ـ إذا كانت حجرة عقلك لا تتسع لأكثر من شخصٍ واحدٍ وعيناك لا تبصر أبعد من أسفل قدميك
فحاول أن تتعلّم أن عقول الآخرين تشـجّرت عندما أظلّت أفكارًا وثقافات لشعوب أخرى
وأن بصرهم أضحى بصيرة .
ـ أن يستطيل لسانك بشكل لانهائي دون أن تبالي ،
فلا تتفاجأ حين يصفعك لسان مقطوع لم يسعفك الزمن أن تعرف صاحبه .
ولا تتناسى أن الكلام الذي تلفظه في حيّز أو فكر الآخرين ينبغي أن يكون سائغًا مريئًا
بالقدر الكافي لأن تلوكه أو تمضغه أنت في وقتٍ قادم .
ـ أن تظنّ أن مكانك في سماءٍ ثامنة تحت كرسيّ العرشِ ،
تتطلع إلى أحوال البشر وتكشف عن قلوبهم وتفرز نواياهم ؛
فتذكّر أن تحمي رأسك حين يرجمه جارك في سمائك الأرضية .
- إذا كنت تدّعي أنك شخص إصلاحي التوجه وتكرس قدراتك وملكاتك
لصالح عد معايب الناس وسقطاتهم ومثالبهم ؛
فتذكر هشاشة البيت الذي بنيته من الداخل ،
ولا تنسى حين تعلن انتمائك لأمة الإسلام أن نهج سيدها عنوانه :
" كسب القلوب مقدم على كسب المواقف ".
ووصية ربها وربك : " ولا تبخسوا الناس أشياءهم "
وأن غيرك عرف بأن :
" النقد مثل المطر ينبغي أن يكون يسيرا بما يكفي ليغذي نمو الإنسان دون أن يدمر وجوده "
وأن عارفًا ما أسدى إليك نصحًا حين قال :
" نظرك فيك يكفيك وكما تقول بالناس يقولون فيك "
ـ إذا تمكنت من تأمين بعض الكفوف وأشباه الأقدام التي تصفّقُ خلفك
والتي تشظّت إلى أجزاء مرايا لم تُمكّنْك من رؤية نفسك فيها ؛
فتذكّر أن أحدهم رأى وجهه وباطن قلبه على الطّرف الآخر بمرآة واحدة ووحيدة حين عرف نفسه .
وأنّ حكيمًا قال :
" الناسُ يمدحونكَ فيما يظنّونَ فيكَ ، فكنْ أنتَ ذامَّاً لنفسكَ لما تعلمُ منها "