ابو مناف البصري
المالكي
* قصيدة للشيخ لقمان بدر غرة ، في مدح الإمام علي عليه السلام :
- النّاسُ عند المُرتضى صنفان
إمّا أخٌ في الدين والإيمان
- أو إنّهُ لك نظيرٌ خلقُهُ
في مُطلق الأمصار والأوطان
- فمن يكُن ذا سُلطةٍ عليهم
فليحكُم العباد بالميزان
- وليجعل العدل لهُ عماداً
فالعدلُ رُكنٌ شامخُ البنيان
- وليدفع الظُّلم عن البرايا
فظُلمُهُم من أقبح العدوان
- لم يُخلق الإنسانُ عبد غيره
فالعبدُ عبدُ خالق الإنسان
- فالكُلُّ عند الّله حالٌ واحدٌ
والفرقُ بالطّاعة والعصيان
- فمن يُطع ويُحسن الفعل تكُن
قيمتُهُ بقيمة الإحسان
- ومن عصى وزاد في عصيانه
فما لهُ حظٌّ لدى الدّيّان
- فخيرُ من يرعى الأنام حاكمٌ
أشجعُ في العدل من الشُّجعان
- فإن يسُد عدلُ الولاة في الدُّنا
وتنعمُ البلدانُ بالأمان
- تجد ظباء الحيّ في وهادها
ترعى مع الأُسود والذُّؤبان
- وتنظُرُ الأطيار في سمائها
بين صقور الطير والعقبان
- فما بغير العدل يصلُحُ الورى
وهو أساسُ دولة السُّلطان
- لو ثُنيت للمرتضى وسادةٌ
لجاء بالحُجّة والبيان
- وصدّق التوراةُّ كُلّ حُكمٍ
واحتجّ بالإنجيل والقرآن
- ولم يكُن في حُكمه ظُلمٌ ولا
ساد دُعاةُ الزُّور والبُهتان
- من كان في التّاريخ ذا بصيرةٍ
على مدى العصور والأزمان
- ماكان عن دُروسه بغافلٍ
ولم يكُن بالتّائه الحيران
- ماغدر الكرّارُ في حياته
فالغدرُ طبعُ ابن أبي سفيان
- ولااعتدى ولاطغى ولابغى
ولاعنا الوصيُّ للأوثان
- لم يعبُد الوليُّ إلّا خالقاً
مولى الورى وربّ كلّ الجان
- فجيّشت جيوشها أُميّةٌ
لحرب صفوة بني عدنان
- فانتصر الحقُُّّ على باطلهم
وانهزمت جحافلُ الطُّغيان
- لو استتبّ أمرُهُ لحدّثت
عن حُكمه قوافلُ الرُّكبان
- لكنّهم قد شغلوهُ بالوغى
عن دولة البناء والعمران
- ماابتدأ القتال أو حاربهم
بالسيف قبل حُجّة البرهان
- فلا يُجاري أحدٌ لسانه
ولايُجارى قاتلُ الفرسان
- فالفقرُ لو تمثّلت صورتُه
لهُ لذاق الموت في الميدان
- عاش حياته نصير الفُقرا
وملجأ المحروم والعُريان
- بالقُرص كان قانعاً ولم يكُن
في بيته قُرصان أو طمران
- ماأنجب العُربُ كريماً مثله
ولابُطونُ الفرس والرومان
- تاه بوصفه يراعُ كاتبٍ
وقصّرت قصائدُ الديوان
- بكّاءُ محرابٍ وضحّاكُ الوغى
وفي سواهُ ماالتقى الضّدّان
- إن وقع الموتُ عليه لم يخف
ولايفرُ كالفتى الجبان
- يأتي إلى الموت بسيفٍ صارم ٍ
وثابت الرجلين والجنان
- من قلع الباب وردّ شمساً
وكان نوراً في سما الشُّهبان
- وهازمُ الأحزاب من سواهُ
بباتكٍ علا على الأقران
- هذا عليٌّ هل لهُ مثيلٌ
في عالم الأرواح والأبدان
- كلّا وحاشى مالهُ شبيهٌ
ولارأت نواظرُ العيان
- فما لهُ إلّا النبيُّ شكلٌ
فالمصطفى والمرتضى صنوان
- هما كما قال الإله نفسٌ
واحدةٌ وماهما نفسان
- كم قال أحمدٌ لهُ جهاراً
وأردف الأقوال بالبنان
- أنت الوصيُ والوليُّ بعدي
والأمر لم يخف عن العُميان
- هنّأهُ الصّحبُ بيوم خُمٍّ
وسجّل الرواةُ قول الثّاني
- بخٍ بخٍ أصبحت مولى عُمرٍ
والحقُّ إنّك فتى الفتيان
