العـ عقيل ـراقي
أنا الليلُ
واهم هذا المتسربلِ في الليل
يظن دربه خالٍ والنجوم له دليل
في زحمة الافكار تتيهُ الاوهام
وبقى خيط أملٍ وإن كان ضئيل
قالوا رأيناك تغض فؤادك عنها
قلتُ من يشري له حلما ثقيل
أنا في قلبي حكاية اشتياق
وفي كفي حمامة تأن الهديل
الحب ياذا ليس فلسفةٍ عمياء
الحب أوزان كوناً ودرب طويل
مدرسةً طالبها عاشق بالفطرة
ومن لايفهم الحب فهو دخيل
لا أرسم في مشكاتي ناراً
و أرزمُ من الورد للحب اكليل
تعلمت فن الغرمِ ونشأت به
مذ كنت صبياً أراه إلي يميل
موعد الاول..
أزررتُ قميصي المنشى بالبخور
وبماء الوردِ عطرتُ حلمي الجميل
مسحت حذائي من غبرة الايام
وكان الكون حينها بدونها هزيل
صففتُ شعري وتهيأت لالقاها
كانت الشمس زاحفة للرحيل
حين لمحتها اهتز لها الفلب
ظننت ان الحزن عني سيميل
اقتربت اقتربت اقتربت متُ
نعم متُ بها والشفاه تسيل
قلتُ أأنتِ من واعدتُ حقاً
قالت أنا من أنتظرتك خليل
سرقت كفها بكفي ومشينا
فكان الدفء لدفء دفئاً سليل
لمحنا من بعيد شجرةً مزوية
اخذنا نسرع الخطى بلا تأويل
ارتمينا خلف الشجرة عناقا
وخضنا حروب قديمة الصهيل
ارتعشت نهديها بوجهي مراراً
وخفت اوقظ سمانتيها بهذا الليل
ارجعتني فوق نجيع صدرها الفاتن
فقمت أتلو صبر مراهقةً بعويل
عرفت ما مضى دونها كان وهماً
و حين رجعنا قالت لا تترك دليل
العـ عقيل ـراقي