رد: فردوس روحي وينبوع تدفق مرحي
طلّقْــتُ ليلى فلا جـدوى من الغـزلِ
................فقد اضَـــرّ الهـــوى بالقلــب والمقلِ
قد حمّلتني همــــوماً فوقَ مقْدرتي
................وكلّفتني دمــــــــــوعاً ضيّعت سُبُلي
في كلّ يومٍ لــها ذنــبُ ومعصــيةٌ
.................في كــلّ يومٍ تُريني ســكْرةَ الأجـلِ
فيها غمـوصٌ وفيها مــا يُؤجـجـني
.................وما يُصَعَدُ من نبضـي ومـن وجلي
شكٌّ ، خصامٌّ ، دلالٌّ ، جفــوةٌّ ، أرقٌّ
.................أمّا الوعــودُ فأعــــــوامٌّ من المطلِ
ملِلْتُ اِبطــــاءها ، ما عُدْتُ أرقُبُـــها
.................طولُ الترقّـبِ مدعـــــــاةٌّ الى المللِ
وثّابةُ الخطْوِ ،كســـلى في مواصلتي
.................وهل ينالُ آمــرؤٌّ خيــراً مـن الكسلِ؟
أهديتها من قريضي مـــا يروقَ لهــا
..................كذاك كــان لــها مارقَّ مــن زجَلي
ظننتــها واحـــةً ، ماكنــــتُ أعرفها
..................أرضـــاً يبابــــــاً بلا مــاءٍ ولا اُكُلِ
جنيتُ من حبّها وهماً ، وهـــا أنا ذا
..................صفْرُ اليدين ، بلا ليلــى ولا أمــــلِ
عــــزاءُ قلبي ، أتــي فـــي مُكابدتي
...................لستُ الوحيدَ الذي أعـــطى ولم ينَل
عشْقُ الكواعـــب ملهــــــاةٌّ ومنزلقٌّ
...................كم قــــاد فذاً ، سديدَ الرأي للزلــــلِ
واحسرتــــاهُ على عمْـرٍمضـى عبثـاً
..................أصبحتُ من ندمٍ أُكـــوى ومن عذَلي
أودعـــتُ مائي وعــــاءً قعـــرُهُ ورقٌ
...................فأقفـــرتْ شفَتي حتى مـــــن البــللِ
مــالي وضعتُ الهـــوى فيمـن يضيّعهُ
...................والأوفـــياءُ ، قريـــبٌ بابُــهم ، قِبَلي ؟
ضاقت بي الأرضُ من همٍ فما رحُبتْ
...................حتى قصدتُ أمــيرَ المؤمنين ، علي
ذو قبّةٍ لــو رأتْها العـــينُ مارَمِــــدتْ
....................بل زُيِّنتْ من سنى الأيمان بالكُحُـلِ
منْ فيض جوهـره صوبَ السماء علتْ
....................أسـاورُ الــنور فآمــتدت الى زُحَـلِ
هنا عُكــاظُ الهوى والشعرُ ، جئتُ هنا
...................أرصّعُ البــابَ بالأشـــــــعار والقبَل
هنا حبيبٌّ وفــــيٌّ ،صـــــادقٌّ ، وهنــا
..................بـابُ المـراد الذي يُـعطى على عَجَلِ
هنا فتى (هل أتى) ، والأخريـــــاتُ هتا
...................هنا التـرابُ الذي يُغني عــن الغُسِلِ
هــنا الغنيُّ الذي لامــــــــــالَ في يـــدهِ
....................ولا صـبا قلــــــــبُه للحُلي والحُلَلِ
أمــــنُ القلوب هنا ، صَفوُ العفـــول هنا
...................مَشفى النفوس التي تشكو من العللِ
هنا آبــــــنُ مكّتنا ، رقــــراقُ زمـــزمنا
...................ولـيـدُ كعــبتنا ، طــــوبــى لمتصّلِ
هنا امامُ الهدى ، زوجُ البتــــــــول هنا
...................شمسُ الكساء التي كانت ولـــم تَزَلِ
هنا عليٌّ امــــــــــــامُ المتقين ، ومَنْ
....................رُدّتْ له الشمسُ اكـراماً من الطَّفَلِ
هنا مُــــزعزعُ باب الحقـــد ، قالعُـــها
....................وغيــــرُه انْ أتاهـــــــا باءَ بالفشل
مَنْ بات فوق فـــراش المصطفى جَذِلاً
....................في ليـلةٍ لــم يكـــــنْ الّاهُ من جَذِلِ
خــــيرُ آبـــنِ عمٍ لمن آخــى وخبرُ أخٍ
...................وخـــيرُ مـــن قَرَنَ الاقــوال بالعملِ
منَ الأوائـــــــل اســـــلاماً ، تَخَــــلّلهُ
...................نورُ اليقـــين ، فلــمْ يُسلِم على دَخَلِ
مُكرّمُ الوجـــــــه ، ســــــــجّادٌ لخالقهِ
...................فما هـوى ســـــــاجداً للّات أو هُبَلِ
اِنقـــــادَ للـــعقل حتى عــــــاد مكتملاً
..................ومَـــــنْ يَقُدْ نـفـسَـهُ بالــــعقلِ يكتـملِ
سامٍ ، شمائلُهُ برهـــــــــــانُ عصمتِهِ
..................مُطَهّرٌّ ، عن صراط الحقِّ ، لـمْ يَزِلِ
خُلاصةٌ لكتاب اللـــــــــهِ ، ســـــيرتُهُ
...................كأنما أخْتَزلَ القـــــــــرآنُ في رَجُلِ
مدينةُ العلْـــــــــــمِ طـــهَ ، لاغبارَ بها
...................والمرتضى بابُـــها نصـاً ، بلا جدلِ
تلـــــميذُ احــــــــمدَ في عِلْمٍ وفي أدبٍ
...................لكنّهُ مُعْجِزٌ يرقـــــى الــى الرســـلِ
طَلْقُ اللسان ، سمــــــــاويٌّ بمنطقـــهِ
...................مَنْ يستزدْ منْ كلامِ اللـــــــهِ يرتجلِ
اِمــامٌ آحصى من الدنــــــــــيا دقائقـها
...................كأنـــــــه حاضـــــرٌّ فيها من الازلِ
صُنْوُ الخلافة ، غِرسُ الطهرِ حيـــدرةٌ
..................أدارَ دَفّتـــــها بالعــــــــــــدل والمُثُل
قد كان قطبَ رَحـــــاها والوصيَّ على
..................حقِّ الأنام ، وهذا واضــــــحٌ وجَلي
اِني لَأَعجبُ مــــن أرضٍ تدورُ ولـــــمْ
...................،تفقدْ توازنَــــها مـنْ هكــــــذا جبل !
العابدُ المقتدى والزاهــــــــد المرتضى
....................والفــارس المجتبى للخـيل والأسلِ
أدمى رقابَ العدى في كلّ واقعـــــــــةٍ
.....................بِذي الفَقار ، مُـــذِلّ البيض والذُّبُل
وجهاً لوجهٍ يلاقي الخصمَ ، يصـــرعُهُ
.....................لا يستعينُ على الأعــــداء بالحِيَلِ
الفارسُ الليثُ يأتي الخصمَ مـــــــن قُبِلٍ
.......................بينا الجبانُ يدُسُّ الســـمَّ بالعسـل
ليس (المراديُّ) كُفْؤأ فـــــي منازلـــــــةٍ
......................مع الوصيّ ، اذا ما جاء منْ قُبُلِ
لــمْ يقـتـربْ منه فرســـــان النزالِ ولــنْ
......................لكنها سطوةً كانـــت مـــن السفَلِ
آهٍ على مـنـبـر الدنـيا وفارســــــــــــــها
......................آهٍ على علْمـها والمنطق الجـزل
اِني لَأَ عجبُ كيف المـــــــــوتُ يُدْركُـهُ
.......................ولمْ يُدِرْ وجههُ عن هكــــذا بطلِ !
لكنها حكمــــــةُ البــــــاري ، مشـيـئـتُـهُ
.......................فلا سبيلَ لدفْع الحـــــادث الجللِ
عليك مني ســـــــــــلامٌ يا أبا حســـــنٍ
....................على ثراكَ الزكيّ الطاهـر الخَضِلِ
كلّي بنهجك مأســـــــــــــــورٌّ ومنشغلٌّ
...................وعن هوى النفس كلّي بات في شُغُلِ
باقٍ على نهجكم ، زاجٍ شـــــــــــفاعتكم
.......................لعاشـقٍٍ هائمٍ فــــــي حبكم ، ثَمِل