رد: حياتي وذكرياتي ’, قصصي وحكاياتي ’, هنـــاأإ
الحائِطُ رغـمَ توَجُّعِهِ يتحَمّلُ طَعنَ المِسمار
والغُصنُ بِرَغمِ طراوَتِهِ يحمِلُ أعشاشَ الأطيار
والقبرُ برغمِ قباحَتِهِ يرضى بنموِّ الأزهار
وأنا مِسماري مِزمار وأنا منفايَ هوَ الدّار
وأنا أزهاري أشعار
فلِماذا الحائِطُ يطعَنُني ؟
والغُصنُ المُتَخَفّفُ منّي يستثقِلُني ؟
ولِماذا جَنّةُ أزهاري يحمِلُها القبرُ إلى النّار ؟
أسألُ قلبي : ما هـوَ ذنبي ؟
ما ليَ وحدي إذ أنثُرُ بذرَ الحُريّةِ
لا أحظى من بعدِ بِذا ري إلاّ بنموِّ الأسوار ؟!
يهتِفُ قلبي : ذنبُكَ أنّكَ عُصفورٌ يُرسِلُ زقزَقَةً
لتُقَدَّمَ في حفلَةِ زار !
ذنبُكَ أنّكَ موسيقيٌّ يكتُبُ ألحاناً آسِرةً ليُغنيها عنهُ حِمار !
ذنبُكَ أنّكَ ما أذنَبتَ وعارُكَ أنّكَ ضِـدَّ العار !
في طوفانِ الشّرفِ العاهِرِ والمجدِ العالي المُنهار
أحضُـنُ ذنبي بِيدَي قلبي وأُقبّلُ عاري مُغتَبِطاً لوقوفي ضِدَّ التّيار
أصرُخُ : يا تيّارُ تقدّم لن أهتَزَّ ،ولن أنهار
بل سَتُضارُ بيَ الاوضـار
يا تيّارُ تقدّم ضِدّي لستُ لوَحدي فأنا .. عِندي !
أنَا قبلي أقبلتُ بوعدي وسأبقى أبعَدَ مِن بعدي
ما دمـتُ جميـعَ الأحـرار .. !
احمد_مطر