- فأيُّ عذرٍ للذين أنكروا
بعد وضوح الّلفظ والمعاني
- فهل بقول المصطفى من ريبةٍ
بما دعا في السرّ والإعلان
- أليس يكفي أنّهُ أخٌ لهُ
من بين كُلّ الصّحب والإخوان
- فكيف جاز أن يصير غيرُه
للناس سيّداً بلا برهان
- فلا يسودُ في الأنام إلّا
مُستجمعُ الإخلاص والإتقان
- أفي عليٍّ بعد كُلّ حُجّةٍ
شكٌّ لكلّ عاقلٍ يقظان
- أنّى لكُم أن تجحدوا خلافةً
نصّ عليها الّلهُ في الفرقان
- ولم يدع مُحمّدٌ بيّنةً
إلّا وقالها بلا كتمان
- ألم يقُل : هذا عليٌّ نفسُه
نفسي أمام العين والآذان
- والدينُ لولا سيفُه تهدّمت
أعمدةٌ لهُ مع الأركان
- وبيعةُ الدار لهُ شاهدةٌ
في أوّل الشباب والريعان
- قال لهُ الرسولُ أنت منّي
برُتبة الذرّ من القمصان
- وأنت كالروح الّتي في بدني
تحيا بها جوارحُ الجثمان
- ماذا لغيره من العطايا
أو من جلال قدره والشّان
- آمن والنّاسُ على ضلالٍ
والكلُّ مائلٌ إلى الشّيطان
- ماعبد الأصنام قطُّ يوماً
بل سجد الإمامُ للرّحمن
- صلّى مع الرّسول وهو يافعٌ
ولم يكُن يلهو مع الغلمان
- مامال للدُّنيا وكان راضياً
وعاش فيها عيشة الطّيّان
- قد زهدت بكُلّ فانٍ نفسُه
وطلّق المال مع العقيان
- هذي صفاتُ من تمسّكت به
نفوسُ أهل الدين والعرفان
- فما عليّ من ملامٍ إن أنا
أصبحتُ في هواهُ كالهيمان
- أو صرتُ مجنوناً أو هائماً
أهيمُ في الجبال والوديان
- فلا تلُمني لائمي في حُبّه
فحُبُّ من لُمت به عنواني
- أأتركُ الّذي به نجاتي
وأطلبُ الّذي به خُسراني
- مالك أيُّها العذولُ والهوى
شتّان بين العزّ والهوان
- فإنّ حُبّي للوصيّ عزٌّ
أحظى به بالصّفح والغفران
- فتىً به قد جُمعت محامدٌ
بها أقرّت سائرُ الأديان
- فهل وجدتُم كاملاً سواهُ
وجامع الوجوب والإمكان
- لكن وجدنا جوهراً إمكانه
ولايُقال عنهما زوجان
- إنّهما في الأصل واحدٌ وما
هُما لدى ذوي الحجى إثنان
- فكُلُّ مجلسٍ خلا من ذكره
فهو نديُّ السوء والغواني
- فذكرُه زينٌ لكُلّ مجلسٍ
وتُحفةُ الجُلّاس والخلّان
- ماكنتُ يوماً تاركاً مديحه
وتشهدُ الأعوادُ والعصران
- وإنّني منذُ الصبا أحببتُهُ
رغم الّذي ذقتُ من الأحزان
- تيّمني ولاؤهُ وأنسى
قلبي هموم الدهر والحدثان
- وكُلّما قالوا تجنّب عشقهُ
ملتُ إلى حُبّه كالصّديان
- فهذه نونيّتي أشدو بها
كبُلبُلٍ يشدو على الأفنان
- كُنتُ بها بكُلّ حرفٍ صادقاً
وماحوت شيئاً من الأضغان
- حتّى بدت باهرةً في حُسنها
فاتنة الألحاظ والأذهان
- أطلتُها لعلّ بيتاً واحداً
منها به أنجو من النّيران
- عسى تنالُ عند سيّدي الرضى
وغير هذا ليس بالحسبان
- فإنّني الولهانُ فيه والرّضى
أقصى مُنى المُتيّم الولهان
- فإن أكُن نلتُ الرضى فهذا
غنىً به عن غيره كفاني
- فاقرأ قصيدتي تجد أبياتها
رائعة الأصناف والألوان
- خالية التعقيد في مضمونها
واضحة المقصود والتبيان
- وإن أنا أطريتها يحقُّ لي
وهل قبيحٌ مدحةُالغزلان
... الأحد 30 - 5 - 2021 ، كتبتُها بعد قراءتي مرّاتٍ عديداتٍ لكتاب الكاتب المسيحي المبدع جورج جرداق ( الإمام علي صوت العدالة الإنسانية ) .
