أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

ثواب صلاة الليل وآثارها وما على تاركها

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

شاعرة العراق

Well-Known Member
إنضم
9 أغسطس 2012
المشاركات
476
مستوى التفاعل
2
النقاط
18
الإقامة
العراق الحبيب


1337854359931.jpg

اللهم صلِ على محمد والِ محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صلاة الليل أو نافلة الليل هي صلاة مستحبة ، لكنها تحظى بمكانة خاصة من بين النوافل و الصلوات المستحبة في الشريعة الإسلامية المباركة ، حيث أن هذه الصلاة توصل الإنسان المواظب عليها إلى ينابيع النور الإلهي ، و هي العبادة المميزة التي تُكسب المصلِّي جلالاً و نوراً و بصيرة و إيمانا و تقوى و فهما و شرفاً و كرامة ، و تفتح عليه أبواب الرزق ، بل هي الصلاة التي ينال المصلي من خلالها كل خير .
كما و تُعتبر هذه الصلاة من أهم الوسائل و الأسباب الموصلة إلى الكمال و الدرجات الرفيعة ، و المقام المحمود ، و لها الأثر الكبير في دفع الهم و الغم و البلايا و المكروهات ، إلى جانب ما لها من عظيم الثواب و جزيل الأجر .
لكن جَني ثمار هذه الصلاة يختلف من شخص للآخر ، و ذلك بمقدار اهتمامه به ، و بحسب كيفية أدائه لهذه الصلاة ، و بقدر خشوعه و توجهه حال أدائها إلى الله عَزَّ و جَلَّ .
و لقد أكَّدَت الآيات القرآنية و الأحاديث و الروايات المتواترة على أهميتها و ضرورة المواظبة عليها و عدم التفريط بها في أي حال من الأحوال .
صلاة الليل في القرآن الكريم :
تطرق القرآن الكريم لصلاة الليل من جوانب متعددة في عدد من الآيات ، و ها نحن نشير إلى أهمها :
قال الله عز و جل مخاطباً حبيبه المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) : ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا ﴾ [1]
و قال عَزَّ مِنْ قائل ممتدحاً القائمين آناء الليل لعبادة الله جَلَّ جَلالُه : ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [2]
و ذكر جَلَّ جَلالُه أن من صفات عباد الرحمن قيامهم بالليل ، حيث قال : ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ﴾ [3]
كما و بين الله عَزَّ و جَلَّ جانباً من الثواب الأخروي العظيم الذي ينتظر المستغفرين بالأسحار حيث قال : ﴿ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ * الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ ﴾ [4]
و قال جَلَّ جَلالُه و هو يصف المتقين بأنهم يقومون الليل و يحيون قسماً منه بالصلاة و العبادة ، و يبين ما أعدَّ لهم من النعيم : ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ﴾ [5]
و قال عَزَّ مِنْ قائل ممتدحاً القائمين بالليل : ﴿ لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ ﴾ [6]
و قال الله تعالى ممتدحاً المصلين بالليل : ﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ﴾ [7]
عَنْ زُرَارَةَ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ [8] ( عليه السَّلام ) ، قَالَ قُلْتُ لَهُ ـ أي سألته عن معنى قول الله ـ : ﴿ ... آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ... ﴾ [9] ؟
قَالَ : " يَعْنِي صَلَاةَ اللَّيْلِ " [10] .
صلاة الليل في الأحاديث الشريفة :
اهتم النبي الكريم محمد ( صلى الله عليه و آله ) و الأئمة المعصومون من أهل البيت ( عليهم السلام ) ـ تبعاً للقرآن الكريم ـ بصلاة الليل ، و أولوا هذه العبادة المتميزة اهتماماً كبيراً ، و حرصوا على بيان أهمية هذه الصلاة و ما تنطوي عليه من آثار مادية و معنوية ، و حثوا المؤمنين على المواظبة عليها و الاهتمام بها و عدم التفريط بها ، و يظهر هذا الاهتمام جلياً لمن نظر في أحاديثهم الشريفة ، و إليك عدداً من تلك الاحاديث .
قالَ النَّبِيُّ ( صلى الله عليه و آله ) فِي وَصِيَّتِهِ لِعَلِيٍّ ( عليه السَّلام ) : " يَا عَلِيُّ عَلَيْكَ بِصَلَاةِ اللَّيْلِ ، وَ عَلَيْكَ بِصَلَاةِ اللَّيْلِ ، وَ عَلَيْكَ بِصَلَاةِ اللَّيْلِ " [11] .
