رد : بِبســاطه...بوحٌ بابسط الكلمات
سورة_العصر
وارتباطها_بصاحب_الزمان عج
"والعصر" وانه لقسم لو تعلمون عظيم، فما أقسم الله بشيء إلا لعظمته، ولقد اختلف الناس في معناه، وإنّ الآراء فيه لثلاثة نعددها مع نقض ما نراه غير تام المعنى.
1⃣ العصر وهو الدهر المطلق الشامل لجميع الفترات الزمنية.
الجواب: ان تفسير العصر بالدهر الذي تندرج تحته جميع الازمنة برمتها غير تام، فيا ترى أيقسم ربك بدهر كان ولو في فترة زمنية منه زماناً يطغوا فيه الشر، ويقل فيه الخير، ويكون المؤمن في غريبا وطريدا؟ أيمكن أن يقسم الله بالدهر كله جملة واحدة، ويشمل بذلك فترة زمنية مظلمة؟ هيهات ذلك، وذلك هو جوابنا ونقضنا.
2⃣ زمن النبي (صلى الله عليه وآله).
ونقول أنّ ذلك الزمان لكم جعل في قلب رسول الله (صلى الله عليه وآله) حسرات، فما عمّ الإسلام الأرض ولم ينتشر في بعض من البلدان، ولكم كان ذلك الزمان مؤلما للنبي الخاتم (صلى الله عليه وآله) حيث أنّ فيه كسرت رباعيته، وأثخن بالجراح، وخذل من بعض الأقربين، فهل يمكن ان يكون ذلك الزمان هو المقصود بالعصر، وقد حمل فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الويلات، فكانت بدايته بتكذيب الناس له، وحتى انتهى ذلك الزمان بسماعه لمتهمٍ يتهمه بالهجران.
3⃣ زمان ظهور الامام المهدي عج.
وهو ما أشارت إليه الروايات في نصوصها ومعانيها ، نعم إنه ذلك العصر الذي هو عصارة وحصيلة جهاد أولياء الله (عليهم السلام) في محاربة أولياء الطاغوت، وهو ذلك الوعد الإلهي المرسوم والمخطط له بيد القدرة الإلهية في أنّ هذه الأرض لابد ان يرثها الصالحون ويقودها الأئمة الطاهرون، وذلك الزمان هو المقسوم به، فهو حلم الأنبياء وهو ابتسامة قلبهم.
كتاب بحار الانوار -
ج٢٤-ص