قوّة القلب في ظلّ الدعاء والمناجاة
~~~~~~~~~~~~~~~
إنّ بعض أدعية الإمام الحسين عليه السلام أيضاً هو عرضٌ لحاجة الإمام عليه السلام إلى الله. يحتاج الإنسان في كلّ الحالات لأن يدعو الله ويتكلّم معه. والحديث مع الله يهب القلبَ قوّة، ويطرد الضعف والوهن. احتاج الإمام الحسين عليه السلام في تلك الظروف الصعبة إلى الحديث مع الله، فتحدّث معه، دعاه وناجاه واستمدّ منه قوّة القلب. وهذا موجود في كلّ الأحوال. الدعاء أيضاً سلوى للآخرين، لم يكن دعاء الإمام عليه السلام سلوًىْ له فقط، بل كان سلوًىْ للمحيطين به ولأصحابه. كان الموقف صعباً، كان عليه أن يواسي الآخرين، وقد حدث هذا الأمر من خلال دعاء الإمام عليه السلام إلى جانب الكلمات والخطابات والنقاط الأخرى.
كان للإمام الحسين عليه السلام صباح يوم عاشوراء دعاءٌ، عندما اصطفّ بحرٌ من الجيوش في مواجهة الإمام عليه السلام، وهو يقف مع عدد ربّما لم يكن آنذاك يتجاوز الـ 50 أو الـ 60 نفراً من أصحابه، جرى على لسانه هذا الدعاء: "اللهمّ أنت ثقتي في كلّ كرب ورجائي في كلّ شدّة وأنت وليّي في كلّ أمر نزل بي ثقةً وعدّةً"