ساعات الفجر تحمل دائما الكثير من الخير ،صدح صوت الاذان في انحاء المدينة ،وبدأ الناس بالتململ بفراشهم ليبدؤوا يومهم بصلاة تفتح الأرزاق في وجوههم وأنابملابس العمل الروب الطبي أقف هاهنا مضرجة بدماء تنبثق من صدر أحدهم ترسم لطخات على ملابسي البيضاء غريبة كنت بتلك اللحظة كأنني خارج حدود الزمن فاقدة للإحساس
لم أصرخ لم أتأوه أبدا كأن مايحدث عادي جدا بل كأن الوضع طبيعي والدماء طبيعيه أكملت تضميد الرجل المستلقي على سرير المعاينه ،لم أعلم مابال الناس تصرخ ،لم أسمع سوى أنزل سلاحك أنزل سلاحك ،لم اهتم البته فلقد كنت في مرحلة أخيرة في تضميد جرح الرجل أمامي وخزة صغيرة ضربت ظهري كأنها لسعة نحلة لم أهتم وتابعت إلتفت لجانبي أحتاج إلى الضمادات لم تكن بجانبي
لقد نفدت كان علي أن أسير عدة أمتار خطوتها ولا أعلم كيف كان الألم يزداد مع كل خطوة ولكن بقيت إلى أن وصلت وهنا كان رجل يقف أمامي يشهر سلاحه في وجهي
ويصرخ إن لم تكوني لي لن تكوني لغيري لن تكوني لغيري لم أعلم ما يحدث ومن هو هذا ولا أعلم ما يقول إقتربت منه فصرخ إبتعدي لا تتحركي لكن أنا لم أستمع كنت في مكان آخر أزحته جانبا وامسكت بالضمادات الطبية الذي يحتاجها مريضي ،وهنا إنقض رجل يضع كمامة طبية على فمه على الرجل صاحب السلاح وبلمح البصر كان يقيده بنبريش جهاز التنفس
تركت مايحدث وخطوت باتجاه مريضي
خطوة إثنتان وصرخت ألما ااااااااه
وهويت أرضا إلتقطني الرجل ذا الكمامة الطبية تأوهت بشدة وشعرت أني بدأت أرحل أو أغادر مكاني الألم شديد ولا أعلم ماهو ........
إستيقظت على يده تقول وحدي الله لقد آن أوان صلاة الفجر
إلتفت له وانتبهت إلى واقعي أين أنا من هذا؟
لكن بلحظة عادت الي كل الأحداث والعمليات التي خضعت لها والامل الميت بأن أعود كما أنا أستطيع المشي مسحت دمعة طفرت من عيني دمعه ألم وحسرة
أمسك بيدي وهمس أنا معك وقبلها
ستغادر طائرتي بعد قليل يجب أن ألحق بها ولكن أردت أن أودعك صغيرتي
نظرت إليه وابتسمت فلتكن برعاية الله كن بخير
نظر إلي وقبل يدي وغادر
كما الأشباح ظهر واختفى،حركت جسدي ببطئ حتى وصلت إلى الكرسي المتحرك أجلست نفسي عليه وذهبت لأتوضأ ،اتممت الوضوء ولم يبق الا أرجلي ما إن فتحت المياه كانت مياة بغاية السخونة
سحبت قدمي من تحتها وأغلقتها جففت وجهي وساعدي
وهنا تذكرت لقد حركت قدمي منذ برهه
يا إلهي .....أنا أحس بأرجلي .....يا إلهي
إنه أملي الجديد يجب أن أراجع الطبيب ولكن لا يمكنني ذلك فهو غائب وسوف يتأخر شهر أو لا أعلم كم
صليت وقرأت وردي وشكرت الله على نعمته أنا محتجزه في هذا الكرسي منذ سنة وستة أشهر
أعددت فنجانا من القهوة وبدأت بالتفكير ،بالنهاية قررت سأبدأ بعمل تمارين لأقدامي لأقوي عضلات أرجلي
وبالفعل هذا ما حدث كانت البداية صعبة جدا لكن قاومت وكنت كلما يئست تذكرته وتمنيت أن يكون بخير
وبدأت أحاول المشي خطوة وسقوط خطوتين وسقوط مؤلم جدا لم أستسلم بل بقيت هكذا إلى أن تمكنت من المشي مع أنني أتعثر وأقدامي ترتجف
وجاء موعد عودته أو موعد زيارته ما إن فتح الباب حتى كنت أقف أمامه لم يصدق عينيه وأقبل إلي وارتسمت الدهشة والحيرة والمفاجأة هنا بكل بساطه بدأت بالإقتراب منه لم يصدق مايرى أقسم أنني رأيت الدمعة في عينه ضمني إليه وهو يصرخ أنت تقفين على أقدامك أنت تقفين أظن أن العالم في تلك اللحظة بدأ بالضحك والتصفيق أظن أن الغيوم انقشعت أظن أن كل شيئ إنتهى ضمني بين ذراعيه وصمت كانت أدمعي تنهمر على قميصه تبلله وتلطخه بالكحل الذي رسمته على عيني وهو كان صامتا كان العالم صاخبا وهو صامت صامت وأنفاسه غير موجودة فقط نبضه تحت أناملي كان يقرع كما الرعود أبعدني عنه ونظر في عيني لحظات ولحظات ومن ثم ركع عند أقدامي وقام بضم وسطي إليه وهو يهمس لقد فعلتها لقد فعلتها ،لا أعلم ولكني احسست بشعور غريب ليس شعور الفرحة او الغبطة إنما شعور لاعلاقة له بهذا ،أوقفته ومشيت معه بهدوء إلى الكرسي اجلسني وركع امامي من جديد
أنزل رأسه ومسح عينيه رفعت رأسه بين أناملي
أشكرك همست
على كل ماقدمته لي على خوفك ودعمك على أمنك وأمانك على بيتك وحفظك لي على كل شيئ
رفع رأسه وهمس سترحلين
أمسكت يده ورفعته ليجلس جواري تنهدت ووضعت رأسي على كتفه كيف سأرحل هنا المكان الذي ارتاح به لن أرحل أبدا إلا إن طلبت ذلك ،
لن أطلبها ما حييت
ضحكت بخفة :ألا استحق أن نخرج سويا بعد هذا الإنجاز
ضم رأسي إلى صدره وهمس إستعدي في المساء سنخرج لتناول العشاء خارجا
ووقف ومشى مبتعدا التفت لي وغمز إرتدي الثوب الأسود الذي أحضرته لك منذ سنة
ضحكت بفرح وجذل نعم سأرتديه لا تتأخر خرج وأغلق الباب وراءه
ضممت نفسي فرحة لما أنا فيه فغمرتني رائحته لففت يدي حولي لأشعر برائحته تلفني يا إلهي ما الذي ينتابني ماهذا لا أعلم ولكن فرحتي بفرحته بي طغت على فرحتي بوقوفي على أقدامي
قمت بترتيب نفسي ولبست الثوب الأسود الذي إبتاعه لي منذ فترة طويلة إرتديت أقراطي الفضيه المطعمه بالفيروز لم اضع مساحيق تجميل فقط القليل من الكحل الأسود رششت عطري انه العطر الذي أهداني إياه ولم أستخدمه رتبت نفسي وجلست أنتظر ،مرت ساعات ولم يحضر أستغرب لم هذا التأخر إنتظرت وأنتظرت حتى إنتصف الليل وعندها حملت هاتفي ونزلت للشارع أكاد أموت خوفا عليه ليس من عادته أن لا يحضر بموعده
بحثت في شارعنا والشارع المجاور وفي كل لحظة كانت تمر كنت أتخيل أمورا وأتخيل أحداث تثير جنوني إتجهت إلى مركز الشرطة وسألت عنه خفت أن يكون مسجونا ولكن الحمد لله ،بعد خروجي من المركز لم أعلم ما أفعل عدت أدراجي إلى المنزل أجر أقدامي المرتجفة ورائي وصلت وصعدت بحثت عنه ولكن لم يكن
فقط وجدت رسالة تحت عقب الباب تلقفتها بكل لهفة أغلقت الباب ورميت جسدي على الكرسي وفتحت الرسالة وأصابعي ترتجف وقلبي يكاد يتوقف
رأيت الرسالة ولم أستوعب ما بها ،لقد غشيتني الدموع
كانت فقط كلمتين
لقد أحببتك
بقلم ....الجوري