و رُوِيَ أَنَّ عِيسَى ( عليه السَّلام ) نَادَى أُمَّهُ مَرْيَمَ بَعْدَ وَفَاتِهَا ، فَقَالَ : " يَا أُمَّاهُ كَلِّمِينِي ، هَلْ تُرِيدِينَ أَنْ تَرْجِعِي إِلَى الدُّنْيَا " ؟
قَالَتْ : نَعَمْ ، لِأُصَلِّيَ لِلَّهِ فِي لَيْلَةٍ شَدِيدَةِ الْبَرْدِ ، وَ أَصُومَ يَوْماً شَدِيدَ الْحَرِّ يَا بُنَيَّ ، فَإِنَّ الطَّرِيقَ مَخُوفٌ .
وَ قَالَ ( عليه السَّلام ) : " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوْصَانِي بِخَمْسَةِ أَشْيَاءَ ـ إِلَى أَنْ قَالَ ـ دَاوِمْ عَلَى التَّهَجُّدِ بِاللَّيْلِ ، فَإِنَّ أُمُورَ الْمُؤْمِنِ تَسْتَقِيمُ فِي قِيَامِ اللَّيْلِ " [12] .
و عَنِ الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ : " كَانَ فِيمَا نَاجَى اللَّهُ بِهِ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ ( عليه السَّلام ) أَنْ قَالَ لَهُ :
يَا ابْنَ عِمْرَانَ : كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُحِبُّنِي فَإِذَا جَنَّهُ اللَّيْلُ نَامَ عَنِّي ، أَ لَيْسَ كُلُّ مُحِبٍّ يُحِبُّ خَلْوَةَ حَبِيبِهِ ، هَا أَنَا يَا ابْنَ عِمْرَانَ مُطَّلِعٌ عَلَى أَحِبَّائِي إِذَا جَنَّهُمُ اللَّيْلُ حَوَّلْتُ أَبْصَارَهُمْ فِي قُلُوبِهِمْ ، وَ مَثَّلْتُ عُقُوبَتِي بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ يُخَاطِبُونِّي عَنِ الْمُشَاهَدَةِ ، وَ يُكَلِّمُونِّي عَنِ الْحُضُورِ .
يَا ابْنَ عِمْرَانَ : هَبْ لِي مِنْ قَلْبِكَ الْخُشُوعَ ، وَ مِنْ بَدَنِكَ الْخُضُوعَ ، وَ مِنْ عَيْنَيْكَ الدُّمُوعَ ، وَ ادْعُنِي فِي ظُلَمِ اللَّيْلِ ، فَإِنَّكَ تَجِدُنِي قَرِيباً مُجِيباً " [13] .
و عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ [14] ( عليه السَّلام ) ، قَالَ : " شَرَفُ الْمُؤْمِنِ صَلَاةُ اللَّيْلِ ، وَ عِزُّ الْمُؤْمِنِ كَفُّهُ عَنْ أَعْرَاضِ النَّاسِ " [15] .
من أسباب حرمان الإنسان من صلاة الليل :
رُوِيَ أنهُ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ( صلوات الله عليه ) .
فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنِّي قَدْ حُرِمْتُ الصَّلَاةَ بِاللَّيْلِ ؟
فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) : " أَنْتَ رَجُلٌ قَدْ قَيَّدَتْكَ ذُنُوبُكَ " [16] .
و رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ : " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ الْكَذِبَةَ فَيُحْرَمُ بِهَا صَلَاةَ اللَّيْلِ ، فَإِذَا حُرِمَ صَلَاةَ اللَّيْلِ حُرِمَ بِهَا الرِّزْقَ " [17] .
و عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ : " إِنَّ الرَّجُلَ يُذْنِبُ الذَّنْبَ فَيُحْرَمُ صَلَاةَ اللَّيْلِ ، وَ إِنَّ الْعَمَلَ السَّيِّئَ أَسْرَعُ فِي صَاحِبِهِ مِنَ السِّكِّينِ فِي اللَّحْمِ " [18] .
ثواب صلاة الليل :
رَوَى جَابِرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ( عليهم السلام ) أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ( عليه السلام ) عَنْ قِيَامِ اللَّيْلِ بِالْقِرَاءَةِ ؟
فَقَالَ لَهُ : " أَبْشِرْ ، مَنْ صَلَّى مِنَ اللَّيْلِ عُشْرَ لَيْلَةٍ لِلَّهِ مُخْلِصاً ابْتِغَاءَ ثَوَابِ اللَّهِ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لِمَلَائِكَتِهِ اكْتُبُوا لِعَبْدِي هَذَا مِنَ الْحَسَنَاتِ عَدَدَ مَا أَنْبَتَ فِي اللَّيْلِ مِنْ حَبَّةٍ وَ وَرَقَةٍ وَ شَجَرَةٍ ، وَ عَدَدَ كُلِّ قَصَبَةٍ وَ خُوصٍ وَ مَرْعًى .
وَ مَنْ صَلَّى تُسُعَ لَيْلَةٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ عَشْرَ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٍ ، وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ .

وَ مَنْ صَلَّى ثُمُنَ لَيْلَةٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ أَجْرَ شَهِيدٍ صَابِرٍ صَادِقِ النِّيَّةِ ، وَ شُفِّعَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ .

وَ مَنْ صَلَّى سُبُعَ لَيْلَةٍ خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ يَوْمَ يُبْعَثُ وَ وَجْهُهُ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ حَتَّى يَمُرَّ عَلَى الصِّرَاطِ مَعَ الْآمِنِينَ .

وَ مَنْ صَلَّى سُدُسَ لَيْلَةٍ كُتِبَ فِي الْأَوَّابِينَ ، وَ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ .

وَ مَنْ صَلَّى خُمُسَ لَيْلَةٍ زَاحَمَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ فِي قُبَّتِهِ .

وَ مَنْ صَلَّى رُبُعَ لَيْلَةٍ كَانَ فِي أَوَّلِ الْفَائِزِينَ حَتَّى يَمُرَّ عَلَى الصِّرَاطِ كَالرِّيحِ الْعَاصِفِ ، وَ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ .

وَ مَنْ صَلَّى ثُلُثَ لَيْلَةٍ لَمْ يَبْقَ مَلَكٌ إِلَّا غَبَطَهُ بِمَنْزِلَتِهِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، وَ قِيلَ لَهُ ادْخُلْ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شِئْتَ .

وَ مَنْ صَلَّى نِصْفَ لَيْلَةٍ فَلَوْ أُعْطِيَ مِلْ‏ءَ الْأَرْضِ ذَهَباً سَبْعِينَ أَلْفَ مَرَّةٍ لَمْ يَعْدِلْ جَزَاءَهُ ، وَ كَانَ لَهُ بِذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِينَ رَقَبَةً يُعْتِقُهَا مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ .

وَ مَنْ صَلَّى ثُلُثَيْ لَيْلَةٍ كَانَ لَهُ مِنَ الْحَسَنَاتِ قَدْرُ رَمْلِ عَالِجٍ ، أَدْنَاهَا حَسَنَةٌ أَثْقَلُ مِنْ جَبَلِ أُحُدٍ عَشْرَ مَرَّاتٍ .

وَ مَنْ صَلَّى لَيْلَةً تَامَّةً تَالِياً لِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ رَاكِعاً وَ سَاجِداً وَ ذَاكِراً أُعْطِيَ مِنَ الثَّوَابِ مَا أَدْنَاهُ يَخْرُجُ مِنَ الذُّنُوبِ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ، وَ يُكْتَبُ لَهُ عَدَدُ مَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ الْحَسَنَاتِ وَ مِثْلَهَا دَرَجَاتٌ ، وَ يَثْبُتُ النُّورُ فِي قَبْرِهِ ، وَ يُنْزَعُ الْإِثْمُ وَ الْحَسَدُ مِنْ قَلْبِهِ ، وَ يُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَ يُعْطَى بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ ، وَ يُبْعَثُ مِنَ الْآمِنِينَ ، وَ يَقُولُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لِمَلَائِكَتِهِ : يَا مَلَائِكَتِي انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي أَحْيَا لَيْلَةً ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي ، أَسْكِنُوهُ الْفِرْدَوْسَ وَ لَهُ فِيهَا مِائَةُ أَلْفِ مَدِينَةٍ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ جَمِيعُ مَا تَشْتَهِي الْأَنْفُسُ وَ تَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَ لَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالٍ سِوَى مَا أَعْدَدْتُ لَهُ مِنَ الْكَرَامَةِ وَ الْمَزِيدِ وَ الْقُرْبَةِ " [19] .
من آثار صلاة الليل :