- النّاسُ عند المُرتضى صنفان
إمّا أخٌ في الدين والإيمان
- أو إنّهُ لك نظيرٌ خلقُهُ
في مُطلق الأمصار والأوطان
- فمن يكُن ذا سُلطةٍ عليهم
فليحكُم العباد بالميزان
- وليجعل العدل لهُ عماداً
فالعدلُ رُكنٌ شامخُ البنيان
- وليدفع الظُّلم عن البرايا
فظُلمُهُم من أقبح العدوان
- لم يُخلق الإنسانُ عبد غيره
فالعبدُ عبدُ خالق الإنسان
- فالكُلُّ عند الّله حالٌ واحدٌ
والفرقُ بالطّاعة والعصيان
- فمن يُطع ويُحسن الفعل تكُن
قيمتُهُ بقيمة الإحسان
- ومن عصى وزاد في عصيانه
فما لهُ حظٌّ لدى الدّيّان
- فخيرُ من يرعى الأنام حاكمٌ
أشجعُ في العدل من الشُّجعان
- فإن يسُد عدلُ الولاة في الدُّنا
وتنعمُ البلدانُ بالأمان
- تجد ظباء الحيّ في وهادها
ترعى مع الأُسود والذُّؤبان
- وتنظُرُ الأطيار في سمائها
بين صقور الطير والعقبان
- فما بغير العدل يصلُحُ الورى
وهو أساسُ دولة السُّلطان
- لو ثُنيت للمرتضى وسادةٌ
لجاء بالحُجّة والبيان
- وصدّق التوراةُّ كُلّ حُكمٍ
واحتجّ بالإنجيل والقرآن
- ولم يكُن في حُكمه ظُلمٌ ولا
ساد دُعاةُ الزُّور والبُهتان
- من كان في التّاريخ ذا بصيرةٍ
على مدى العصور والأزمان
- ماكان عن دُروسه بغافلٍ
ولم يكُن بالتّائه الحيران
- ماغدر الكرّارُ في حياته
فالغدرُ طبعُ ابن أبي سفيان
- ولااعتدى ولاطغى ولابغى
ولاعنا الوصيُّ للأوثان
- لم يعبُد الوليُّ إلّا خالقاً
مولى الورى وربّ كلّ الجان
- فجيّشت جيوشها أُميّةٌ
لحرب صفوة بني عدنان
- فانتصر الحقُُّّ على باطلهم
وانهزمت جحافلُ الطُّغيان
- لو استتبّ أمرُهُ لحدّثت
عن حُكمه قوافلُ الرُّكبان
- لكنّهم قد شغلوهُ بالوغى
عن دولة البناء والعمران
- ماابتدأ القتال أو حاربهم
بالسيف قبل حُجّة البرهان
- فلا يُجاري أحدٌ لسانه
ولايُجارى قاتلُ الفرسان
- فالفقرُ لو تمثّلت صورتُه
لهُ لذاق الموت في الميدان
- عاش حياته نصير الفُقرا
وملجأ المحروم والعُريان
- بالقُرص كان قانعاً ولم يكُن
في بيته قُرصان أو طمران
- ماأنجب العُربُ كريماً مثله
ولابُطونُ الفرس والرومان
- تاه بوصفه يراعُ كاتبٍ
وقصّرت قصائدُ الديوان
- بكّاءُ محرابٍ وضحّاكُ الوغى
وفي سواهُ ماالتقى الضّدّان
- إن وقع الموتُ عليه لم يخف
ولايفرُ كالفتى الجبان
- يأتي إلى الموت بسيفٍ صارم ٍ
وثابت الرجلين والجنان
- من قلع الباب وردّ شمساً
وكان نوراً في سما الشُّهبان
- وهازمُ الأحزاب من سواهُ
بباتكٍ علا على الأقران
- هذا عليٌّ هل لهُ مثيلٌ
في عالم الأرواح والأبدان
- كلّا وحاشى مالهُ شبيهٌ
ولارأت نواظرُ العيان
- فما لهُ إلّا النبيُّ شكلٌ
فالمصطفى والمرتضى صنوان
- هما كما قال الإله نفسٌ
واحدةٌ وماهما نفسان
- كم قال أحمدٌ لهُ جهاراً
وأردف الأقوال بالبنان
- أنت الوصيُ والوليُّ بعدي
والأمر لم يخف عن العُميان
- هنّأهُ الصّحبُ بيوم خُمٍّ
وسجّل الرواةُ قول الثّاني
- بخٍ بخٍ أصبحت مولى عُمرٍ
والحقُّ إنّك فتى الفتيان
- فأيُّ عذرٍ للذين أنكروا
بعد وضوح الّلفظ والمعاني
