تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة .
الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
عندنا
يولد الموال حراً
عندنا بين الضياع
وأنفاس المراعي
من وجاق النار.. من
من خوابينا الطفيحات
ومن كرمٍ مشاع
يرشح رصداً.. كل راعي
والمواويل لدينا
حبكت أنوالنا
أول خيطٍ في شراع
لفتة السيف الشجاع
وبلادي ، شرفة؟ الصحو
موطني ، من زرقة الحلم
ومن عزم القلاع..
لفتة العنق لدينا
لفتة السيف الشجاع
وبلادي ، شرفة؟ الصحو
وميناء الشعاع..
موطني ، من زرقة الحلم
ومن عزم القلاع
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
يا بيتها
أعطيك من أجلي وعينيا
يا بيتها .. في آخر الدنيا
ويئن بابك .. بين جنبيا
يا ضائعاً في الأرض ، يا نغماً
نوار مر عليك ، وانفتحت
أزواره ، لا فيك بل فيا
تهمي سماوياً .. سماويا
ومغالق الشباك مشرعةٌ
درجاته وهمٌ .. وسلمه
يمشي .. ولكن فوق جفنيا
يا بيتها .. زوادتي بيدي
والشمس تمسح وجه واديا
(بالميجنا) و (الأوف) و (الليا)
الورد جوريٌ .. وموعدننا
***
يا بيتها .. زوادتي بيدي
والشمس تمسح وجه واديا
وبلاد آبائي مغمسةٌ
(بالميجنا) و (الأوف) و (الليا)
الورد جوريٌ .. وموعدننا
لما يصير الورد جوريا
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
هل هذه علامة
لم أتأكد بعد، يا سيدتي، من أنت..
هل أنت أنثاي التي انتظرتها؟
أم دمية قتلت فيها الوقت
لم أتأكد بعد، يا سيدتي
فأنت في فكري إذا فكرت..
وأنت في دفاتري الزرقاء..
إن كتبت..
وأنت في حقيبتي..
إذا أنا سافرت
وأنت في تأشيرة الدخول،
في ابتسامة المضيفة الخضراء،
في الغيم الذي يلتف كالذراع..
حول الطائرة
وأنت في المطاعم التي تقدم النبيذ،
والجبن بباريس، وفي أقبية المترو التي
يفوح منها الحب، و (الغولواز)..
في أشعار (فرلين) التي تباع
عند الضفة اليسرى من (السين)
وفي أشعار (بودلير) التي تدخل
مثل خنجرٍ مفضضٍ.. في الخاصرة..
وأنت في لندن، تلبسينني
ككنزةٍ صوفيةٍ عليك إن بردت
وأنت في مدريد،
في استوكهولم،
في هونكونغ،
عند سد الصينٍ،
ألقاك أمامي حيثما التفت..
في مطعم الفندق، في مشربه..
أراك في كأسي إذا شربت
أراك في حزني إذا حزنت
أريد أن أعرف يا سيدتي
هل هذه علامة بأنني أحببت؟
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
الصفحة الأولى
1
كغابةٍ مشتعله
تشعلين الحبر...
تشعلين يدي..
إصبعاً...
إصبعاً...
حتى أصير شمعداناً
في كنيسةٍ بيزنطيًه..
2
وتدخلين فيها..
شريان الليل،
وتدخل فيه...
تطعنين الورق الأبيض في خاصرته
ينزف الورق حماماً أبيض..
قطناً أبيض..
حزناً أبيض..
وموسيقى بيضاء..
وتنسجين في آخر الليل من لحمي..
كخنجرٍ متوحش...
لا أريد أن يغادرني..
3
تأتين من لا جهه....
أعني، من كل الجهات تأتين
أزهارٌ طازجه
وفي حقيبتك،
نهدان موضوعان في كيسٍ من البلاستيك
وأنوثةٌ مؤجله...
4
تطلبين مني، توصيةً للبحر
حتى يجعلك سمكه...
وتوصيةً للعصافير
حتى تعلمك الحريه...
حتى يعترف، بأنك امرأه..
حتى يؤجل موعد ذبحك....
5
أفتح لك اللغة على مصراعيها
أفتح لك توركواز البحر
وفضاءات القصائد المستحيله
أعطيك نصف سريري...
ونصف بطانيتي..
وأشاركك خبز المنفى
5
أفتح لك اللغة على مصراعيها
أفتح لك توركواز البحر
وفضاءات القصائد المستحيله
أعطيك نصف سريري...
ونصف بطانيتي..
وأشاركك خبز المنفى
ونبيذ الحريه...
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
استراتيجية
القتال معك.. بين الحين والحين
والإشتباك مع نهديك
بالسلاح الأبيض...
ضرورةٌ ستراتيجية..
حتى تظل شرايين الحب مفتوحة
وحتى لا يصاب القلب
بجلطةٍ عاطفية....
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
الحب في الإقامة الجبرية
1
فالدم الذي كنت أحسب أنه لا يصبح ماءً..
أصبح ماءً..
والسماء التي كنت أعتقد أن زجاجها الأزرق
غير قابلٍ للكسر.. إنكسرت..
والشمس ..
التي كنت أعلقها كالحلق الإسباني
في أذنيك..
وقعت مني على الأرض.. وتهشمت..
والكلمات..
التي كنت أغطيك بها عندما تنامين..
هربت كالعصافير الخائفه..
وتركتك عاريه...
2
بين نهديك..
أو لمضاجعتك..
لم أعد متحمساً للهجوم على أي شيء..
أو للدفاع عن أي شيء..
فقد شقطنا في الزمن الدائري...
حيث المسافة بين يدي وخاصرتك..
لا تتغير...
وبين أنفي ومسامات جلدك..
لا تتغير..
وبين زنزانة فخذيك..
وساحة إعدامي..
لا تتغير...
3
أستأذنك..
بالخروج من هذا الزمن الضيق..
والعواطف الجاهزة كإفطار الصباح
ككمبيالية مستحقة الدفع...
4
أستأذنك..
بأخذ إجازة طويلةٍ.. طويله..
فلقد تعبت..
من حالة اللاشوق.. واللاحب.. التي أنا فيها..
التي صارت عواطفي مربعة كجدرانها..
5
أريد أن أتظاهر ضد حبك الفاشيستي
وأطلق الرصاص..
على قصرك..
وحرسك..
وعربتك البورجوازية الخيول..
أريد.. أن أحتج على سلطتك السرمديه..
الذي سميت به نفسك..
أريد أن أطلق الرصاص..
على صورتك الزيتية..
المعلقة في صالة العرش..
وعلى كل الشعراء،
والنبلاء،
والسفراء..
الذين يدفعون لعينيك الجزيه..
ويسقون نهديك..
حليب العصافير...
6
أريد أن أطلق الرصاص..
على ملابسك المسرحيه..
وعلى عدة الشغل التي تستعملينها في التشخيص..
على الأخضر.. والليكلي..
على الأزرق.. والبرتقالي..
على عشرات القوارير التي جمعت فيها فصائل دمي..
على (تحذير رابط هكر لاتضغط عليه) الخواتم والأساور..
التي استعملتها لابتزازي...
المصنوعة من جلد التمساح..
على دبابيس الشعر..
ومبارد الأظافر...
والسلاسل المعدنيه..
التي لجأت إليها..
لأخذ اعترافاتي...
7
أريد أن أطلق الرصاص..
على صوتك المتسلل عبر أسلاك الهاتف
فلم أعد مهتماً بهواية جمع العصافير...
أريد أن أطلق الرصاص..
على حروف اسمك..
فلم أعد مهتماً..
بهواية جمع الأحجار النادره..
أريد أن أطلق الرصاص..
على كل قصائدي.. التي كتبتها لك..
وعلى كل الإهداءات الهيستيريه..
في ساعات الحب الشديد..
في ساعات الغباء الشديد..
8
أريد أن أذهب إلى البحر..
حيث الشواطئ مفتوحةٌ ككتابٍ أزرق
ففمي.. أصبح كغابة الفطر..
من قلة الشمس..
وعواطفي أصبحت كالمخطوطات القديمه..
من قلة الزائرين..
وقلة القراءة...
9
أريد..
أن أكسر دائرة الطباشير..
وأنهي هذه الرحلة اليوميه..
بين شفتك العليا.. وشفتك السفلى..
بين جسدك البارد كمدن النحاس
10
أريد أن أحتج على شيء ما...
أن أصطدم بشيءٍ ما..
أن أنتحر من أجل شيءٍ ما..
فلم يعد عندي ما أفعله..
سوى أن ألعب الورق مع ضجري
هو يخسر.. وأنا أخسر..
هو يخبرني أنك كنت حبيبه..
هو يعطيني مسدسه لأنتحر..
وأنا أطلعه على مكاتيبك القديمه..
فيقتل نفسه...
ويقتلني...
11
أستأذن في أن أقتلك..
إنني أعرف أن كل غمائم السماء..
وكل الحمائم ستفرش ريشها الأبيض.. تحت
وكل شقائق النعمان..
ستطلع من حقول جسدك..
ولكن برغم هذا..
سأبقى مصمماً على قتلك..
لا من أجلي وحدي..
ولكن من أجل كل الأسرى.. والجرحى.. ومشوهي
الحب..
ومن أجل كل الذين حكمتهم بالأشغال الشاقة
المؤبده..
وفرضت عليهم.
أن ينقلوا الرمل بملاعق الشاي..
من نهدك الأيمن.. إلى نهدك الأيسر..
من نهدك الأيسر.. إلى نهدك الأيمن..
ولا يزالون يشتغلون..
و ... لا ... ي ... ز ... ا ... ل ... و ... ن ...
ي ... ش ... ت ... غ ... ل ... و ... ن ...
وكل الحمائم ستفرش ريشها الأبيض.. تحت
رأسك
وكل شقائق النعمان..
ستطلع من حقول جسدك..
ولكن برغم هذا..
سأبقى مصمماً على قتلك..
لا من أجلي وحدي..
ولكن من أجل كل الأسرى.. والجرحى.. ومشوهي
الحب..
ومن أجل كل الذين حكمتهم بالأشغال الشاقة
المؤبده..
وفرضت عليهم.
أن ينقلوا الرمل بملاعق الشاي..
من نهدك الأيمن.. إلى نهدك الأيسر..
من نهدك الأيسر.. إلى نهدك الأيمن..
ولا يزالون يشتغلون..
ولا يزالون يشتغلون..
و ... لا ... ي ... ز ... ا ... ل ... و ... ن ...
ي ... ش ... ت ... غ ... ل ... و ... ن ...
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
غرفة
يا غرفةً .. جميع ما
فيها نسيقٌ .. حالم
تروي الهوى جدرانها
والنور .. والنسائم
أشياؤك الأنثى بها
نثيرةٌ .. تزاحم
فدورق العبير يبكي
والوشاح واجم
وعقدك التريك
أشجاه الحنين الدائم
وذلك السوار يبكي
حبنا .. والخاتم
في الركن منديلٌ .. يناديني
شفيفٌ فاغم
ما زال في خيوطه
منك عبيرٌ هائم
وتلك أثواب الهوى
مواسمٌ .. مواسم
هذا قميصٌ أحمرٌ
كالنار لا يقاوم
وثم ثوبٌ فاقعٌ
وثم ثوبٌ قاتم
تذكي جحيمي صورةٌ
تلفها البراعم
وأنت من ورائها
هدبٌ .. ووجهٌ ناعم
ومبسمٌ ململمٌ
يحار فيه الراسم
كأنما أنت هنا ..
طيفٌ .. وصوتٌ ناغم
أنت التي في جانبي
أم الإطار الواهم
***
سمراء .. يا سمراء .. بي
إليك شوقٌ ظالم
عودي ! على ضفائر الغيم
اللقاء القادم ..
لا تتركيني .. لم يكن
لولاك هذا العالم ..
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
ألا تجلسين قليلا
ألا تجلسين قليلاً
ألا تجلسين؟
فإن القضية أكبر منك.. وأكبر مني..
كما تعلمين..
وما كان بيني وبينك..
لم يك نقشاً على وجه ماء
ولكنه كان شيئاً كبيراً كبيراً..
كهذي السماء
فكيف بلحظة ضعفٍ
نريد اغتيال السماء؟..
ألا تجلسين لخمس دقائق أخرى؟
ففي القلب شيءٌ كثير..
وحزنٌ كثيرٌ..
وليس من السهل قتل العواطف في لحظات
وإلقاء حبك في سلة المهملات..
فإن تراثاً من الحب.. والشعر.. والحزن..
والخبز.. والملح.. والتبغ.. والذكريات
يحاصرنا من جميع الجهات
فليتك تفتكرين قليلاً بما تفعلين
فإن القضية..
أكبر منك.. وأكبر مني..
كما تعلمين..
ولكنني أشعر الآن أن التشنج ليس علاجاً
لما نحن فيه..
وأن الحمامة ليست طريق اليقين
وأن الشؤون الصغيرة بيني وبينك..
ليست تموت بتلك السهوله
وأن المشاعر لا تتبدل مثل الثياب الجميله..
أنا لا أحاول تغيير رأيك..
إن القرار قرارك طبعاً..
ولكنني أشعر الآن أن جذورك تمتد في القلب،
ذات الشمال ، وذات اليمين..
فكيف نفك حصار العصافير، والبحر،
والصيف، والياسمين..
وكيف نقص بثانيتين؟
شريطاً غزلناه في عشرات السنين..
- سأسكب كأساً لنفسي..
- وأنت؟
تذكرت أنك لا تشربين..
أنا لست ضد رحيلك.. لكن..
أفكر أن السماء ملبدةٌ بالغيوم..
وأخشى عليك سقوط المطر
فماذا يضيرك لو تجلسين؟
لحين انقطاع المطر..
وما يضيرك؟
لو تضعين قليلاً من الكحل فوق جفونك..
أنت بكيت كثيراً..
ومازال وجهك رغم اختلاط دموعك بالكحل
مثل القمر..
أنا لست ضد رحيلك..
لكن..
لدي اقتراح بأن نقرأ الآن شيئاً من الشعر.
عل قليلاً من الشعر يكسر هذا الضجر..
... تقولين إنك لا تعجبين بشعري!!
سأقبل هذا التحدي الجديد..
بكل برودٍ.. وكل صفاء
وأذكر..
كم كنت تحتفلين بشعري..
وتحتضنين حروفي صباح مساء..
وأضحك..
من نزوات النساء..
فليتك سيدتي تجلسين
فإن القضية أكبر منك .. وأكبر مني..
كما تعلمين..
أما زلت غضبى؟
إذن سامحيني..
فأنت حبيبة قلبي على أي حال..
سأفرضً أني تصرفت مثل جميع الرجال
ببعض الخشونه..
وبعض الغرور..
فهل ذاك يكفي لقطع جميع الجسور؟
وإحراق كل الشجر..
أنا لا أحاول رد القضاء ورد القدر..
ولكنني أشعر الآن..
أن اقتلاعك من عصب القلب صعبٌ..
وإعدام حبك صعبٌ..
وعشقك صعبٌ
وكرهك صعبٌ..
وقتلك حلمٌ بعيد المنال..
فلا تعلني الحرب..
إن الجميلات لا تحترفن القتال..
ولا تطلقي النار ذات اليمين،
وذات الشمال..
ففي آخر الأمر..
لا تستطيعي اغتيال جميع الرجال..
لا تستطيعي اغتيال جميع الرجال..
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
من بدوي .. مع أطيب التمنيات
1
إذا عكرت سهرتك الجميلة،
آسفٌ جداً..
إذا أظهرت كل توحشي.. وخشونتي
هذا المساء..
أنا آسفٌ جداً
إذا ما كنت منطوياً على نفسي
ومكتئباً.. ومنسحقاً..
ومكسور المشاعر، كالإناء..
أنا آسفٌ جداً..
فما اهتممت بربطة العنق الوقورة..
والحذاء..
من قال إن قصائد الشعراء،
تنتعل الحذاء؟
فأنا أتيت من العراء.. إلى العراء
لا تخجلي مني..
ومن عشقي البدائي البسيط،
فإن أكابر العشاق
كانوا خارجين على الحياء..
2
أنا آسفٌ جداً..
هذي غلطةٌ كبرى بتاريخي،
ومن علامات الغباء..
هل ممكنٌ أن يهمل الإنسان وجهاً
تلتقي فيه السماء مع السماء؟
أنا آسفٌ جداً.. لفرط جهالتي
أنا شاعر الحب الذي لا يتقن الإعلان عن نزواته أبداً،
فإن عواطفي، ليست ثياباً في الهواء
أنا باطنيٌ – ربما- حتى العياء.
ومضرجٌ بغموضه حتى العياء.
قد لا أكون مهذباً، مثل الذين عرفتهم
ومعلباً مثل الذين عرفتهم
ومشمعاً.. وملمعاً..
مثل الذين عرفتهم.
لكنني أعطي دمي،
من أجل لحظة كبرياء..
3
أنا آسفٌ جداً..
إذا أفسدت ليلتك المثيرة،
آسفٌ.. إن كنت لوثت الهواء
أنانيٌ.. شتائيٌ..
أنت الجميلة.. والصغيرة..
والمليئة بالطموح وبالرجاء..
فتحملي فوضاي..
إني لم أكن عضواً قديماً
في نوادي الحاكمين..
ولا نوادي الأغنياء..
4
لا تنظري لي هكذا..
وكأنني من كوكب المريخ.. جئت
وعصر رواد الفضاء..
أنا ضائعٌ بين العصور كمركبٍ
في البحر، تقذفه الرياح كما تشاء
آخر الكلمات، في زمن التعهر والغباء
فلا تمشي على بقع الدماء..
5
عفواً..
إذا لخبطت عطلة آخر الأسبوع
إن طبيعتي تأبى التصنع.. والرياء
أنا لست أعرف ما أحب..
ومن أحب..
فسامحيني إن حملت حقيبتي
وتركت معركة الخواتم.. والأساور.. والفراء..
أمشي على قدمين من نارٍ.. وماء
ويختلط الدخان، مع النبيذ، مع النحاس، مع العقيق
مع الأمام، مع الوراء..
هل كانت العينان قبل الدمع،
أم في الأصل، قد كان البكاء؟
هل ناهداك خطيئتان عظيمتان.. كما رووا
أم ناهداك يصححان جميع أخطاء السماء؟
هل يا ترى الأشجار تمشي وهي واقفةٌ
وهل حرية الإنسان كانت.. قبل أن كان الفضاء؟
والحب. هل هو حالةٌ عقليةٌ؟
أم حالةٌ جسديةٌ؟
أم أنه شيءٌ يركب كالدواء.
6
أم أنني بالشعر، أوجدت النساء؟؟
أم في الأصل، قد كان البكاء؟
هل ناهداك خطيئتان عظيمتان.. كما رووا
أم ناهداك يصححان جميع أخطاء السماء؟
هل يا ترى الأشجار تمشي وهي واقفةٌ
وهل حرية الإنسان كانت.. قبل أن كان الفضاء؟
والحب. هل هو حالةٌ عقليةٌ؟
أم حالةٌ جسديةٌ؟
أم أنه شيءٌ يركب كالدواء.
6
هل كنت قبل قصائدي موجودةً
أم أنني بالشعر، أوجدت النساء؟؟
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
أم المعتز
1
كسمكةٍ اخترقها رمح
جاءني هاتفٌ من دمشق يقول:
"أمك ماتت".
لم أستوعب الكلمات في البدايه
لم أستوعب كيف يمكن أن يموت السمك كله
في وقتٍ واحد..
كانت هناك مدينة حبيبة تموت.. إسمها بيروت
وكانت هناك أمٌ مدهشة تموت.. إسمها فائزة..
وكان قدري أن أخرج من موتٍ..
لأدخل في موت آخر..
كان قدري أن أسافر بين موتين...
2
دمشق، بيروت، القاهرة، بغداد، الخرطوم،
الكويت، الجزائر، أبو ظبي وأخواتها..
هذه هي شجرة عائلتي..
كل هذه المدائن أنزلتني من رحمها
وأرضعتني من ثديها..
وملأت جيوبي عنباً، وتيناً، وبرقوقاً..
كلها هزت لي نخلها.. فأكللت..
وفتحت سماواتها لي.. كراسةً زرقاء..
فكتبت..
لذلك، لا أدخل مدينةً عربيةً.. إلا وتناديني:
"يا ولدي"...
لا أطرق باب مدينةٍ عربية..
إلا وأجد سرير طفولتي بانتظاري..
لا تنزف مدينةٌ عربيةٌ إلا وأنزف معها...
فهل كان مصادفةً أن تموت بيروت..
وتموت أمي في وقتٍ واحد؟...
3
يعرفونها في دمشق باسم ( أم المعتز).
وبالرغم من أن اسمها غير مذكور في الدليل السياحي
وأهميتها التاريخية لا تقل عن أهمية (قصر العظم)
ومزار (محي الدين بن عربي).
وعندما تصل إلى دمشق..
فلا ضرورة أن تسأل شرطي السير عن بيتها..
لأن كل الياسمين الدمشقي يهرهر فوق شرفتها،
وكل الفل البلدي يتربى في الدلال بين يديها..
وكل القطط ذات الأصل التركي..
تأكل.. وتشرب.. وتدعو ضيوفها.. وتعقد
اجتماعاتها..
في بيت أمي..
4
نسيت أن أقول لكم، إن بيت أمي كان معقلاً للحركة الوطنية في الشام عام 1935. وفي باحة دارنا الفسيحة كان يلتقي قادة الحركة الوطنية السورية بالجماهير. ومنها كانت تنطلق المسيرات والتظاهرات ضد الانتداب الفرنسي..
وبعد كل اجتماع شعبي، كانت أمي تحصي عدد ضحاياها من أصص الزرع التي تحطمت.. والشتول النادرة التي انقصفت... وأعواد الزنبق التي انكسرت..
وعندما كانت تذهب إلى أبي شاكيةً له خسارتها الفادحة، كان يقول لها، رحمه الله، وهو يبتسم:
(سجلي أزهارك في قائمة شهداء الوطن.. وعوضك على الله...)
5
لا تذهب إلى الكوكتيلات وهي تلف ابتسامتها بورقة سولوفان..
لا تقطع كعكة عيد ميلادها تحت أضواء الكاميرات...
لا تشتري ملابسها من لندن وباريس، وترسل تعميماً بذلك إلى من يهمه الأمر..
لا توزع صورها كطوابع البريد على محررات الصفحات الاجتماعية...
ولم يسبق لها أن استقبلت مندوبة أي مجلة نسائية، وحدثتها عن حبها الأول.. وموعدها الأول.. ورجلها الأول..
أمي تؤمن بربٍ واحد.. وحبيبٍ واحد.. وحبٍ واحد..
قهوة أمي مشهورة..
فهي تطحنها بمطحنتها النحاسية فنجاناً.. فنجاناً..
وتغليها على نار الفحم.. ونار الصبر..
وتعطرها بحب الهال..
وترش على وجه كل فنجان قطرتين من ماء الزهر..
لذلك تتحول شرفة منزلنا في الصيف..
إلى محطةٍ تستريح فيها العصافير..
وتشرب قهوتها الصباحية عندنا..
7
ومن كثرة الأزهار، والألوان، والروائح التي
أحاطت بطفولتي كنت أتصور أن أمي.. هي
موظفة في قسم العطور بالجنة..
8
بموت أمي..
يسقط آخر قميص صوفٍ أغطي به جسدي
آخر قميص حنان..
آخر مظلة مطر..
وفي الشتاء القادم..
كل النساء اللواتي عرفتهن
وحدها أمي..
أحبتني وهي سكرى..
فالحب الحقيقي هو أن تسكر..
ولا تعرف لماذا تسكر..
كلما نسيت ورقةً من أوراقي في صحن الدار..
فتحولت الألف إلى (امرأة)..
والباء إلى (بنفسجة)
والدال إلى (دالية)
والراء إلى (رمانة)
والسين إلى (سوسنة) أو (سمكة) أو (سنونوة).
ولهذا يقولون عن قصائدي إنها (مكيفة الهواء)..
ويشترونها من عند بائع الأزهار..
لا من المكتبة...
11
كلما سألوها عن شعري، كانت تجيب:
" ملائكة الأرض والسماء.. ترضى عليه".
طبعاً.. أمي ليست ناقدة شعر موضوعية..
ولكنها عاشقة. ولا موضوعية في العشق.
فيا أمي. يا حبيبتي. يا فائزة..
قولي للملائكة الذين كلفتهم بحراستي خمسين
عاماً، أن لا يتركوني...
لأنني أخاف أن أنام وحدي...
والدال إلى (دالية)
والراء إلى (رمانة)
والسين إلى (سوسنة) أو (سمكة) أو (سنونوة).
ولهذا يقولون عن قصائدي إنها (مكيفة الهواء)..
ويشترونها من عند بائع الأزهار..
لا من المكتبة...
11
كلما سألوها عن شعري، كانت تجيب:
" ملائكة الأرض والسماء.. ترضى عليه".
طبعاً.. أمي ليست ناقدة شعر موضوعية..
ولكنها عاشقة. ولا موضوعية في العشق.
فيا أمي. يا حبيبتي. يا فائزة..
قولي للملائكة الذين كلفتهم بحراستي خمسين
عاماً، أن لا يتركوني...
لأنني أخاف أن أنام وحدي...