رَوَى أَنَسٌ عَنِ النَّبِيِّ ( صلى الله عليه و آله ) أَنَّهُ قَالَ : " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : إِنِّي لَأَهُمُّ بِأَهْلِ الْأَرْضِ عَذَاباً فَإِذَا نَظَرْتُ إِلَى عُمَّارِ بُيُوتِي وَ إِلَى الْمُتَهَجِّدِينَ وَ إِلَى الْمُتَحَابِّينَ فِي اللَّهِ وَ إِلَى الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ صَرَفْتُهُ عَنْهُمْ " [20] .
و عَنِ النَّبِيِّ ( صلى الله عليه و آله ) أنهُ قال : " عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ ، فَإِنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ ، وَ إِنَّ قِيَامَ اللَّيْلِ قُرْبَةٌ إِلَى اللَّهِ ، وَ تَكْفِيرُ السَّيِّئَاتِ ، وَ مَنْهَاةٌ عَنِ الْإِثْمِ ، وَ مَطْرَدَةُ الدَّاءِ عَنْ أَجْسَادِكُمْ " [21] .
و قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) : " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ أَعْلَاهَا الْحُلَلُ وَ مِنْ أَسْفَلِهَا خَيْلٌ بُلْقٌ مُسْرَجَةٌ مُلْجَمَةٌ ذَوَاتُ أَجْنِحَةٍ لَا تَرُوثُ وَ لَا تَبُولُ ، فَيَرْكَبُهَا أَوْلِيَاءُ اللَّهِ ، فَتَطِيرُ بِهِمْ فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءُوا ، فَيَقُولُ الَّذِينَ أَسْفَلُ مِنْهُمْ : يَا رَبَّنَا مَا بَلَغَ بِعِبَادِكَ هَذِهِ الْكَرَامَةَ ؟
فَيَقُولُ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ : إِنَّهُمْ كَانُوا يَقُومُونَ اللَّيْلَ وَ لَا يَنَامُونَ ، وَ يَصُومُونَ النَّهَارَ وَ لَا يَأْكُلُونَ ، وَ يُجَاهِدُونَ الْعَدُوَّ وَ لَا يَجْبُنُونَ ، وَ يَتَصَدَّقُونَ وَ لَا يَبْخَلُونَ " [22] .

وَ يُرْوَى : " أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا قَامَ يُصَلِّي ، أَصْبَحَ طَيِّبَ النَّفْسِ ، وَ إِذَا نَامَ حَتَّى يُصْبِحَ ، يُصْبِحُ ثَقِيلًا مُوصِماً " [23] .
وَ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى ( عليه السَّلام ) : " قُمْ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ اجْعَلْ قَبْرَكَ رَوْضَةً مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ " [24] .

و رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ : " صَلَاةُ اللَّيْلِ تُبَيِّضُ الْوَجْهَ ، وَ صَلَاةُ اللَّيْلِ تُطَيِّبُ الرِّيحَ ، وَ صَلَاةُ اللَّيْلِ تَجْلِبُ الرِّزْقَ " [25] .
وَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ : " صَلَاةُ اللَّيْلِ تُحَسِّنُ الْوَجْهَ ، وَ تُذْهِبُ الْهَمَّ ، وَ تَجْلُو الْبَصَرَ " [26] .

و جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) فَشَكَا إِلَيْهِ الْحَاجَةَ ، فَأَفْرَطَ فِي الشِّكَايَةِ حَتَّى كَادَ أَنْ يَشْكُوَ الْجُوعَ .
فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) : " يَا هَذَا ، أَ تُصَلِّي بِاللَّيْلِ " ؟
فَقَالَ الرَّجُلُ : نَعَمْ .
فَالْتَفَتَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ : " كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ وَ يَجُوعُ بِالنَّهَارِ ، إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى ضَمَّنَ صَلَاةَ اللَّيْلِ قُوتَ النَّهَارِ " [27] .

و رُوِيَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ أنهُ قَالَ : شَكَوْتُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ـ أي الإمام جعفر بن محمد الصَّادق ( عليه السَّلام ) ، سادس أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) . ـ ( عليه السَّلام ) الْحَاجَةَ ، وَ سَأَلْتُهُ أَنْ يُعَلِّمَنِي دُعَاءً فِي طَلَبِ الرِّزْقِ ، فَعَلَّمَنِي دُعَاءً مَا احْتَجْتُ مُنْذُ دَعَوْتُ بِهِ .
قَالَ : " قُلْ فِي دُبُر صَلَاةِ اللَّيْلِ وَ أَنْتَ سَاجِدٌ ، يَا خَيْرَ مَدْعُوٍّ ، وَ يَا خَيْرَ مَسْئُولٍ ، وَ يَا أَوْسَعَ مَنْ أَعْطَى ، وَ يَا خَيْرَ مُرْتَجًى ، ارْزُقْنِي ، وَ أَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ ، وَ سَبِّبْ لِي رِزْقاً مِنْ قِبَلِكَ ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ " [28] .

و رُوِيَ عَنْ الإمام عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ : " قِيَامُ اللَّيْلِ مَصَحَّةُ الْبَدَنِ ، وَ رِضَا الرَّبِّ ، وَ تَمَسُّكٌ بِأَخْلَاقِ النَّبِيِّينَ ، وَ تَعَرُّضٌ لِرَحْمَتِهِ " [29] .
و قال الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) : " عَلَيْكُمْ بِصَلَاةِ اللَّيْلِ فَإِنَّهَا سُنَّةُ نَبِيِّكُمْ ، وَ أَدَبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ ، وَ مَطْرَدَةُ الدَّاءِ عَنْ أَجْسَادِكُمْ " [30] .
التارك لصلاة الليل :

لا شك في أن ترك صلاة الليل من غير عذر يُعدُّ من الجفاء بحق هذه النافلة العظيمة ذات الآثار الطيبة الكثيرة ، و لقد ذمت الأحاديث الشريفة المتهاونين بصلاة الليل المتكاسلين عنها بكل قوة .
فقد رُوِيَ عَنْ الإمام عَلِيٍّ ( عليه السَّلام ) أَنَّهُ قَالَ : " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ طُولَ اللَّيْلِ كَالْجِيفَةِ الْمُلْقَاةِ ، وَ أَمَرَ بِالْقِيَامِ مِنَ اللَّيْلِ ، وَ التَّهَجُّدِ بِالصَّلَاةِ " [31] .

و عَنِ الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ : " كَانَ فِيمَا نَاجَى اللَّهُ بِهِ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ ( عليه السَّلام ) أَنْ قَالَ لَهُ :
يَا ابْنَ عِمْرَانَ : كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُحِبُّنِي فَإِذَا جَنَّهُ اللَّيْلُ نَامَ عَنِّي ، أَ لَيْسَ كُلُّ مُحِبٍّ يُحِبُّ خَلْوَةَ حَبِيبِهِ ، هَا أَنَا يَا ابْنَ عِمْرَانَ مُطَّلِعٌ عَلَى أَحِبَّائِي إِذَا جَنَّهُمُ اللَّيْلُ حَوَّلْتُ أَبْصَارَهُمْ فِي قُلُوبِهِمْ ، وَ مَثَّلْتُ عُقُوبَتِي بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ يُخَاطِبُونِّي عَنِ الْمُشَاهَدَةِ ، وَ يُكَلِّمُونِّي عَنِ الْحُضُورِ " [32] .
و رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) أنه قَالَ : " لَيْسَ مِنْ شِيعَتِنَا مَنْ لَمْ يُصَلِّ صَلَاةَ اللَّيْلِ " [33] .

قَالَ الشيخ الْمُفِيدُ ( رحمه الله ) في معنى هذا الحديث : يُرِيدُ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ شِيعَتِهِمُ الْمُخْلَصِينَ ، وَ لَيْسَ مِنْ شِيعَتِهِمْ أَيْضاً مَنْ لَمْ يَعْتَقِدْ فَضْلَ صَلَاةِ اللَّيْلِ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دمتم بحفظ الرحمن



 

F I R A S

ADMIN
إنضم
16 مايو 2012
المشاركات
7,375
مستوى التفاعل
6,008
النقاط
113
العمر
35
رد: ثواب صلاة الليل وآثارها وما على تاركها

جعل الله صلاتنا وقيمنا اجرا لنا يوم الحساب
و وقانا واياكم نار جهنم
شكرا على الموضوع يالغاليه
تحياتي الك
 

عراقي أنا

Well-Known Member
إنضم
7 أغسطس 2012
المشاركات
57
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
رد: ثواب صلاة الليل وآثارها وما على تاركها

شكرا على الطرح والمجهود الرائعين ..

تحيااااااتي

 
إنضم
22 يوليو 2012
المشاركات
1,168
مستوى التفاعل
4
النقاط
38
الإقامة
كوردستان العراق
رد: ثواب صلاة الليل وآثارها وما على تاركها

جَزاك الله خَيّرْ الجَزاءْ..
لطّرحكْ القَيم..
وجَعلهُ الله في مَوازيّن حسناتكْ..
دمتَ بـ طآعة الله..~
 

شاعرة العراق

Well-Known Member
إنضم
9 أغسطس 2012
المشاركات
476
مستوى التفاعل
2
النقاط
18
الإقامة
العراق الحبيب
رد: ثواب صلاة الليل وآثارها وما على تاركها

شكرا لكم اخي سوران عالمرور العطر
جعلنا الله (عز وجل) من المداومين على صلاة الليل
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )