..
..
تجّلد فربّما كانَ في مكنونَاتِ أقدارنَا شيء أحنّ وأرقّ ممّا عَانينَا؛ لأن الكلام لا يبوحُ دومًا ولا يُعبّر كمَا تفعَل الأرواح،
رُبّمَا يكون هذا الصّمت أخفّ وطئً من ويلاتِ الشرحِ وغافلات الدّهر؛
لـ تُحلقّ أرواحنا بسَماءٍ علويّة لا يشوبُها ماديّة الأرض، لـ نفرد أجنِحتنا بعُمق ونتوسّد الغيمَ ونلتَحف الفضاء،
لكي لا تُغوينا هذه الدُنيَا الدّنيّة مِن فردوسنَا أو تُغوي أحدنا دونَ الآخر،
تجلّد .. فَما أقصرَ اللّجة حتّى نبلغُ ذلك السّاحِل!
حَذارِ أن تكونَ فَريسةً تلتَهمُك كوابيسٌ مَنهومَة من اليأس،
لا تَرضَ بأن تحوكَ أصابعُ العَتمَة رداءً حول روحك وعَينيك.. امّا عَيناك فعَطفًا جَاهدِ لكي لا تغرقا بِيمّ السّوادِ،
لا تَهِن ولا تَضعف .. فَبَعضُ الرّحيلِ حَياة!
..
