغداد
الموقع الالكتروني
m.facebook.com
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده

في الحُبِّ البحري..






مواقفي منك، كمواقف البحر..

وذاكرتي مائيةٌ كذاكرته..

لا هو يعرف أسماء مرافئه..

ولا أنا أتذكر أسماء زائراتي

كل سمكة تدخل إلى مياهي الإقليمية، تذوب..

كل امرأةٍ تستحم بدمي، تذوب...

كل نهدٍ، يسقط كالليرة الذهبيه..

على رمال جسدي.. يذوب..

فلتكن لك حكمة السفن الفينيقيه

وواقعية المرافئ التي لا تتزوج أحدا...

2

كلما شم البحر رائحة جسمك الحليبي

صهل كحصانٍ أزرق

وشاركته الصهيل..

هكذا خلقني الله...

رجلاً على صورة بحر

بحراً على صورة رجل

فلا تناقشيني بمنطق زارعي العنب والحنطه..

ودكاترة الطب النفسي..

بل ناقشيني بمنطق البحر

حيث الأزرق يلغي الأزرق

والأشرعة تلغي الأفق..

والقبلة تلغي الشفه..

والقصيدة تلغي ورقة الكتابه...

3

إحساسي بك متناقضٌ، كإحساس البحر

ففي النهار، أغمرك بمياه حناني

وأغطيك بالغيم الأبيض، وأجنحة الحمائم

وفي الليل..

أجتاحك كقبيلةٍ من البرابره..

لا أستطيع، أيتها المرأة ، أن أكون بحراً محايداً..

ولا تستطيعين أن تكوني سفينةً من ورق..

لا أنت انديرا غاندي

ولا أنا مقتنعٌ بجدوى الحياد الإيجابي

ففي الحب.. لا توجد مصالحاتٌ نهائيه..

بين الطوفان، وبين المدن المفتوحه..

بين الصواعق، ورؤوس الشجر

بين الطعنة، وبين الجرح

بين أصابعي، وبين شعرك

بين قصائد الحب.. وسيوف قريش

بين ليبرالية نهديك..

وتحالف أحزاب اليمين!!..

4

أيتها الخارجة من خرائط العطش والغبار..

تخلصي من عاداتك البريه..

فالعواصف البرية تعبر عن نفسها..

بإيقاع واحدٍ.. ووتيرةٍ واحدة..

أما الحب في البحر.. فمختلفٌ.. مختلفٌ ..

مختلف..

فهو غير خاضع لجاذبية الأرض..

وغير ملتزم بالفصول الزراعيه..

وغير ملتزم بقواعد الحب العربي

حيث أجساد الرجال تنفجر من التخمه..

ونهود النساء تتثاءب من البطاله..

5

أدخلي بحري كسيفٍ من النحاس المصقول

ولا تقرأي نشرات الطقس

ونبوءات مصلحة الأرصاد الجويه

فهي لا تعرف شيئاً عن مزاج سمك القرش

ولا تعرف شيئاً عن مزاجي..

لا أريد أن أعطيك ضماناتٍ كاذبه

ولا أرغب أن أشتغل حارساً لجواهر التاج

إن نهديك لا يدخلان في حدود مسؤولياتي

فأنا لا أستطيع أن أضمن مستقبلهما..

كما لا يستطيع البرق أن يضمن مستقبلً (تحذير رابط هكر لاتضغط عليه)..

6

لماذا تبحثين عن الثبات؟

حين يكون بوسعنا أن نحتفظ بعلاقاتنا البحريه

تلك التي تتراوح بين المد .. والجزر

بين التراجع والاقتحام

بين الحنان الشامل، والدمار الشامل..

لماذا تبحثين عن الثبات؟

فالسمكة أرقى من الشجره..

والسنجاب .. أهم من الغصن..

والسحابة.. أهم من نيويورك..

7

أريدك أن تتكلمي لغة البحر..

أريدك أن تلعبي معه..

وتتقلبي على الرمل معه..

وتمارسي الحب معه..

فالبحر هو سيد التعدد.. والإخصاب.. والتحولات..

وأنوثتك هي امتدادٌ طبيعي له..

نامي مع البحر، يا سيدتي..

