أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة.
الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
صباح اليوم
اليوميات
كتمت تمزقي ..
وأتبع موجه الذهبي ..
أتبعه ولا أسأل
هنا.. أحجار ياقوتٍ
وكنز لآلئ مهمل
هنا.. نافورةٌ جذلى
هنا.. جسرٌ من المخمل
هنا..
سفنٌ من التوليب ..
ترجو الأجمل الأجمل ..
هنا .. حبرٌ بغير يد
هنا.. جرحٌ ولا مقتل
أأخجل منه ..
هل بحرٌ بعزة موجه يخجل ؟
أنا يده
أنا المغزل .
أأخجل منه ..
هل بحرٌ بعزة موجه يخجل ؟
أنا للخصب مصدره
أنا يده
أنا المغزل .
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
الوضوء بماء العشق والياسمين
1
ينطلق صوتي، هذه المرة، من دمشق.
ينطلق من بيت أمي وأبي.
في الشام. تتغير جغرافية جسدي.
تصبح كريات دمي خضراء.
وأبجديتي خضراء.
في الشام. ينبت لفمي فمٌ جديد
وينبت لصوتي، صوتٌ جديد
وتصبح أصابعي،
قبيلةً من الأصابع.
أعود إلى دمشق
ممتطياً صهوة سحابه
ممتطياً أجمل حصانين في الدنيا
حصان العشق.
وحصان الشعر ..
أعود بعد ستين عاماً
لأبحث عن حبل مشيمتي ،
وعن الحلاق الدمشقي الذي ختنني ،
وعن القابلة التي رمتني في طستٍ تحت السرير
وقبضت من أبي ليرةً ذهبية
وخرجت من بيتنا ..
في ذلك اليوم من شهر آذار عام 1923
ويداها ملطختان بدم القصيده ....
3
من جهة (باب البريد).
حاملاً معي ،
عشرة أطنانٍ من مكاتيب الهوى
كنت قد أرسلتها في القرن الأول للهجرة
ولكنها لم تصل إلى عنوان الحبيب
أو فرمها مقص الرقيب ..
لذلك.. قررت أن أحمل بريدي على كتفي
لعل التي أحببتها ..
وهي تلميذةٌ في المدرسة الثانوية
قبل خمسة عشر قرناً
لا تزال ترسب في امتحاناتها
تضامناً مع ليلى العامريه
ومريم المجدليه
ورابعة العدوية
وكل المعذبات في الحب .. في هذا العالم الثالث.
أو لعل الرقيب الذي كان يغتال رسائلي
قد نقلوه إلى مصلحة تسجيل السيارات
أو أدخلوه إلى مدرسةٍ لمحو الأمية
أو تزوج ممن كان يقرأ لها رسائلي
منتحلاً إسمي..
وإمضائي ..
وجرأة قصائدي ..
4
أعود إلى الرحم الذي تشكلت فيه..
وإلى المرأة الأولى التي علمتني
جغرافية الحب ..
وجغرافية النساء..
أعود..
بعدما تناثرت أجزائي في كل القارات
وتناثر سعالي في كل الفنادق
فبعد شراشف أمي المعطرة بصابون الغار
لم أجد سريراً أنام عليه..
وبعد عروسة الزيت والزعتر ..
التي كانت تلفها لي،
لم تعد تعجبني أي عروسٍ في الدنيا..
وبعد مربى السفرجل الذي كانت تصنعه بيديها
لم أعد متحمساً لإفطار الصباح
وبعد شراب التوت الذي كانت تعصره
لم يعد يسكرني أي نبيذ ...
5
أدخل صحن الجامع الأموي
أسلم على كل من فيه
بلاطةً .. بلاطه
حمامةً .. حمامه
أتجول في بساتين الخط الكوفي
وأقطف أزهاراً جميلةً من كلام الله ...
وأسمع بعيني صوت الفسيفساء ..
وموسيقى مسابح العقيق ..
تأخذني حالةٌ من التجلي والإنخطاف ،
فأصعد درجات أول مئذنةٍ تصادفني
منادياً:
" حي على الياسمين ".
