جسدها ليس سوى هيكل صامت .
كأن الروح قد أودعت إستقالتها و غادرت بصمت .
لا وجع واضح ، و لا فرح مؤكد ، فقط إرتجاج داخلى مُبهم .
كأن قلبها يمشى على زجاج مكسور .
و كأن عقلها يكتب بـ حبر سرّى أفكارًا لا تجرؤ على الإنكشاف .
كل خليّة فيها تعرف معنى الإرهاق ، لكنها تعجز عن النُطق به .
فـ جسدها ..
يتنفس لكنه لا يعيش ، يتحرك لكنه لا يشارك ، ينتظر لكنه لا يأمل .
ربما لم تمُت ، لكنها لم تعد حية تمامًا .
إنها فى الفراغ ، فى منطقة بينية لا لون لها و لا إسم .
تتمنى لو تهطل داخلها عاصفة تقتلع هذا الركود .
أو تنهيدة واحدة صادقة تُعيدها إلى ذاتها .
إلى لحظة سابقة لم تنكسر فيها .
ما أصعب أن يكون الجسد شاهدًا على غياب صاحبه ؟
و ما أقسى ...
أن يصبح الجسد قبرًا مؤقتًا لروح ما زالت تبحث عن سبب للبقاء ؟!
#خواطر_رجل_أربعينى