فليس من مصلحتك أن تكوني من فصيلة الشجر..

ولا من مصلحتي أن أحولك إلى جريدةٍ مقروءه

أو إلى ربطة عنقٍ معلقةٍ في خزانتي

منذ أن كنت طالباً في الجامعه..

ليس من مصلحتك أن تتزوجيني..

ولا من مصلحتي أن أكون حاجباً على باب المحكمة

الشرعيه..

أتقاضى الرشوات من الداخلين

وأتقاضى اللعنات من الخارجين..

8

أنا بحرك يا سيدتي..

فلا تسأليني عن تفاصيل الرحلة..

ووقت الإقلاع والوصول..

كل ما هو مطلوبٌ منك..

أن تنسي غرائزك البريه..

وتطيعي قوانين البحر..

وتخترقيني.. كسمكةٍ مجنونه..

تشطر السفينة إلى نصفين..

والأفق إلى نصفين..

وحياتي إلى نصفين...






إحباط






أردت..

أن أكون سفير الكلمات الجميلة

فغلبني القبح..

وأردت تشجير الصحراء

فأكلني الملح...










الدخول إلى هيروشيمَا






مبللٌ.. مبللٌ

قلبي ، كمنديل سفر

كطائرٍ..

ظل قروناً ضائعاً تحت المطر..

زجاجةٌ..

تدفعها الأمواج في بحر القدر

سفينةٌ مثقوبةٌ

تبحث عن خلاصها،

تبحث عن شواطئٍ لا تنتظر..

*

قلبي يا صديقتي!

مدينةٌ مغلقةٌ..

يخاف أن يزورها ضوء القمر

يضجر من ثيابه فيها الضجر..

أعمدةٌ مكسورةٌ

أرصفةٌ مهجورةٌ

يغمرها الثلج وأوراق الشجر..

قبلك يا صغيرتي..

جاءت إلى مدينتي

جحافل الفرس وأفواج التتر

وجاءها أكثر من مغامرٍ..

ثم انتحر..

فحاذري أن تلمسي جدرانها

وحاذري أن تقربي أوثانها

فكل من لامسها..

صار حجر..

*

مدينتي..

مالك من مدينتي؟.

فليس في ساحاتها..

سوى الذباب والحفر..

وليس في حياتها

سوى رفيقٍ واحدٍ.

هو الضجر..




 
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
3,053
مستوى التفاعل
67
النقاط
48
العمر
30
الإقامة
بغداد
الموقع الالكتروني
m.facebook.com
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده

أعراس






كل قصائدي...

تزوجت -والحمد لله -

ولم يبق عندي في البيت

قصيدةٌ واحدةٌ، لم يأت نصيبها

لذلك يكرهني.. كل من لديه

بنتٌ عانس

أو قصيدةٌ عانس...
 
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
3,053
مستوى التفاعل
67
النقاط
48
العمر
30
الإقامة
بغداد
الموقع الالكتروني
m.facebook.com
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده

ذهبتْ.. ولم تَعُدْ..






في تعاملي مع النساء..

كنت دائماً

من أنصار المدرسة الإنطباعية.

كل امرأةٍ..

حدثتها عن جمال الفكر الصوفي

وتجليات جلال الدين الرومي.

وفريد الدين العطار.

ومحي الدين بن عربي.

ذهبت... ولم تعد....
 
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
3,053
مستوى التفاعل
67
النقاط
48
العمر
30
الإقامة
بغداد
الموقع الالكتروني
m.facebook.com
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده

الأقنعة






ليس عندي قصائد سرية

أحتفظ بها في جواريري.

إن القصيدة التي لا أنشرها

هي زائدةٌ شعرية..

مهددةٌ بالإنفجار كل لحظة
 
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
3,053
مستوى التفاعل
67
النقاط
48
العمر
30
الإقامة
بغداد
الموقع الالكتروني
m.facebook.com
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده

أكتب للصغار






أكتب للصغار..

للعرب الصغار حيث يوجدون...

لهم على اختلاف اللون والاعمار..والعيون..

أكتب للذين سوف يولدون..

لهم أنا أكتب..للصغار...

لأعين يركض في أحداقها النهار...

أكتب باختصار..

قصة ارهابية مجندة..

يدعونها راشيل...

