رد: تهجدات انسان في محراب الأحزان
حين نظرت في عيونها اغمضت
نامت وسارت في رضا الرحمنِ
كالرسل تعرج للسماء فتزدهي
في جنة الياقوت والمرجانِ
او مثل وحيٌ في بوارق نوره
قد ضم حُسن الطيف والالوانِ
لا لم تكن هذي الفتاة كجنسها
من طينة المخلوق والانسانِ
كانت كنور الله لطفا تنزل
اهدى عصاة الخلق للايمانِ
لكن حظي ما استطاب بقائها
مرت كضوء البرق في العينانِ
مرت سريعا مثل حلم وانتهى
وتمادت الاحزان في وجداني
رحلت ولكن في دموعي لمْ تَزل
تروي فقار الطف في أجفاني
لو كان حزني في الحزن يفوقه
حزناً لكان الحزن في ديواني
في كل حرف من حروفي قثة
تحكي نزيف الدمِ من شرياني
اشعاريا ظلت تردد ذكرها
كالصوفي المجذوب بالكيلاني
ماهمه نار وحرق إنما
قد همه الاخلاص للديانِ
لو كان شرع في الديانة ثانيا
كنت اعتنقت الحب في الديانِ
من فرط حبي في جمالها اكتوي
والشوق يلهب خافقي الولهانِ
في كل شيء من محيطي ذكرها
في الكتب في الاشعارِ في الالحانِ
رحلت ولكن لا تزل بنورها
تحتل قرص الشمس في اعناني
وتراني ابكي من مشقة هجرها
كالهجنِ امضي في ثنا الاحزانِ
وجهت وجهي في صلاتي صوبها
وبدات اقرأ سورة الفرقانِ
فسمعت صوتا من بعيد ينادني
كنداء موسى في طوى الوديانِ
فحسبت اني قد اتيت نبوة
او وحيا زارني ولقاني
ونظرت حولي فاكتشفت بانني
في حضرة التقديس والبرهانِ
ورأيت نورا قد تجسد وجهها
فعرفت ان الله قد ازكاني
وعلمت إني قد سمعت صوتها
صوت ازاح الهم من اشجاني
فسكنت رهبا من جلالة صفوها
وبدأت اتلو الذكر بالقرأنِ
فشعرت إني هداني نورها
لِعوام التسبيح في الاكوانِ
سبحان ربي من اناقة حسنها
سبحان ربي خالق الانسانِ