"حي على الياسمين ".
6
عائدٌ إليكم ..
وأنا مضرجٌ بأمطار حنيني
عائدٌ .. لأملأ جيوبي
عائدٌ إلى محارتي .
عائدٌ إلى سرير ولادتي.
فلا نوافير فرساي
عوضتني عن (مقهى النوفره)..
ولا سوق الهال في باريس
عوضني عن (سوق الجمعه) ..
ولا قصر باكنغهام في لندن
عوضني عن (قصر العظم)..
ولا حمائم ساحة (سان ماركو) في فينيسيا
أكثر بركةً من حمائم الجامع الأموي
ولا قبر نابوليون في الأنفاليد
أكثر جلالاً من قبر صلاح الدين الأيوبي ..
قد يتهمني البعض ..
بأنني عدت إلى السباحة في بحار الرومانسية
إنني لا أرفض التهمة .
فكما للأسماك مياهها الإقليمية
فإن للقصائد أيضاً مياهها الإقليمية .
وأنا ـ كأي سمكةٍ تكتب شعراً ـ
لا أريد أن أموت اختناقاً ....
7
أتجول في حارات دمشق الضيقة .
تستيقظ العيون العسلية ، خلف الشبابيك
وتسلم علي ..
تلبس النجوم أساورها الذهبية ..
تحط الحمائم من أبراجها ..
وتسلم علي ..
تخرج لي القطط الشامية النظيفه
التي ولدت معنا ..
وراهقت معنا ..
وتزوجت معنا ..
لتسلم علي ...
تضع قليلاً من الماكياج على وجهها ..
شأن كل النساء ..
تصنع لي قهوةً طيبه .
وتعرفني على أولادها .. وأصهارها .. وأحفادها ..
وتخبرني أن أكبر أولادها ..
سيتخرج هذا العام ، طبيباً من جامعة دمشق
وأن أصغر بناتها تزوجت من أميرٍ عربي
وسافرت معه إلى الخليج ..
تكرج الدمعة في عيني ..
وأستأذن بالإنصراف ..
وأنا مطمئنٌ على شجرة العائلة
ومستقبل السلالات ...
8
أتغلغل في ( سوق البزورية )
مبحراً في سحب البهار
وغمائم القرنفل ..
والقرفة ..
واليانسون ..
وبماء العشق مرات ..
وأنسى ـ وأنا في سوق العطارين
جميع مستحضرات (نينا ريتشي ) ..
و (كوكو شانيل ) ...
ماذا تفعل بي دمشق ؟
كيف تغير ثقافتي ، وذوقي الجمالي ؟
فينسيني رنين طاسات (عرق السوس)
كونشرتو البيانو لرحما نينوف ..
كيف تغيرني بساتين الشام ؟
فأصبح أول عازفٍ في الدنيا
يقود أوركسترا
من شجر الصفصاف!!
9
جئتكم ..
من تاريخ الوردة الدمشقية
التي تختصر تاريخ العطر ..
ومن ذاكرة المتنبي
التي تختصر تاريخ الشعر ..
جئتكم..
والأضاليا ..
والنرجس الظريف
التي علمتني أول الرسم ....
جئتكم..
من ضحكة النساء الشاميات
التي علمتني أول الموسيقى ...
وأول المراهقة ..
ومن مزاريب حارتنا
التي علمتني أول البكاء
ومن سجادة صلاة أمي
التي علمتني
أول الطريق إلى الله ....
10
أفتح جوارير الذاكره
واحداً .. واحداً ..
أتذكر أبي ..
خارجاً من معمله في (زقاق معاويه)
كأنه غمامةٌ من عطر الفانيليا ..
أتذكر عربات الخيل ..
وبائعي الصبارة ..
التي تكاد ـ بعد بطحة العرق الخامسة ـ
أن تسقط في النهر ...
أتذكر المناشف الملونه
وهي ترقص على باب (حمام الخياطين)
كأنها تحتفل بعيدها القومي .
أتذكر البيوت الدمشقية
بمقابض أبوابها النحاسية
وسقوفها المطرزة بالقيشاني
وباحاتها الجوانية
التي تذكرك بأوصاف الجنة ....
11
البيت الدمشقي
خارجٌ على نص الفن المعماري .
هندسة البيوت عندنا ..
تقوم على أساسٍ عاطفي
فكل بيتٍ .. يسند خاصرة البيت الآخر
وكل شرفة ..
تمد يدها للشرفة المقابله ..
البيوت الدمشقية بيوتٌ عاشقة ...
وتتبادل الزيارات ..
ـ في السر ـ ليلاً ....
12
عندما كنت دبلوماسياً في بريطانيا
قبل ثلاثين عاماً .
كانت أمي ترسل لي في مطلع الربيع
في داخل كل رسالة ..
حزمة (طرخون) ...
وعندما ارتاب الإنجليز في رسائلي
أخذوها إلى المختبر ..
ووضعوها تحت أشعة الليزر
وأحالوها إلى سكوتلانديارد ..
وعندما تعبوا مني .. ومن (طرخوني) ..
سألوني : قل لنا بحق الله ...
ما اسم هذه العشبة السحرية التي دوختنا ؟.
هل هي تعويذة ؟
أم هي دواء
أم هي شفرةٌ سرية ؟
وماذا يقابلها باللغة الإنجليزية ؟ ...
قلت لهم: صعبٌ أن أشرح لكم الأمر ..
(فالطرخون) لغةٌ تتكلمها بساتين الشام فقط ..
وهو عشبتنا المقدسة ..
وبلاغتنا المعطرة ..
ولو عرف شاعركم العظيم شكسبير (الطرخون)
لكانت مسرحياته أفضل ..
وباختصار..
إن أمي امرأةٌ طيبةٌ جداً .. وتحبني جداً ..
وعندما كانت تشتاق لي ..
كانت ترسل لي باقة (طرخون)..
(فالطرخون) عندها، هو المعادل العاطفي
لكلمة (يا حبيبي) ...
أو لكلمة ( تقبرني)..
وعندما لم يفهم الإنجليز حرفاً واحداً من مرافعتي الشعرية ...
أعادوا لي (طرخوني) .... وأغلقوا محضر التحقيق ....
13
عائدٌ إليكم ..
من آخر فضاءات الحرية
وآخر فضاءات الجنون.
في قلبي ..
شيءٌ من أحزان أبي فراس الحمداني
وفي عيني ..
قبسٌ من حرائق ديك الجن الحمصي
مشكلتي ..
أن الشعر عندي هو برقٌ لا عقل له.
وزلزالٌ ..
ربما ركبت حصان الشعر ..
برعونةٍ .. ونزق ..
ولكنني .. لم أغير سروجي
ولم أشتغل سائساً بالأجره ..
أو شاعراً بالأجره ..
صحيحٌ .. أنني ربحت أكثر من سباق
وحصلت على مدالياتٍ ذهبيةٍ كثيرة
وصحيحٌ .. أن الشعب العربي ..
طوقني بأكاليل الغار..
إلا أن أحزاني ..
كانت دائماً طويلةً كسنابل القمح ..
فلقد كسرت ساقي ألف مره ..
وكسرت رقبتي ألف مره ..
وكسر عمودي الفقري ، مليون مره
وإذا كنت أقف أمامكم على المنبر
وأنا بكامل لياقتي الجسدية ..
فلأنني ..
أقف على عظام كبريائي ....
14
من (خان أسعد باشا)
يخرج أبو خليل القباني
بقنبازه الدامسكو ..
وعمامته المقصبه ..
وعينيه المسكونتين بالأسئله ..
كعيني (هاملت) ...
يحاول أن يقدم مسرحاً طليعياً
فيطالبونه بخيمة قره كوز ..
يحاول أن يقدم نصاً من شكسبير
فيسألونه عن أخبار الزير ...
يحاول، أن يجد صوتاً نسائياً واحداً
(يا مال الشام يا شامي)..
فيخرطشون بواريدهم العثمانية
ويطلقون النار على كل شجرة ورد..
تحترف الغناء ...
يحاول أن يجد امرأةً واحده ..
تردد وراءه :
(يا طيره طيري يا حمامه)..
فيستلون سكاكينهم
ويذبحون كل سلالات الحمام..
وكل سلالات النساء ...
بعد مئة عام...
إعتذرت دمشق لأبي خليل القباني
وشيدت مسرحاً جميلاً باسمه
وصارت أغنية (يا مال الشام، يا شامي)
نشيداً ، رسمياً مقرراً
على كل مدارس الإناث في سوريه ....
15
ألبس جبة محي الدين بن عربي
وأهبط من قمة جبل قاسيون
حاملاً لأطفال المدينة ..
خوخا ..
ورماناً ..
وحلاوةً سمسميه ..
ولنسائها ..
أطواق الفيروز ..
وقصائد الحب ...
أدخل ..
في نفقٍ طويلٍ من العصافير ..
والمنثور..
والياسمين العراتلي ..
أدخل في أسئلة العطر..
تضيع مني حقيبتي المدرسية
والسفرطاس النحاسي
الذي كنت أحمل فيه طعامي ..
والخرزة الزرقاء ..
التي كانت تعلقها أمي في صدري .
فيا أهل الشام..
من وجدني منكم.. فليردني إلى (أم المعتز)
وثوابه عند الله ..
أنا عصفوركم الأخضر.. يا أهل الشام
فمن وجدني منكم.. فليطعمني حبة قمح ..
أنا وردتكم الدمشقية .. يا أهل الشام
فمن وجدني منكم ، فليضعني في أول مزهريه
أنا شاعركم المجنون .. يا أهل الشام
فمن رآني منكم .. فليلتقط لي صورةً تذكارية
قبل أن أشفى من جنوني الجميل ..
أنا قمركم المشرد .. يا أهل الشام
فمن رآني منكم ..
فليتبرع لي بفراشٍ .. وبطانية صوف ..
لأنني لم أنم منذ قرون ...
فيا أهل الشام..
من وجدني منكم.. فليردني إلى (أم المعتز)
وثوابه عند الله ..
أنا عصفوركم الأخضر.. يا أهل الشام
فمن وجدني منكم.. فليطعمني حبة قمح ..
أنا وردتكم الدمشقية .. يا أهل الشام
فمن وجدني منكم ، فليضعني في أول مزهريه
أنا شاعركم المجنون .. يا أهل الشام
فمن رآني منكم .. فليلتقط لي صورةً تذكارية
قبل أن أشفى من جنوني الجميل ..
أنا قمركم المشرد .. يا أهل الشام
فمن رآني منكم ..
فليتبرع لي بفراشٍ .. وبطانية صوف ..
لأنني لم أنم منذ قرون ...
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
إلى عجوز
عبثاً جهودك .. بي الغريزة مطفاه
إني شبعتك جيفةً متقيئه
تدعو .. وفي شفتيك تحترق امرأه
إني قرفتك ناهداً متدلياً
أنا لا تحركني العجائز .. فارجعي
لك أربعون .. وأي ذكرى سيئه
أخت الأزقة .. والمضاجع .. والغوى
والغرفة المشبوهة المتلألئه..
شفةً أقبل أم أقبل مدفأه؟
الدود يملأ قعرها والأوبئه..
صيرت للزوار ثديك مورداً
فبكل ثغرٍ من حليبك قطرةٌ
وقرابةٌ في كل عرقٍ .. أو رئه
والإبط .. أية حفرةٍ ملعونةٍ
الدود يملأ قعرها والأوبئه..
صيرت للزوار ثديك مورداً
إما ارتوت فئةٌ .. عصرت إلى فئه
فبكل ثغرٍ من حليبك قطرةٌ
وقرابةٌ في كل عرقٍ .. أو رئه
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
الكتابة بالحبر السري
1
هم يكتبون .. كأنهم لا يكتبون .
ويعاصرون سقوط تاريخٍ ..
وهم مثل الدجاج مجلدون ..
ويسافرون ..
بغير أقدامٍ ، على أوراقهم
ويضاجعون نساءهم ليلاً
وهم متنكرون ..
وطنٌ تناثر كالغبار أمامهم
وهم على أطلاله يتنزهون ..
هم خائفون ..
على أناقتهم ..
وقصة شعرهم ..
وعلى نشاء قميصهم ..
هم خائفون .
3
حتى يبدعوا ..
من بعد زيت الكاز ..
ماذا يشربون ؟
هل هؤلاء طليعةٌ ثوريةٌ
أم باعةٌ متجولون ؟؟
4
البائعون ثقافةً مغشوشةً
والراقدون بغرفة الإنعاش ..
لا يتحركون ..
والسائحون على ضفاف جراحنا
ماذا سيفعل هؤلاء السائحون ؟
فمن المقاهي ..
يعلنون حروبهم .
ومن المقاهي ..
يطلقون رصاصهم
وعلى كراسيها الوثيرة
يحضنون بيوضهم ..
ويفرخون ..
ما أجبن الثورات
تخرج من كؤوس اليانسون !!
5
ماذا يريد الأنبياء الكاذبون ؟
الثائرون على دفاترهم
والشاهرون سيوف أحرفهم
وهم متقاعدون ..
والحاملون طبولهم .. ودفوفهم ..
فبكل عرسٍ سلطويٍ
يدبكون .. ويرقصون ..
ولكل طاغيةٍ ..
يضيئون الشموع ..
ويسجدون ..
ويركعون ..
6
ماذا يريد الهاربون
من الشهامة ، والرجولة ،
ما يريد الهاربون ؟
يدخنون ..
ماذا يريد النرجسيون
الذين بحسنهم يتغزلون ؟
وبشعرهم يتغزًلون ..
وبنثرهم يتغزلون ..
7
الرائدون ..
وليس ثم ريادةٌ .. أو رائدون ..
والجالسون أمام أبواب الجوامع ..
والكنائس ..
يشحذون .
8
ماذا يريد اللاعبون على اللغات
الشاطرون ..
الماكرون ؟
الشاهدون على جريمة شنقنا
ماذا تراهم يشهدون ؟
في أي يومٍ يغضبون ؟
في آب ؟ في أيلول ؟ في تشرين ؟
في يوم القيامة – ربما –
هم يغضبون !!.
9
لا شيء ..
في العصر البيزنطي الجديد يهزهم ..
لا شيء ..
في عصر المماليك الجديد يهزهم ..
لا شيء ..
في عصر (المارينز) يثيرهم
أو يرفضوا ..
أو يبصقوا ..
أو يعلنوا رأياً ..
فهم موتى
وماذا قد يقوم الميتون ؟
10
من هؤلاء السادة المستشرقون ؟
ولأي شعبٍ ؟.
أي أرضٍ ؟
أي دينٍ ؟
أي ربٍ ينتمون ؟
ما مسهم حرٌ ، ولا قرٌ ،
ولا قلقٌ ، ولا أرقٌ ،
ولا من يحزنون ..
يتكلمون .. بألف موضوعٍ
ولا يتكلمون ..
ويحركون شفاههم
لكنهم لا ينطقون ..
ويشاهدون جنازة الوطن القتيل أمامهم
تمشي ..
فلا يترحمون ..
11
من هؤلاء الطارئون على مشاكل عصرنا ؟
من هؤلاء الطارئون ؟
هم يزعمون بأنهم سيغيرون خريطة الدنيا ..
وهم متخلفون ..
وبأنهم سيحررون الفكر والإنسان في كلماتهم
وهم على كل الموائد يخدمون ..
وبأنهم عربٌ غطاريفٌ
وهم مستعربون ..
منء هؤلاء
الخائفون على طراوة جلدهم ؟
وعلى تناسق خصرهم
وعلى أنوثة صوتهم
من هؤلاء المترفون ؟
هل هؤلاء طليعة ثوريةٌ ؟
أم باعةٌ متجولون ؟؟
وبأنهم عربٌ غطاريفٌ
وهم مستعربون ..
12
منء هؤلاء
الخائفون على طراوة جلدهم ؟
وعلى تناسق خصرهم
وعلى أنوثة صوتهم
من هؤلاء المترفون ؟
هل هؤلاء طليعة ثوريةٌ ؟
أم باعةٌ متجولون ؟؟
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
إلى أين يذهب موتى الوطن
1
نموت مصادفةً ..
ككلاب الطريق .
ونجهل أسماء من يصنعون القرار .
نموت ...
ولسنا نناقش كيف نموت ؟
وأين نموت ؟
فيوماً نموت بسيف اليمين .
ويوماً نموت بسيف اليسار ..
نموت من القهر
حرباً وسلماً ..
ولا نتذكر أوجه من قتلونا
ولا نتذكر أسماء من شيعونا
فلا فرق – في لحظة الموت –
بين المجوس ..
وبين التتار ...
بلادٌ ..
تجيد كتابة شعر المراثي
وتمتد بين البكاء .. وبين البكاء
بلادٌ ..
جميع مدائنها كربلاء ...
3
بكعب الحذاء تدار ..
فلا من حكيمٍ ..
ولا من نبيٍ ..
ولا من كتاب .
بلادٌ ..
بها الشعب يأخذ شكل الذباب !!
4
بلادٌ ..
بلادٌ يسيجها الخوف ،
حيث العروبة تغدو عقاباً ..
وحيث الدعارة تصبح طهراً
وحيث الهزيمة تغدو انتصار ...
5
مبادئ .. بالرطل مطروحةٌ
على عربات الخضار ..
تكفل حرية الرأي .. تعرض كالفجل
في عربات الخضار .
قصائد .. ليس عليها إزار
تضاجع في الليل كل خليفه ..
وترضي جميع جنود الخليفه ..
وترمى صباحاً كأية جيفه
عل عربات الخضار ..
6
بلادٌ .. بدون بلاد
فأين مكان القصيدة
بين الحصار ، وبين الحصار ؟
فعل انتحار ..
7
بلادٌ ..
تحاول أشجارها
من اليأس ،
أن تتوسل تأشيرةً للسفر ..
بلادٌ ..
تخاف على نفسها من قصيدة شعرٍ ..
ومن قمر الليل ،
حين يمشط شعر المساء .
وتخشى على أمنها
وعيون النساء ..
9
أفتش عن وطنٍ لا يجيء ..وأسكن في لغةٍ
ليس فيها جدار ...
10
بلادٌ ..
تعد حقائبها للرحيل
وليس هناك رصيفٌ
11
إلى أين يذهب موتى الوطن ؟
وكل العقارات فيه
ومن يدلكون بزيت البنفسج صدر الرئيس ..
وظهر الرئيس ..
وبطن الرئيس ..
ومن يحملون إليه كؤوس اللبن ..
إلى أين يذهب ؟
وما عندهم شقةٌ للسكن !!
12
ولو موتنا ..
كان من أجل أمرٍ عظيم
لكنا ذهبنا إلى موتنا ضاحكين
ولو موتنا كان من أجل وقفة عزٍ
وتحرير أرضٍ ..
وتحرير شعبٍ ..
سبقنا الجميع إلى جنة المؤمنين
ولكنهم .. قرروا أن نموت ..
ليبقى النظام ..
وأخوال هذا النظام ..
وتبقى تماثيل مصنوعةٌ من عجين !!
13
يموت الملايين منا
ولا تتحرك في رأس قائدنا
شعرةٌ واحده ..
ولم أك أعرف أن الطغاة
يضيقون بالآلة الحاسبه ..
14
أحاول بالشعر ..
أن أستعيد مرايا النهار .
وعشب الحقول ،
وضوء النجوم ،
وأستنبت القمح من تحت هذا الدمار .
15
أحاول بالشعر ..
