’،
حسناً .. حسناً ..!
حَبيبَتي المُلهِمة .. و نبضتي البَلسمَة ،
يا من تشّكلَتْ على هيئة غُصِن ..
عزيزتي .. ايتها الوسيمة التي تضجرُ
مِن حظها العاثر و تَلعنه ربما ..
أكتبُ لكِ مِن جنوب البلاد ، حيث
رائحة الغيرةُ و الجمال تُحيطني بكِ ..
حيث ان نسيم جهاز التكييف بجانبي
الان يُريدُ الاستحواذ على مشاعري
لكن دون جدوى .. فهمسُ حُبكِ أشدّ
و أحرّ ..
أنا الان بِحاجة الى الاختفاء بين
نبضاتكِ دون أيّ وقت مضى ..
حيث لا شيء سوى اللا شيء ..
استيقظتُ منذُ فترة ليستْ بالطويلة
و رغم انكِ بجانبي طوال الوقت
إلاّ أنني أشتقتُ اليكِ حقاً .. و لم
أجد سوى كوب من القهوة يُسعفني ..
تظاهرتُ معكِ بأنني أمسكُ سيجارًا
من النوع الباهض - الا أنني اقلعتُ
عن التدخين منذُ ان أصبحتُ أتعطر
بعطركِ ..
أخبرتُ أمي التي نامت منذُ فترة
طويلة إلّا انها لا تزال تنادي بأسمي
الملهم في ارجاء منزلنا الصغير ،
حتى و هيّ نائمة فأن لها صوتاً
يأتيني من تِلك النجمة التي تُقابل
سَطح بيتنا لتحرسه ربما ..
أخبرتُها بأن جُدران مَنزلِكُم
محظوظة لأنها تراكِ في كُل وقتْ،
أخبرتها بأنني لا أستطيع تحمّل
نظرات الجيران اليكِ ،
أخبرتُها بأن الله قد خلق الكون
في خمسةِ أيام و انتِ وحدكِ
كُنتِ اليوم السادس من فصل الجمال ..
لكن أمي لم تُجبني و لن تُجبني ..
نظرتُ عندها الى السماء فقط
و شعرتُ بتلك الابتسامة التي احاطتني
و كأن أمي قد أسعدها ذلك
الحديث الذي كانت تفاصيله عنكِ ..
عزيزةُ قلبي ..
لا شيء قادر على التقاطي من عُزلتي
سوى وجهكِ أو صوتُكِ او رائحةُ عِطرُكِ ..
خلالَ هذه الاثناء من عزلتي
تركني الجميع لأنني أبدو شخصاً
بائساً و غير مُهتم بالعلاقات الاجتماعية ،
التي تُبعدهُ عن ذاته ..
هل من اللا بأس أن اتحدث عنكِ فقط ؟
مُلهِمَتي ..
لا اعلم حقاً ماهية هذا الشعور الذي
يُخالجني معكِ بالضبط ،
لكن ما اعلمه و قلبي مُتيقن منه
أن الكتابة عنكِ تجعلني أتنفس ..
//
" مُلهِمةُ الذات "
النص المفقود من رسائلي
الى تلك المُلهِمة ..
الثالث و العشرون من ايلول
عشرون - واحد و عشرون
قطاف من دوحة الجمال للباذخ ملهم
رائعة متفردة بالحسن تلك المقطوعة
لقلبك ..
