تاج النساء
Well-Known Member
20تموز شرقي (2 آب غربي)هو شيخ الأنبياء في العهد القديم بلا منازع ونموذج الغيرة الإلهية في زمن شحّت فيه عبادة الله وانصرف الأكثرون إلى ما درج من عبادات البعل وعشتروت. لم يكن موقعه في وجدان اليهود، على مدى تسعة قرون، ليُدانى، حتى قيل إنّ أباه، لحظة ولادته، عاين رجالاً اتّّشحوا بالأبيض يشتملونه بأقمطة من نار ويطعمونه لهباً نسبة إلى الغيرة الإلهية التي أكلته مدّة حياته. وفي التلمود اليهودي أنّه الملاك أو رسول الربّ الذي صعد إلى السماء بعدما قدّم لجدعون تقدمته أمامه فمسّها بالعكاز وصعد في لهيبها إلى السماء. موقعه في عبادة إسرائيل لم يسقط البتّة حتى كانوا يضعون له كرسيّاً شاعراً عند ختان كلّ صبيّ في إسرائيل وفي الفصح معلّلين النفس بظهوره بغتة. والعالم اليهودي توسّع في أخبار عجائب النبي الياس واهتّم بمناقشة أصله وصعوده معتبراً إياه بلا خطيئة. وقد حُسب من الملائكة واعتبر كمساعد للمؤمن في أوقات الشدّة.إيليا، الاسم، يعني "إلهي يهوه" أو "إلهي إله العهد". "تِشبه" التي ولد فيها ليس موقعها معروفاًًً تماماً. ثمّة من يقول إنها بلدة في الجليل، في سبط نفتالي، وآخرون أنّها في جلعاد شرقي الأردن، تجاه السامرة أنّى يكن الأمر فقد كان رجلاً يألف حياة الجبال ويتّسم يالصلابة والشجاعة وقوّة الاحتمال. يوصف بأنّه "أشعر متنطق بمنطقة من جلد على حقويه". التقليد القديم يقول عنه إنّه كان قصير القامه، نذيراً، اسود الشعر، يتدلّى شعره على كتفيه في شبه عرف الأسد. والمرجّح أنّ فترة نبوّته امتدّت قرابة العشرين عاماً وأنّه صعد إلى السماء في حدود العام 900 ق م.ظهور إيليا كان في أيام آخاب. هذا ملك على إسرائيل في السامرة اثنتين وعشرين سنة. سفر الملوك يقول عنه إنّه عمل الشرّ في عيني الربّ أكثر من جميع الذين قبله. ومردّ شرّه، بخاصة، اتخاذه إيزبيل، ابنة أتبعل، ملك الصيدونيّين، امرأة. أتبعل، بحسب يوسيفوس، كان كاهناً للبعل. وإيزابيل كانت قوّية الشكيمة. جعلت، في قلبها، أن تمحو، من إسرائيل، عبادة الإله الحيّ. لذا عمدت إلى هدم مذبح الله وقتلت الأنبياء وأحلّت محلّهم أربعمائة وخمسين من أنبياء للبعل، وأربعمائة من أنبياء السواري أو عشتاروت. كما أب الآلهة ومصدر الخصب والقوّة والبهجة، فيما عشتاروت هي إلهة الخصب والشباب والجمال.أيّ هو المصدر الحقّ للخصب: الإله الحيّ أم البعل وعشتاروت؟ لمعرفة ذلك شاء الربّ الإله أن يجعل الشعب أمام الاختبار القاسي فأوفد نبيّه إيليا التشبي إلى آخاب الملك قائلاً: "حيّ هو الربّ إله إسرائيل الذي وقفت أمامه لا يكون طلّ ولا مطر في هذه السنين إلاّ عند قولي". وحلّ الجفاف وامتدّ حتى إلى ثلاث سنوات وستّة أشهر. والجفاف استتبع المجاعة. إيليا، كان عليه، بأمر الله، أن يتوارى فاختباً عند نهر كريت، مقابل الأردن. هناك عالته الغربان وشرب من النهر إلى أن يبس من انقطاع المطر. ثمّة، عند الله وقت للتواري ووقت للظهور. فحين يحلّ غضب الله على قوم تتوارى كلمته وتتصحّر النفوس.