إنهاء عصر التخلف ،
حتى أؤسس عصراً جديداً
من الورد والجلنار .
أحاول بالشعر ..
تفجير عصرٍ
وتغيير كونٍ ..
وإشعال نار ..
17
بحثت طويلاً عن المتنبي
فلم أر من عزة النفس
بحثت عن الكبرياء طويلاً
ولكنني لم أشاهد
بعصر المماليك
إلا الصغار .. الصغار ...
من الورد والجلنار .
16
أحاول بالشعر ..
تفجير عصرٍ
وتغيير كونٍ ..
وإشعال نار ..
17
بحثت طويلاً عن المتنبي
فلم أر من عزة النفس
إلا الغبار ..
بحثت عن الكبرياء طويلاً
ولكنني لم أشاهد
بعصر المماليك
إلا الصغار .. الصغار ...
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
أمام قصرها
متي تجيئين ؟ قولي
لموعدٍ مستحيل
الوقوع .. فوق الحصول
وأنت . لا شيء إلا
وأنت خيط سرابٍ
يموت قبل الوصول
في جبهة الإزميل ..
***
انزياح سترٍ صقيل
يلهو الشتاء بشعري
أشقى .. وأنت استليني
طيفٌ تثلج خلف
الزجاج .. هيا افتحي لي ..
من أنت ؟ وارتاع نهدٌ
طفلٌ .. كثير الفضول
تفتا القميص الكسول
أوجعت أكداس لوزٍ
أنا بقايا البقايا
من عهد جر الذيول
كصفحة الإنجيل
ومن طويلٍ .. طويل ..
وكنت أغمس وجهي
في شكل وجهك أقرا
شكل الإله الجميل ..
متى ؟ وردت صلاتي
مع انهماز السدول
أنا بقايا البقايا
من عهد جر الذيول
أهواك مذ كنت صغرى
كصفحة الإنجيل
ومن زمانٍ .. زمانٍ
ومن طويلٍ .. طويل ..
وكنت أغمس وجهي
في شعرك المجدول
في شكل وجهك أقرا
شكل الإله الجميل ..
***
متى ؟ وردت صلاتي
مع انهماز السدول
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
شموس
تذهب المرأة السويدية
إلى البحر..
لتصبغ جلدها كالنساء الإفريقيات...
من الذي يستطيع أن يقنعها
أن صباغ الجلد
مختلفٌ عن صباغ الأعماق
وأن أشعة الشمس وحدها،
لا تصنع امرأة....
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
الدمية
أخاطب عقلك من غير طائل..
أخاطب فكرك من غير طائل...
أخاطب فيك الثقافة..
من غير طائل..
ولكنني، لا أرى غير جسمٍ مثيرٍ
وأسمع في قدميك
رنين الخلاخل...
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
في مدينتنا
اليوميات
(17)
لماذا .. في مدينتنا؟
نعيش الحب تهريباً .. وتزويراً ؟
ونسرق من شقوق الباب موعدنا ..
ونستعطي الرسائل ..
والمشاويرا ..
لماذا في مدينتنا؟
يصيدون العواطف والعصافيرا ...
لماذا نحن قصدير ؟
وما يبقى من الانسان ..
حين يصير قصديرا ؟
لماذا نحن مزدوجون
إحساساً .. وتفكيرا ؟
لماذا نحن أرضيون ..
تحتيون ..
نخشى الشمس والنورا ؟
لماذا أهل بلدتنا ؟.
يمزقهم تناقضهم ..
ففي ساعات يقظتهم
يسبون الضفائر والتنانيرا ..
وحين الليل يطويهم
يضمون التصاويرا ...
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
عواصفنا الجميلة
لنا مزاجية البحر
وجنونه.. وتحولاته
ولنا أيضاً.. مراهقة الزبد..
وحماقة الأمواج..
نقاتل بعضنا بعضاً
ونكسر بعضنا بعضاً
وعندما تهدأ العاصفة
نتدحرج على الرمل
كطفلين في عطلتهما المدرسية....