في تلك الساعة ..
حين يلمُ الليلُ كل اسرار
العاشقين
تنام اغنيةً فوق مظلات النجمِ
ويستفهم نهدٍ عن من لحنها
وأين كان الغناءُ..
في تلك الساعة..
أظمُ وجهي بسعف النخلِ
واسمعُ زقزقة عصفورين
وبأنفي رائحة البيلسان
لا أعرف كيف إندس
وجهكِ ببساتين احلامي
وأنتِ بي لاتحفلين..
في تلك الساعةِ..
أجمعُ الصدف المترامي
فوق ساحل الهيام
يخجلني هذا الساحلُ
كم توهم بعشاقٍ فراغ
وكم أدفئهم حين أصطكَ
بين جملات النارِ
وأخذوا منهم
كل الافراحِ
وتركوا له زيفهم و الأنين..
في تلك الساعة..
حين تمارسُ مراهقةً
بالماء لعبةُ القط الهارب
وكيف يفلتُ من كفيها
كنت أقف مثل الماضي المرير
أغسل قدمي مما اتعبتها المسافات
وأنشرُ فوق أكتافي أوراقاً تشبه
رائحة الصنوبر حين الغسلِ
او تحمل لي من نهدها
رائحة الياسمين..
في تلك الساعة..
حين تسرقُ أبنة الشهدِ
بواضحة النهارِ
قلب غارمٍ بوهمها
وتسأله أن يعدو بعيداً
أو ينسى كل احلامه
فالقلب تعلم غربته
وتعلم أن يمضخ فوق الجرحِ
هكذا علمته الغربةِ
أن يقف طوداً رغم الانكسار
ويبرقُ لها بالحبِ
دمعتين..
في تلك الساعة..
حين تتلاسن في داخلك
صوراً وأوهاماً وأوسانٍ
ياهذا المترف بحد اللذة
لا تثقلُ كاهلك فهم هَموا بالرحيل
وأعطوك بعض المسكناتِ
فلا بد أن تعرف كيف
يكون الذبح بطيئأً
بظهر السكين..
في تلك الساعة..
تشربُ كأساً مملوءةً بالكيفِ
وتمدُ فوق عيونها البحرُ
وتسحبُ غيمتينِ من الوردِ
فوق نهدها المتعجرف عشقاً
وتترك الليل كالطفلِ يتعرى
وفي ساعتهِ الف حديثٍ للغرام
وتراه بين دفئك وثلجها حباً ينام
ويكتبُ فوق مظلات النجمِ
كانوا هنا
عاشقين..
العـ عقيل ـراقي