قضت سنين الحرب في زنزانه منفردة..

كالجرذ..في زنزانه منفردة..

شيدها الالمان في براغ...

كان أبوها قذراً من أقذر اليهود...

يزور النقود..

وهي تدير منزلاً للفحش في براغ...

يقصده الجنود...

وآلت الحرب الى ختام...

وأعلن السلام...

ووقع الكبار...

أربعة يلقبون نفسهم كبار...

صك وجود الأمم المتحدة..

...وأبحرت من شرق أوروبا مع الصباح..

سفينة تلعنها الرياح...

وجهتها الجنوب..

تغص بالجرذان..والطاعون ..واليهود..

كانوا خليطاً من سقاطة الشعوب...

من غرب بولندا..

من النمسا...من استنبول..من براغ..

من آخر الأرض..من السعير..

جاءوا الى موطننا الصغير..

موطننا المسالم الصغير..

فلطخوا ترابنا...

وأعدموا نساءنا...

ويتموا أطفالنا...

ولاتزال الأمم المتحدة...

ولم يزل ميثاقها الخطير...

يبحث في حرية الشعوب...

وحق تقرير المصير...

والمثل المجردة...

فليذكر الصغار...

العرب الصغار..حيث يوجدون..

من ولدوا منهم ومن سيولدون...

قصة إرهابية مجندة..

يدعونها راشيل...

حلت محل أمي الممددة...

في أرض بيارتنا الخضراء في الخليل...

أمي أنا الذبيحة المستشهدة...

وليذكر الصغار..

حكاية الأرض التي ضيعها الكبار..

والأمم المتحدة...

أكتب للصغار..

قصة بئر السبع ..والخليل..

وأختي القتيل...

هناك في بيارة الليمون...

أختي القتيل..

هل يذكر الليمون في الرملة..

في اللد..

وفي الخليل..

أختي التي علقها اليهود في الأصيل..

من شعرها الطويل..

أختي انا نوار...

أختي انا الهتيكة الإزار...

على ربى الرملة والجليل...

أختي التي مازال جرحها الطليل...

مازال بانتظار...

نهار ثأر واحد..نهار ثار...

على يد الصغار...

جيل فدائي من الصغار...

يعرف عن نوار...

وشعرها الطويل...

وقبرها الضائع في القفار...

أكثر مما يعرف الكبار...

أكتب للصغار..

أكتب عن يافا..وعن مرفأها القديم...

عن بقعة غالية الحجار...

يضيء برتقالها...

كخيمة النجوم...

تضم قبر والدي...وإخوتي الصغار..

هل تعرفون والدي..

وإخوتي الصغار؟..

اذ كان في يافا لنا..

حديقة ودار...

يلفها النعيم...

وكان والدي الرحيم...

مزارعاً وشيخاً...يحب الشمس.. والتراب..

والله..والزيتون...والكروم...

كان يحب زوجه وبيته..

والشجر المثقل..بالنجوم...

...وجاء أغراب مع الغياب..

من شرق أوروبا..ومن غياهب السجون..

جاءوا كفوج جائع من الذئاب...

فأتلفوا الثمار..

وكسروا الغصون...

وأشعلوا النيران في بيادر النجوم...

والخمسة الأطفال في وجوم...

واشتعلت في والدي كرامة التراب...

فصاح فيهم: اذهبوا الى الجحيم...

لن تسلبوا أرضي ياسلالة الكلاب..!

...ومات والدي الرحيم..

بطلقة سددها كلب من الكلاب عليه..

مات والدي العظيم...

في الموطن العظيم...

وكفه مشدودة شداً الى التراب...

فليذكر الصغار..

العرب الصغار حيث يوجدون...

من ولدوا منهم ..ومن سيولدون..

ماقيمة التراب..

لأن في انتظارهم...

معركة التراب....
 
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
3,053
مستوى التفاعل
67
النقاط
48
العمر
30
الإقامة
بغداد
الموقع الالكتروني
m.facebook.com
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده

ديك الجنّ الدِمَشقي






إني قتلتك.. واسترحت

يا أرخص امرأةً عرفت..

أغمدت في نهديك.. سكيني

وفي دمك اغتسلت..

وأكلت من شفة الجراح

ومن سلافتها شربت..

وطعنت حبك في الوريد..

طعنته.. حتى شبعت

ولفافتي بفمي.. فلا انفعل

الدخان.. ولا انفعلت

ورميت للأسماك.. لحمك

ولا رحمت.. ولا غفرت

لا تستغيثي.. وانزفي

فوق الوسادة كما نزفت

نفذت فيك جريمتي

ومسحت سكيني.. نمت..

ولقد قتلتك عشر مراتٍ

ولكني.. فشلت

وظننت، والسكين تلمع

في يدي، أني انتصرت

وحملت جثتك الصغيرة

طي أعماقي وسرت

وبحثت عن قبر لها..

تحت الظلام فما وجدت

وهربت منك.. وراعني

أني إليك.. أنا هربت

في كل زاويةٍ.. أراك

وكل فاصلة كتبت

في الطيب، في غيم السجائر،

في الشراب إذا شربت

أنت القتيلة.. أم أنا

 
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
3,053
مستوى التفاعل
67
النقاط
48
العمر
30
الإقامة
بغداد
الموقع الالكتروني
m.facebook.com
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده

إستراحةُ المحارب






في الشعر..

لا يوجد شيءٌ اسمه استراحة المحارب

ولا يوجد إجازاتٌ صيفية

ولا إجازاتٌ مرضية

ولا إجازاتٌ إدارية

فإما أن تكون متورطاً

حتى آخر نقطةٍ من دمك

وإما أن تخرج من اللعبة..
 
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
3,053
مستوى التفاعل
67
النقاط
48
العمر
30
الإقامة
بغداد
الموقع الالكتروني
m.facebook.com
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده

حُبٌ إستثنائي.. لامرأةٍ إستثنائية






1

أكثر ما يعذبني في حبك..

أنني لا أستطيع أن أحبك أكثر..

وأكثر ما يضايقني في حواسي الخمس..

أنها بقيت خمساً.. لا أكثر..

إن امرأةً إستثنائيةً مثلك

تحتاج إلى أحاسيس إستثنائيه..

وأشواقٍ إستثنائيه..

ودموعٍ إستثنايه..

وديانةٍ رابعه..

لها تعاليمها ، وطقوسها، وجنتها، ونارها.

إن امرأةً إستثنائيةً مثلك..

تحتاج إلى كتبٍ تكتب لها وحدها..

وحزنٍ خاصٍ بها وحدها..

وموتٍ خاصٍ بها وحدها

وزمنٍ بملايين الغرف..

تسكن فيه وحدها..

لكنني واأسفاه..

لا أستطيع أن أعجن الثواني

على شكل خواتم أضعها في أصابعك

فالسنة محكومةٌ بشهورها

والشهور محكومةٌ بأسابيعها

والأسابيع محكومةٌ بأيامها

وأيامي محكومةٌ بتعاقب الليل والنهار

في عينيك البنفسجيتين...

2

أكثر ما يعذبني في اللغة.. أنها لا تكفيك.

وأكثر ما يضايقني في الكتابة أنها لا تكتبك..

أنت امرأةٌ صعبه..

كلماتي تلهث كالخيول على مرتفعاتك..

ومفرداتي لا تكفي لاجتياز مسافاتك الضوئيه..

معك لا توجد مشكلة..

إن مشكلتي هي مع الأبجديه..

مع ثمانٍ وعشرين حرفاً، لا تكفيني لتغطية بوصة

واحدةٍ من مساحات أنوثتك..

ولا تكفيني لإقامة صلاة شكرٍ واحدةٍ لوجهك

الجميل...

إن ما يحزنني في علاقتي معك..

أنك امرأةٌ متعدده..

واللغة واحده..

فماذا تقترحين أن أفعل؟

كي أتصالح مع لغتي..

وأزيل هذه الغربه..

بين الخزف، وبين الأصابع

بين سطوحك المصقوله..

وعرباتي المدفونة في الثلج..

بين محيط خصرك..

وطموح مراكبي..

لاكتشاف كروية الأرض..

3

ربما كنت راضيةً عني..

لأنني جعلتك كالأميرات في كتب الأطفال

ورسمتك كالملائكة على سقوف الكنائس..

ولكني لست راضياً عن نفسي..

فقد كان بإمكاني أن أرسمك بطريقة أفضل.

وأوزع الورد والذهب حول إليتيك.. بشكلٍ أفضل.

ولكن الوقت فاجأني.

وأنا معلقٌ بين النحاس.. وبين الحليب..

بين النعاس.. وبين البحر..

بين أظافر الشهوة.. ولحم المرايا..

بين الخطوط المنحنية.. والخطوط المستقيمه..

ربما كنت قانعةً، مثل كل النساء،

بأية قصيدة حبٍ . تقال لك..

أما أنا فغير قانعٍ بقناعاتك..

فهناك مئاتٌ من الكلمات تطلب مقابلتي..

ولا أقابلها..

وهناك مئاتٌ من القصائد..

تجلس ساعات في غرفة الإنتظار..

فأعتذر لها..

إنني لا أبحث عن قصيدةٍ ما..

لإمرأةٍ ما..

ولكنني أبحث عن "قصيدتك" أنت....

4

إنني عاتبٌ على جسدي..

لأنه لم يستطع ارتداءك بشكل أفضل..

وعاتبٌ على مسامات جلدي..

لأنها لم تستطع أن تمتصك بشكل أفضل..

وعاتبٌ على فمي..

لأنه لم يلتقط حبات اللؤلؤ المتناثرة على امتداد

شواطئك بشكلٍ أفضل..

وعاتبٌ على خيالي..

لأنه لم يتخيل كيف يمكن أن تنفجر البروق،

وأقواس قزح..

من نهدين لم يحتفلا بعيد ميلادهما الثامن عشر..

بصورة رسميه...

ولكن.. ماذا ينفع العتب الآن..

بعد أن أصبحت علاقتنا كبرتقالةٍ شاحبة،

سقطت في البحر..

لقد كان جسدك مليئاً باحتمالات المطر..

وكان ميزان الزلازل

تحت سرتك المستديرة كفم طفل..

يتنبأ باهتزاز الأرض..

ويعطي علامات يوم القيامه..

ولكنني لم أكن ذكياً بما فيه الكفايه..

لألتقط إشاراتك..

ولم أكن مثقفاً بما فيه الكفايه...

لأقرأ أفكار الموج والزبد

وأسمع إيقاع دورتك الدمويه....

5

أكثر ما يعذبني في تاريخي معك..

أنني عاملتك على طريقة بيدبا الفيلسوف..

ولم أعاملك على طريقة رامبو.. وزوربا..

وفان كوخ.. وديك الجن.. وسائر المجانين

عاملتك كأستاذ جامعي..

يخاف أن يحب طالبته الجميله..

حتى لا يخسر شرفه الأكاديمي..

لهذا أشعر برغبةٍ طاغية في الإعتذار إليك..

عن جميع أشعار التصوف التي أسمعتك إياها..

يوم كنت تأتين إلي..

مليئةً كالسنبله..

وطازجةً كالسمكة الخارجة من البحر..

6

أعتذر إليك..

بالنيابة عن ابن الفارض، وجلال الدين الرومي،

ومحي الدين بن عربي..

عن كل التنظيرات.. والتهويمات.. والرموز..

والأقنعة التي كنت أضعها على وجهي، في

غرفة الحب..

يوم كان المطلوب مني..

أن أكون قاطعاً كالشفرة

وهجومياً كفهدٍ إفريقي..

أشعر برغبة في الإعتذار إليك..

عن غبائي الذي لا مثيل له..

وجبني الذي لا مثيل له..

وعن كل الحكم المأثورة..

التي كنت أحفظها عن ظهر قلب..

وتلوتها على نهديك الصغيرين..

فبكيا كطفلين معاقبين.. وناما دون عشاء..

7

أعترف لك يا سيدتي..

أنك كنت امرأةً إستثنائيه

وأن غبائي كان استثنائياً...

فاسمحي لي أن أتلو أمامك فعل الندامه

عن كل مواقف الحكمة التي صدرت عني..

فقد تأكد لي..

بعدما خسرت السباق..

وخسرت نقودي..

وخيولي..

أن الحكمة هي أسوأ طبقٍ نقدمه..

لامرأةٍ نحبها....
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )