- إنضم
- 26 يونيو 2023
- المشاركات
- 118,825
- مستوى التفاعل
- 119,850
- النقاط
- 2,508
تحت ظل قداسة حرف
أكان حرفًا... أم شهقةَ البدء؟
لا أدري، كنت أجلس بيني وبيني، والكلمات تتدلّى من السقف مثل مصابيح محترقة. كلّ حرف يرنُّ في رأسي كجرسٍ داخل غرفة لا يدخلها أحد، لا ضوء فيها، فقط أصداء تتزاحم وتنكسر على جدران الصمت.
أمي كانت تقول: "لا تكتب كثيرًا... الحبر دمٌ لا يُغسل"،
وأبي كان يمضغ الجرائد كأنها رغيف، يلعن الأخبار ويشرب الحبر كدواء منسيّ.
وأنا؟
أجلس تحت ظلّ هذا الحرف، حرفٌ لا أعرفه، ربما "لام"، ربما "سين"، وربما واحد لم يُنطق بعد.
أفكّر: هل تولد الحروف من الصمت؟
هل يتطهّر الكاتب قبل أن يخطّ جملةً صادقة؟
هل يكتب لأنّه يعرف، أم لأنّه فقد القدرة على الفهم؟
ولماذا حين تكتب الحقيقة، يخرج لك رجالٌ ببدلات داكنة ويطلبون بطاقتك الشخصية؟
اللغة هنا ليست وسيلة...
بل زنزانة مكسوّة بالمرايا، كلّما صرختَ، عاد صوتك إليك: أجوف، مشكوك فيه، يبتسم بسخرية كأنّه يعرف ما لا تعرفه.
تحت ظلّ قداسة الحرف...
لا قداسة، بل جرح يُفتَح بالحروف ويُخاط بالكذب.
لكننا نكتب... لأننا لا نعرف كيف نصرخ.
أكان حرفًا... أم شهقةَ البدء؟
لا أدري، كنت أجلس بيني وبيني، والكلمات تتدلّى من السقف مثل مصابيح محترقة. كلّ حرف يرنُّ في رأسي كجرسٍ داخل غرفة لا يدخلها أحد، لا ضوء فيها، فقط أصداء تتزاحم وتنكسر على جدران الصمت.
أمي كانت تقول: "لا تكتب كثيرًا... الحبر دمٌ لا يُغسل"،
وأبي كان يمضغ الجرائد كأنها رغيف، يلعن الأخبار ويشرب الحبر كدواء منسيّ.
وأنا؟
أجلس تحت ظلّ هذا الحرف، حرفٌ لا أعرفه، ربما "لام"، ربما "سين"، وربما واحد لم يُنطق بعد.
أفكّر: هل تولد الحروف من الصمت؟
هل يتطهّر الكاتب قبل أن يخطّ جملةً صادقة؟
هل يكتب لأنّه يعرف، أم لأنّه فقد القدرة على الفهم؟
ولماذا حين تكتب الحقيقة، يخرج لك رجالٌ ببدلات داكنة ويطلبون بطاقتك الشخصية؟
اللغة هنا ليست وسيلة...
بل زنزانة مكسوّة بالمرايا، كلّما صرختَ، عاد صوتك إليك: أجوف، مشكوك فيه، يبتسم بسخرية كأنّه يعرف ما لا تعرفه.
تحت ظلّ قداسة الحرف...
لا قداسة، بل جرح يُفتَح بالحروف ويُخاط بالكذب.
لكننا نكتب... لأننا لا نعرف كيف نصرخ.
مصافحة أولى ل تحت ظل قداسة حرف
"الحياة؟ لا نكهة مؤكدة"
الحياة، يا صديقي، مثل علبة سردين مفتوحة منذ أسبوعين.
تفوح منها رائحة وعدٍ قديم، وتمنحك طعمًا لا يشبه شيئًا مما كُتب على الغلاف.
تبدأ كقصيدة وطنية، تنتهي كفاتورة كهرباء.
تضحك؟ جيد. الضحك عملة غير متداولة هنا.
تُحب؟ خطأ في النظام، يرجى المحاولة لاحقًا.
تثور؟ هنالك جدار بإمكانك أن تكتب عليه، وسيرسلون لك رصاصًا موقعًا باسم الحرية.
الحياة؟
ركضٌ في ممرّ مطار أُلغيّت فيه كل الرحلات، ولا أحد أبلغك.