Noor Aldeen
:: القلم المميز ::
هذه قصيدة الأطلال كاملة للشاعر الطبيب إبراهيم ناجي
قد لا يعرف الناس منها إلا ما غنته كوكب الشرق السيدة أم كلثوم بينما هى أضعاف ما غنته أم كلثوم
وما أخذ وغني منها ليسأجمل مما تُرِك
والقصيدة تجسد معاناة شاعر فارق محبوبته
فى ألفاظ جاءت غاية في العذوبةوالسلاسة.
وينبغي ملاحظة أن أبيات : هل رأى الحب سكارى ..
وبعدها ثلاثة أو أربعة أبيات أخر هي من قصيدة أخرى لإبراهيم
ناجي أدمجتها أم كلثوم في أغنية الأطلال ، فظن كثير من الناس أنها من الأطلال.
وتقع الأطلال في مائة وثلاثين بيتاً
أرجو الاستمتاع بما فيها،مع ملاحظة أن كل أربعة أبيات فيها بقافية واحدة. وأن العناوين الفرعية داخل القصيدة من وضعى .
الأطلال كاملة
إبراهيم ناجى
1
يـا فُؤَادِي رَحِمَ اللّهُ الهَوَى
كَانَ صَرْحاً مِنْ خَيَالٍ فَهَوَى
اِسْقِني واشْرَبْ عَلَى أَطْلاَلِهِ
وارْوِ عَنِّي طَالَمَا الدَّمْعُ رَوَى
كَيْفَ ذَاكَ الحُبُّ أَمْسَى خَبَراً
وَحَدِيْثاً مِنْ أَحَادِيْثِ الجَوَى
وَبِسَــاطاً مِنْ نَدَامَى حُلُمٍ
هم تَوَارَوا أَبَداً وَهُوَ انْطَوَى
**
يَا رِيَاحاً لَيْسَ يَهْدا عَصْفُهَا
نَضَبَ الزَّيْتُ وَمِصْبَاحِي انْطَفَا
وَأَنَا أَقْتَاتُ مِنْ وَهْمٍ عَفَا
وَأَفِي العُمْرَ لِنِاسٍ مَا وَفَى
كَمْ تَقَلَّبْتُ عَلَى خَنْجَرِهِ
لاَ الهَوَى مَالَ وَلاَ الجَفْنُ غَفَا
وَإذا القَلْبُ عَلَى غُفْرانِهِ
كُلَّمَا غَارَ بَهِ النَّصْلُ عَفَا
**
يَا غَرَاماً كَانَ مِنّي في دّمي
قَدَراً كَالمَوْتِ أَوْ فَى طَعْمِهُ
مَا قَضَيْنَا سَاعَةً في عُرْسِهِ
وقَضَيْنَا العُمْرَ في مَأْتَمِهِ
مَا انْتِزَاعي دَمْعَةً مِنْ عَيْنِهِ
وَاغْتِصَابي بَسْمَةً مِنْ فَمِهِ
لَيْتَ شِعْري أَيْنَ مِنْهُ مَهْرَبي
أَيْنَ يَمْضي هَارِبٌ مِنْ دَمِهِ
**
لَسْتُ أَنْسَاكِ وَقَدْ أَغْرَيْتِني
بِفَمٍ عَذْبِ المُنَادَاةِ رَقِيْقْ
وَيَدٍ تَمْتَدُّ نَحْوي كَيَدٍ
مِنْ خِلاَلِ المَوْجِ مُدَّتْ لِغَرِيْقْ
آهِ يَا قِيْلَةَ أَقْدَامي إِذَا
شَكَتِ الأَقْدَامُ أَشْوَاكَ الطَّرِيْقْ
وبريقٍ يَظْمَاُ السَّاري لَهُ
أَيْنَ في عَيْنَيْكِ ذَيَّاكَ البَرِيْقْ
**
لَسْتُ أَنْسَاكِ وَقَدْ أَغْرَيْتِني
بِالذُّرَى الشُّمِّ فَأَدْمَنْتُ الطُّمُوحْ
أَنْتِ رُوحٌ في سَمَائي وَأنَا
لَكِ أَعْلُو فَكَأَنّي مَحْضُ رُوحْ
يَا لَهَا مِنْ قِمَمٍ كُنَّا بِهَا
نَتَلاَقَى وَبِسِرَّيْنَا نَبُوحْ
نَسْتَشِفُّ الغَيْبَ مِنْ أَبْرَاجِهَا
وَنَرَى النَّاسَ ظِلاَلاً في السُفُوحْ
**
أَنْتِ حُسْنٌ في ضُحَاهُ لُمْ يَزَلْ
وَاَنَا عِنْدِيَ أَحْزَانُ الطَّفَلْ
وَبَقَايَا الظِّلِّ مِنْ رَكْبٍ رَحَلْ
وَخُيُوطُ النُّورِ مِنْ نَجْمٍ أَفَلْ
أَلْمَحُ الدُّنْيَا بِعَيْنيْ سَئِمٍ
وَأَرَى حَوُلِيَ أَشْبَاحَ المَلَلْ
رَاقِصاتٍ فَوْقَ أَشْلاْءِ الهَوَى
مُعْوِلَاتٍ فَوْقَ أَجْدَاثِ الأَمَلْ
**
ذَهَبَ العُمْرُهَبَاءً فَاذْهَبي
لَمْ يَكُنْ وَعْدُكِ إلاَ شَبَحَا
صَفْحَةً قَدْ ذَهَبَ الدَّهْرُ بِهَا
أَثْبَتَ الحُبَّ عَلَيْهَا وَمَحَا
اُنْظُري ضِحْكِي وَرَقْصي فَرِحاً
وَأَنَاأَحْمِلُ قَلْباً ذُبِحَا
وَيَرَاني النَّاسُ رُوحَاً طَائِراً
وَالجَوَى يَطْحَنُنِي طَحْنَ الرَّحَى
**
كُنْتِ تِمْثَالَ خَيَالي فَهَوَى
والمَقَادِيْرُ أَرَادَتْ لاَ يَدِي
وَيْحَهَا لَمْ تَدْرِ مَاذا حَطَّمَتْ
حَطَّمَتْ تَاجي وَهَدَّتْ مَعْبَدِي
يَا حَيَاةَ اليَائِسِ المُنْفَرِدِ
يَا يَبَاباً مَا بِهِ مِنْ أَحَدِ
يَا قَفَاراً لافِحَاتٍ مَا بِهَا
مِنْ نَجِيٍّ ، يَا سُكُونَ الأَبَد
**
أَيْنَ مِنْ عَيْني حَبِيبٌ سَاحِرٌ
فِيْهِ نُبْلٌ وَجَلاَلٌ وَحَيَاءْ
وَاثِقُ الخُطْوَةِ يَمْشي مَلِكاً
ظَالِمُ الحُسْنِ شَهِيُّ الكِبْرِيَاءْ
عَبِقُ السِّحْرِ كَأَنْفَاسِ الرُّبَى
سَاهِمُ الطَّرْفِ كَأَحْلاَمِ المَسَاءْ
مُشْرِقُ الطَّلْعَةِ في مَنْطِقِهِ
لُغَةُ النُّورِ وَتَعْبِيْرُ السَّمَاءْ
**
أَيْنَ مِنّي مَجْلِسٌ أَنْتَ بِهِ
فِتْنَةٌ تَمَّتْ سَنَاءٌ وَسَنَى
وَأَنَا حُبٌّ وَقَلْبٌ هَائِمٌ
وَخَيَالٌ حَائِرٌ مِنْكَ دَنَا
وَمِنَ الشَّوْقِ رَسُولٌ بَيْنَنَا
وَنَدِيْمٌ قَدَّمَ الكَأْسَ لَنَا
وَسَقَانَا فَانْتَفَضْنَا لَحْظَةً
لِغُبَارٍ آدَمِيٍّ مَسَّنَا
قد لا يعرف الناس منها إلا ما غنته كوكب الشرق السيدة أم كلثوم بينما هى أضعاف ما غنته أم كلثوم
وما أخذ وغني منها ليسأجمل مما تُرِك
والقصيدة تجسد معاناة شاعر فارق محبوبته
فى ألفاظ جاءت غاية في العذوبةوالسلاسة.
وينبغي ملاحظة أن أبيات : هل رأى الحب سكارى ..
وبعدها ثلاثة أو أربعة أبيات أخر هي من قصيدة أخرى لإبراهيم
ناجي أدمجتها أم كلثوم في أغنية الأطلال ، فظن كثير من الناس أنها من الأطلال.
وتقع الأطلال في مائة وثلاثين بيتاً
أرجو الاستمتاع بما فيها،مع ملاحظة أن كل أربعة أبيات فيها بقافية واحدة. وأن العناوين الفرعية داخل القصيدة من وضعى .
الأطلال كاملة
إبراهيم ناجى
1
يـا فُؤَادِي رَحِمَ اللّهُ الهَوَى
كَانَ صَرْحاً مِنْ خَيَالٍ فَهَوَى
اِسْقِني واشْرَبْ عَلَى أَطْلاَلِهِ
وارْوِ عَنِّي طَالَمَا الدَّمْعُ رَوَى
كَيْفَ ذَاكَ الحُبُّ أَمْسَى خَبَراً
وَحَدِيْثاً مِنْ أَحَادِيْثِ الجَوَى
وَبِسَــاطاً مِنْ نَدَامَى حُلُمٍ
هم تَوَارَوا أَبَداً وَهُوَ انْطَوَى
**
يَا رِيَاحاً لَيْسَ يَهْدا عَصْفُهَا
نَضَبَ الزَّيْتُ وَمِصْبَاحِي انْطَفَا
وَأَنَا أَقْتَاتُ مِنْ وَهْمٍ عَفَا
وَأَفِي العُمْرَ لِنِاسٍ مَا وَفَى
كَمْ تَقَلَّبْتُ عَلَى خَنْجَرِهِ
لاَ الهَوَى مَالَ وَلاَ الجَفْنُ غَفَا
وَإذا القَلْبُ عَلَى غُفْرانِهِ
كُلَّمَا غَارَ بَهِ النَّصْلُ عَفَا
**
يَا غَرَاماً كَانَ مِنّي في دّمي
قَدَراً كَالمَوْتِ أَوْ فَى طَعْمِهُ
مَا قَضَيْنَا سَاعَةً في عُرْسِهِ
وقَضَيْنَا العُمْرَ في مَأْتَمِهِ
مَا انْتِزَاعي دَمْعَةً مِنْ عَيْنِهِ
وَاغْتِصَابي بَسْمَةً مِنْ فَمِهِ
لَيْتَ شِعْري أَيْنَ مِنْهُ مَهْرَبي
أَيْنَ يَمْضي هَارِبٌ مِنْ دَمِهِ
**
لَسْتُ أَنْسَاكِ وَقَدْ أَغْرَيْتِني
بِفَمٍ عَذْبِ المُنَادَاةِ رَقِيْقْ
وَيَدٍ تَمْتَدُّ نَحْوي كَيَدٍ
مِنْ خِلاَلِ المَوْجِ مُدَّتْ لِغَرِيْقْ
آهِ يَا قِيْلَةَ أَقْدَامي إِذَا
شَكَتِ الأَقْدَامُ أَشْوَاكَ الطَّرِيْقْ
وبريقٍ يَظْمَاُ السَّاري لَهُ
أَيْنَ في عَيْنَيْكِ ذَيَّاكَ البَرِيْقْ
**
لَسْتُ أَنْسَاكِ وَقَدْ أَغْرَيْتِني
بِالذُّرَى الشُّمِّ فَأَدْمَنْتُ الطُّمُوحْ
أَنْتِ رُوحٌ في سَمَائي وَأنَا
لَكِ أَعْلُو فَكَأَنّي مَحْضُ رُوحْ
يَا لَهَا مِنْ قِمَمٍ كُنَّا بِهَا
نَتَلاَقَى وَبِسِرَّيْنَا نَبُوحْ
نَسْتَشِفُّ الغَيْبَ مِنْ أَبْرَاجِهَا
وَنَرَى النَّاسَ ظِلاَلاً في السُفُوحْ
**
أَنْتِ حُسْنٌ في ضُحَاهُ لُمْ يَزَلْ
وَاَنَا عِنْدِيَ أَحْزَانُ الطَّفَلْ
وَبَقَايَا الظِّلِّ مِنْ رَكْبٍ رَحَلْ
وَخُيُوطُ النُّورِ مِنْ نَجْمٍ أَفَلْ
أَلْمَحُ الدُّنْيَا بِعَيْنيْ سَئِمٍ
وَأَرَى حَوُلِيَ أَشْبَاحَ المَلَلْ
رَاقِصاتٍ فَوْقَ أَشْلاْءِ الهَوَى
مُعْوِلَاتٍ فَوْقَ أَجْدَاثِ الأَمَلْ
**
ذَهَبَ العُمْرُهَبَاءً فَاذْهَبي
لَمْ يَكُنْ وَعْدُكِ إلاَ شَبَحَا
صَفْحَةً قَدْ ذَهَبَ الدَّهْرُ بِهَا
أَثْبَتَ الحُبَّ عَلَيْهَا وَمَحَا
اُنْظُري ضِحْكِي وَرَقْصي فَرِحاً
وَأَنَاأَحْمِلُ قَلْباً ذُبِحَا
وَيَرَاني النَّاسُ رُوحَاً طَائِراً
وَالجَوَى يَطْحَنُنِي طَحْنَ الرَّحَى
**
كُنْتِ تِمْثَالَ خَيَالي فَهَوَى
والمَقَادِيْرُ أَرَادَتْ لاَ يَدِي
وَيْحَهَا لَمْ تَدْرِ مَاذا حَطَّمَتْ
حَطَّمَتْ تَاجي وَهَدَّتْ مَعْبَدِي
يَا حَيَاةَ اليَائِسِ المُنْفَرِدِ
يَا يَبَاباً مَا بِهِ مِنْ أَحَدِ
يَا قَفَاراً لافِحَاتٍ مَا بِهَا
مِنْ نَجِيٍّ ، يَا سُكُونَ الأَبَد
**
أَيْنَ مِنْ عَيْني حَبِيبٌ سَاحِرٌ
فِيْهِ نُبْلٌ وَجَلاَلٌ وَحَيَاءْ
وَاثِقُ الخُطْوَةِ يَمْشي مَلِكاً
ظَالِمُ الحُسْنِ شَهِيُّ الكِبْرِيَاءْ
عَبِقُ السِّحْرِ كَأَنْفَاسِ الرُّبَى
سَاهِمُ الطَّرْفِ كَأَحْلاَمِ المَسَاءْ
مُشْرِقُ الطَّلْعَةِ في مَنْطِقِهِ
لُغَةُ النُّورِ وَتَعْبِيْرُ السَّمَاءْ
**
أَيْنَ مِنّي مَجْلِسٌ أَنْتَ بِهِ
فِتْنَةٌ تَمَّتْ سَنَاءٌ وَسَنَى
وَأَنَا حُبٌّ وَقَلْبٌ هَائِمٌ
وَخَيَالٌ حَائِرٌ مِنْكَ دَنَا
وَمِنَ الشَّوْقِ رَسُولٌ بَيْنَنَا
وَنَدِيْمٌ قَدَّمَ الكَأْسَ لَنَا
وَسَقَانَا فَانْتَفَضْنَا لَحْظَةً
لِغُبَارٍ آدَمِيٍّ مَسَّنَا