- فهل بقول المصطفى من ريبةٍ
بما دعا في السرّ والإعلان
- أليس يكفي أنّهُ أخٌ لهُ
من بين كُلّ الصّحب والإخوان
- فكيف جاز أن يصير غيرُه
للناس سيّداً بلا برهان
- فلا يسودُ في الأنام إلّا
مُستجمعُ الإخلاص والإتقان
- أفي عليٍّ بعد كُلّ حُجّةٍ
شكٌّ لكلّ عاقلٍ يقظان
- أنّى لكُم أن تجحدوا خلافةً
نصّ عليها الّلهُ في الفرقان
- ولم يدع مُحمّدٌ بيّنةً
إلّا وقالها بلا كتمان
- ألم يقُل : هذا عليٌّ نفسُه
نفسي أمام العين والآذان
- والدينُ لولا سيفُه تهدّمت
أعمدةٌ لهُ مع الأركان
- وبيعةُ الدار لهُ شاهدةٌ
في أوّل الشباب والريعان
- قال لهُ الرسولُ أنت منّي
برُتبة الذرّ من القمصان
- وأنت كالروح الّتي في بدني
تحيا بها جوارحُ الجثمان
- ماذا لغيره من العطايا
أو من جلال قدره والشّان
- آمن والنّاسُ على ضلالٍ
والكلُّ مائلٌ إلى الشّيطان
- ماعبد الأصنام قطُّ يوماً
بل سجد الإمامُ للرّحمن
- صلّى مع الرّسول وهو يافعٌ
ولم يكُن يلهو مع الغلمان
- مامال للدُّنيا وكان راضياً
وعاش فيها عيشة الطّيّان
- قد زهدت بكُلّ فانٍ نفسُه
وطلّق المال مع العقيان
- هذي صفاتُ من تمسّكت به
نفوسُ أهل الدين والعرفان
- فما عليّ من ملامٍ إن أنا
أصبحتُ في هواهُ كالهيمان
- أو صرتُ مجنوناً أو هائماً
أهيمُ في الجبال والوديان
- فلا تلُمني لائمي في حُبّه
فحُبُّ من لُمت به عنواني
- أأتركُ الّذي به نجاتي
وأطلبُ الّذي به خُسراني
- مالك أيُّها العذولُ والهوى
شتّان بين العزّ والهوان
- فإنّ حُبّي للوصيّ عزٌّ
أحظى به بالصّفح والغفران
- فتىً به قد جُمعت محامدٌ
بها أقرّت سائرُ الأديان
- فهل وجدتُم كاملاً سواهُ
وجامع الوجوب والإمكان
- لكن وجدنا جوهراً إمكانه
ولايُقال عنهما زوجان
- إنّهما في الأصل واحدٌ وما
هُما لدى ذوي الحجى إثنان
- فكُلُّ مجلسٍ خلا من ذكره
فهو نديُّ السوء والغواني
- فذكرُه زينٌ لكُلّ مجلسٍ
وتُحفةُ الجُلّاس والخلّان
- ماكنتُ يوماً تاركاً مديحه
وتشهدُ الأعوادُ والعصران
- وإنّني منذُ الصبا أحببتُهُ
رغم الّذي ذقتُ من الأحزان
- تيّمني ولاؤهُ وأنسى
قلبي هموم الدهر والحدثان
- وكُلّما قالوا تجنّب عشقهُ
ملتُ إلى حُبّه كالصّديان
- فهذه نونيّتي أشدو بها
كبُلبُلٍ يشدو على الأفنان
- كُنتُ بها بكُلّ حرفٍ صادقاً
وماحوت شيئاً من الأضغان
- حتّى بدت باهرةً في حُسنها
فاتنة الألحاظ والأذهان
- أطلتُها لعلّ بيتاً واحداً
منها به أنجو من النّيران
- عسى تنالُ عند سيّدي الرضى
وغير هذا ليس بالحسبان
- فإنّني الولهانُ فيه والرّضى
أقصى مُنى المُتيّم الولهان
- فإن أكُن نلتُ الرضى فهذا
غنىً به عن غيره كفاني
- فاقرأ قصيدتي تجد أبياتها
رائعة الأصناف والألوان
- خالية التعقيد في مضمونها
واضحة المقصود والتبيان
- وإن أنا أطريتها يحقُّ لي
وهل قبيحٌ مدحةُالغزلان
... الأحد 30 - 5 - 2021 ، كتبتُها بعد قراءتي مرّاتٍ عديداتٍ لكتاب الكاتب المسيحي المبدع جورج جرداق ( الإمام علي صوت العدالة الإنسانية ) .