ناطق العبيدي
Well-Known Member
- إنضم
- 16 نوفمبر 2013
- المشاركات
- 5,222
- مستوى التفاعل
- 1,672
- النقاط
- 113
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الكاتب جميل ابراهيم حبيب
بحث وتقديم ناطق ابراهيم العبيدي
جعفر أبو شجة موسى بن إبراهيم
مِن ابناء الامام موسى بن جعفر (عليه السلام): جعفر ابو شجة موسى بن ابراهيم.. كان متعبدا صالحا ورعا فاضلا راويا للحديث.. قال مؤلف غاية الاختصار: (توفي ابو شجة ببغداد وقبره مجاور لأبيه وجده (عليهم السلام) فحصتُ عن قبره فدللت عليه واذا موضعه في دهليز حجرة صغيرة ملك مبارك الجوهر الهندي) وقال، وابوه ابراهيم المرتضى كان سيدا اميرا جليلا عالما فاضلا روى الحديث عن ابائه (عليهم السلام) مضى الى اليمين وتغلب عليها في ايام ابي السرايا، ويقال انه ظهر داعيا الى اخيه الامام الرضا (عليه السلام) فبلغ المامون ذلك فشفعه فيه وتركه.. توفي في بغداد وقبره بمقابر قريش عند ابيه (عليهم السلام) في تربة مفردة معروفة (قدس الله روحه ونور ضريحه). والظاهر ان لقب ابراهيم (المرتضى) التبس باسم الشريف المرتضى علم الهدى علي بن الحسين اخي الشريف الرضي المدفونين في حائر كربلاء عند جدهما الامام الحسين بن علي (عليهما السلام) فظن بعضهم ان قبر ابراهيم هو قبر المرتضى علم الهدى او قبر ابن المرتضى الاتي ذكره.. فيما بعد.
عبد الله بن الحسن العلوي بن علي
من اكارم اهل البيت، ومدفنه ببغداد، ترجم له الشيخ عيسى صفاء الدين البندجيني في كتابه "جامع الانوار في مناقب الاخيار او تراجم الوجوه والاعيان المدفونين في بغداد وما جاورها من البلاد" فقال: ومنهم (اي الاعيان المدفونين ببغداد): عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي (رضي الله عنه).. هو: عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي رضي الله عنهم اجمعين، وامه فاطمة بنت الحسين بن علي، ويكنى ابا محمد، كان من السادات الاكارم، وعظماء بني هاشم، روى عن ابراهيم بن محمد وابي بكر بن حزم، وروى عنه الامام مالك بن أنس وعبد العزيز بن محمد الداودي.. سُعي به عند المنصور الخليفة فحبسه في الكوفة، وقيل في بغداد، وتوفي في حبسه سنة (145هـ) خمس واربعين ومائة، قال المؤلف: وعلى القول بأن مدفنه في بغداد، فمرقده هو المرقد الشهير بمرقد الامام عبد الله قرب دار الامارة والله اعلم. وعلى هذا تتبين جلالة هذه الشخصية الهاشمية في نقل الحديث النبوي الشريف سواء عن ابائه او عن غيرهم من الرواة، بأمانة، الى درجة ان الامام مالك واخرين كانوا يعتمدون على روايته الامينة، وكان هذا السيد الهاشمي الكريم مضرب المثال في العبادة والزهد والعلم الواسع والحلم والصبر والتقوى والسعي في نشر الفضائل بين الناس، وكان من كبار اعلام بني هاشم في زمانه، ومن اكابر الناس قدرا وفضلا وحسبا ونسبا وعلما ومعرفة ومنزلة، جمع بين اطراف المجد من جميع جوانبه اما وابا، ولقرابته من رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم).. وما احلى ما قيل:
اولئــــك ابائي فجئني بمثلهم
اذا ما جمعتنا يا جرير المجامـع
الإمامان ابراهيم واسماعيل ابنا الامام الكاظم (عليهم السلام). ورد في كتاب جامع الانوار: ومنهم ابراهيم واسماعيل ابنا موسى الكاظم (عليه السلام)، قال المؤلف: كان كل منهما كوكب سماء السيادة، وبدور افق للشرف والسعادة، وكفاهما شرفا وفضلا، كونهما للبيت النبوي اهلا.. واتفق اهل العراق انهم دفنا في فناء مشهد والدهما، بينه وبين مشهد الامام يوسف والله اعلم. ويذكر ان للامام موسى الكاظم (عليه السلام) ابنان هما ابراهيم الاكبر ظهر باليمن ايام ابي السرايا ولم يعقب، والاخر ابراهيم المرتضى (ذكره) صاحب عمدة الطالب وقال: ان العقب منه ولم يذكر مكان وفاته. وايا يكون الحال، فورود خبر دفن بعض اولاد الكاظم (عليهم السلام) ببغداد وكما ورد في كتاب "جامع الانوار"، لا يمكن نفيه ما دام اهل العراق قد اتفقوا على ذلك عبر العصور وبالتواتر، لا سيما وان العلاقة بين اولاد الكاظم واحفاده كانت على اتصال مستمر في الانتقال الى بغداد او الاستقرار فيها، مما يدفعنا بالتأكيد على حقيقة استحباذ اولاد الكاظم او احفاده بتفضيل الزمن ببغداد سواء بالقرب من مرقد الامام الكاظم (عليه السلام) او مناطق اخرى من بغداد كما شاء الله تعالى. وقد افادنا الرحال الشيخ مصطفى بن كمال الدين الصديقي (ت1748م) بوجود ضريح للسيد ابراهيم نجل الامام الكاظم اثناء رحلته الى العراق ومروره ببغداد بقوله "وسرنا.. لزيارة سيدي ابراهيم نجل الكاظم الرباني... الخ".
زبيدة
دفنت في مقبرة قريش والتي سميت فيما بعد بمقبرة الكاظمية وقد ضاعت ملامح هذا القبر، فيما بعد من خلال التغيرات التاريخية المتعاقبة وهي زوجة الخليفة هارون الرشيد وام الامين، واحدى شهيرات سيدات البلاط العباسي.. ويروي المؤرخون ان زبيدة زوجة هارون الرشيد وابنها الخليفة الأمين دفنا في مقبرة قريش. التي كانت تسمى (كما اشرنا) بمقبرة الشوينزي الصغير لتمييزها عن مقبرة الشونيزي الكبير التي دفن فيها فيما بعد عدد من كبار الشخصيات العلمية والدينية والمتصوفة امثال الشيخ جنيد البغدادي وغيره، والشونزي نوع من النبات الطبيعي (البري) الذي كان ينمو هناك بكثرة فسميت المنطقة ومن ثم المقبرة باسمها.. وقد صادفت وفاة السيد زبيدة سنة (216هـ) الموافق سنة (831م) والتي دفنت كما المحنا في مقابر قريش (مشهد الكاظميين الحالي). عاشت السيدة زبيدة بنت جعفر بن المنصور العباسية الهاشمية بين ارجاء قصر الخلد، وتزوجت من ابن عمها هارون الرشيد وانجبت له الامين الخليفة الهاشمي الوحيد من بني العباس، وكانت مثقفة واعية ويروى انها كانت شاعرة.. ولها مراسلات شعرية مع زوجها كما يروي التاريخ.. ارسلت للخليفة المأمون رسالة بعد مقتل ابنها الامين (تدل على رقي كعبها ومقامها في السياسة والكياسة والادب والشعر) جاء فيها: "اهنئك بخلافة قد هنأت بها نفسي عنك قبل ان اراك.. ولئن كنت قد فقدت ابنا خليفة.. فقد عوضت عنه ابنا خليفة لم الده.. وما خسر من استعاض الملك مثلك.. ولا ثكلتك ام ملأت يدها منكك.. وانا اسأل الله اجرا على ما اخذ وامتاع بما عوض" ثم انشدت تقول:
لخير امام قام من خير عنصــــر
وافضل راق فوق اعواد منيـــــر
ووارث علم الاولين وفخرهــــــم
وللملك المأمون من ام جعفـــــر
كتبت وعيني تستهل دموعهــــا
اليك ابن عمي مع جفوني ومحجري
اصبت بادنى الناس منك قرابــــة
ومخن زال عن كبدي فقل تصبـري
وقيل ان لزبيدة اعمالا في الاحسان، اذ انها كانت عالمة بحق ربها واهوال اخرتها فعملت لها بقدر ما خافت (واستطاعت).. اذ يروى انها كانت فقيهة عابدة، وكان لها مائة جارية كلهن يحفظن القرآن.. وكان يسمع لهن دويّ كدوي النحل.. وقد جعلت زبيدة لكل منهن وردا يوميا بقراءة عُشر القرآن. لقد كانت لزبيدة قسطا وافرة من الهيبة والكلمة المسموعة في الدولة العباسية، فسخرت تلك المكانة لاعمال الخير والبر واسبغت عليها من الانفاق ما سابقت به اكابر الرجال.. يروى انها حجت ذات مرة الى بيت الله الحرام ولمست وهي في ابهة موكبها ما يلاقيه الحجاج واهل مكة من المشاق (والصعاب) في الحصول على ماء الشرب.. (فتألمت لهذه الحالة)، فدعت خازن مالها وامرته ان يدعو المهندسين والعمال من انحاء البلاد، وقالت له: اعمل ولو كلفتك ضربة الفاس دينارا.. (وحالما انتشر خبر طلبها)، حتى وفد على مكة اكفأ المهندسين والعمال (من انحاء البلاد)، ووصلوا بين منابع الماء من حنين حتى مكة بمسيرة عشرة كيلو مترات حتى فاض الماء ليحمل معه اسم زبيدة في صدقة جارية تجاوز عمرها الان مئات السنين.. يحمل الخير لحجاج بيت الله الحرام والحسنات الدائمة لزبيدة صاحبة هذا المشروع العظيم الذي بلغت نفقاته في تقدير ذلك العصر مليونا وسبعمائة الف دينار.. (وهو مبلغ ضخم انذاك).. كما امرت بتمهيد الطريق الذي يصل بين العراق ومكة وحفرت له الابار وشيدت له المنازل والدور بما يعرف باسم (درب زبيدة) وقد وصلت نفقاتها في تلك الحجة أربع وخمسين مليون درهم. ولا تزال ذكرى عين زبيدة ودرب زبيدة وحسنات وصدقات زبيدة حية في ذاكرة التاريخ وستبقى كذلك. وكانت زبيدة تحب مدينة بغداد، وقد توفيت بها سنة (216هـ/831م) ودفنت بمقابر قريش (مقابر الكاظمية)، على عكس ما تنقله العامة من انها مدفونة قرب الصوفي الجليل معروف الكرخي، حيث ان المدفونة بجوار تربة معروف الكرخي هي السيدة زمرد خاتون الواقعة في الجانب الغربي من بغداد.. وقد توفيت سنة (599هـ/1202م) وان قبرها ذا القبة المعروفة اليوم بقبة الست زبيدة قائم حتى اليوم عند مقبرة الشيخ معروف الذي اشرنا اليها، بينما قبر الست زبيدة قد اصابها الاندراس، ولم يبق له اثر نتيجة الظروف والتقلبات التاريخية ولاسباب اخرى، ولعل اهمها احتلال المغول لبغداد الذين تعمدوا على طمس قبور كثير من رجال ونساء بني هاشم بما فيهم بني العباس.
مِن ابناء الامام موسى بن جعفر (عليه السلام): جعفر ابو شجة موسى بن ابراهيم.. كان متعبدا صالحا ورعا فاضلا راويا للحديث.. قال مؤلف غاية الاختصار: (توفي ابو شجة ببغداد وقبره مجاور لأبيه وجده (عليهم السلام) فحصتُ عن قبره فدللت عليه واذا موضعه في دهليز حجرة صغيرة ملك مبارك الجوهر الهندي) وقال، وابوه ابراهيم المرتضى كان سيدا اميرا جليلا عالما فاضلا روى الحديث عن ابائه (عليهم السلام) مضى الى اليمين وتغلب عليها في ايام ابي السرايا، ويقال انه ظهر داعيا الى اخيه الامام الرضا (عليه السلام) فبلغ المامون ذلك فشفعه فيه وتركه.. توفي في بغداد وقبره بمقابر قريش عند ابيه (عليهم السلام) في تربة مفردة معروفة (قدس الله روحه ونور ضريحه). والظاهر ان لقب ابراهيم (المرتضى) التبس باسم الشريف المرتضى علم الهدى علي بن الحسين اخي الشريف الرضي المدفونين في حائر كربلاء عند جدهما الامام الحسين بن علي (عليهما السلام) فظن بعضهم ان قبر ابراهيم هو قبر المرتضى علم الهدى او قبر ابن المرتضى الاتي ذكره.. فيما بعد.
عبد الله بن الحسن العلوي بن علي
من اكارم اهل البيت، ومدفنه ببغداد، ترجم له الشيخ عيسى صفاء الدين البندجيني في كتابه "جامع الانوار في مناقب الاخيار او تراجم الوجوه والاعيان المدفونين في بغداد وما جاورها من البلاد" فقال: ومنهم (اي الاعيان المدفونين ببغداد): عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي (رضي الله عنه).. هو: عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي رضي الله عنهم اجمعين، وامه فاطمة بنت الحسين بن علي، ويكنى ابا محمد، كان من السادات الاكارم، وعظماء بني هاشم، روى عن ابراهيم بن محمد وابي بكر بن حزم، وروى عنه الامام مالك بن أنس وعبد العزيز بن محمد الداودي.. سُعي به عند المنصور الخليفة فحبسه في الكوفة، وقيل في بغداد، وتوفي في حبسه سنة (145هـ) خمس واربعين ومائة، قال المؤلف: وعلى القول بأن مدفنه في بغداد، فمرقده هو المرقد الشهير بمرقد الامام عبد الله قرب دار الامارة والله اعلم. وعلى هذا تتبين جلالة هذه الشخصية الهاشمية في نقل الحديث النبوي الشريف سواء عن ابائه او عن غيرهم من الرواة، بأمانة، الى درجة ان الامام مالك واخرين كانوا يعتمدون على روايته الامينة، وكان هذا السيد الهاشمي الكريم مضرب المثال في العبادة والزهد والعلم الواسع والحلم والصبر والتقوى والسعي في نشر الفضائل بين الناس، وكان من كبار اعلام بني هاشم في زمانه، ومن اكابر الناس قدرا وفضلا وحسبا ونسبا وعلما ومعرفة ومنزلة، جمع بين اطراف المجد من جميع جوانبه اما وابا، ولقرابته من رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم).. وما احلى ما قيل:
اولئــــك ابائي فجئني بمثلهم
اذا ما جمعتنا يا جرير المجامـع
الإمامان ابراهيم واسماعيل ابنا الامام الكاظم (عليهم السلام). ورد في كتاب جامع الانوار: ومنهم ابراهيم واسماعيل ابنا موسى الكاظم (عليه السلام)، قال المؤلف: كان كل منهما كوكب سماء السيادة، وبدور افق للشرف والسعادة، وكفاهما شرفا وفضلا، كونهما للبيت النبوي اهلا.. واتفق اهل العراق انهم دفنا في فناء مشهد والدهما، بينه وبين مشهد الامام يوسف والله اعلم. ويذكر ان للامام موسى الكاظم (عليه السلام) ابنان هما ابراهيم الاكبر ظهر باليمن ايام ابي السرايا ولم يعقب، والاخر ابراهيم المرتضى (ذكره) صاحب عمدة الطالب وقال: ان العقب منه ولم يذكر مكان وفاته. وايا يكون الحال، فورود خبر دفن بعض اولاد الكاظم (عليهم السلام) ببغداد وكما ورد في كتاب "جامع الانوار"، لا يمكن نفيه ما دام اهل العراق قد اتفقوا على ذلك عبر العصور وبالتواتر، لا سيما وان العلاقة بين اولاد الكاظم واحفاده كانت على اتصال مستمر في الانتقال الى بغداد او الاستقرار فيها، مما يدفعنا بالتأكيد على حقيقة استحباذ اولاد الكاظم او احفاده بتفضيل الزمن ببغداد سواء بالقرب من مرقد الامام الكاظم (عليه السلام) او مناطق اخرى من بغداد كما شاء الله تعالى. وقد افادنا الرحال الشيخ مصطفى بن كمال الدين الصديقي (ت1748م) بوجود ضريح للسيد ابراهيم نجل الامام الكاظم اثناء رحلته الى العراق ومروره ببغداد بقوله "وسرنا.. لزيارة سيدي ابراهيم نجل الكاظم الرباني... الخ".
زبيدة
دفنت في مقبرة قريش والتي سميت فيما بعد بمقبرة الكاظمية وقد ضاعت ملامح هذا القبر، فيما بعد من خلال التغيرات التاريخية المتعاقبة وهي زوجة الخليفة هارون الرشيد وام الامين، واحدى شهيرات سيدات البلاط العباسي.. ويروي المؤرخون ان زبيدة زوجة هارون الرشيد وابنها الخليفة الأمين دفنا في مقبرة قريش. التي كانت تسمى (كما اشرنا) بمقبرة الشوينزي الصغير لتمييزها عن مقبرة الشونيزي الكبير التي دفن فيها فيما بعد عدد من كبار الشخصيات العلمية والدينية والمتصوفة امثال الشيخ جنيد البغدادي وغيره، والشونزي نوع من النبات الطبيعي (البري) الذي كان ينمو هناك بكثرة فسميت المنطقة ومن ثم المقبرة باسمها.. وقد صادفت وفاة السيد زبيدة سنة (216هـ) الموافق سنة (831م) والتي دفنت كما المحنا في مقابر قريش (مشهد الكاظميين الحالي). عاشت السيدة زبيدة بنت جعفر بن المنصور العباسية الهاشمية بين ارجاء قصر الخلد، وتزوجت من ابن عمها هارون الرشيد وانجبت له الامين الخليفة الهاشمي الوحيد من بني العباس، وكانت مثقفة واعية ويروى انها كانت شاعرة.. ولها مراسلات شعرية مع زوجها كما يروي التاريخ.. ارسلت للخليفة المأمون رسالة بعد مقتل ابنها الامين (تدل على رقي كعبها ومقامها في السياسة والكياسة والادب والشعر) جاء فيها: "اهنئك بخلافة قد هنأت بها نفسي عنك قبل ان اراك.. ولئن كنت قد فقدت ابنا خليفة.. فقد عوضت عنه ابنا خليفة لم الده.. وما خسر من استعاض الملك مثلك.. ولا ثكلتك ام ملأت يدها منكك.. وانا اسأل الله اجرا على ما اخذ وامتاع بما عوض" ثم انشدت تقول:
لخير امام قام من خير عنصــــر
وافضل راق فوق اعواد منيـــــر
ووارث علم الاولين وفخرهــــــم
وللملك المأمون من ام جعفـــــر
كتبت وعيني تستهل دموعهــــا
اليك ابن عمي مع جفوني ومحجري
اصبت بادنى الناس منك قرابــــة
ومخن زال عن كبدي فقل تصبـري
وقيل ان لزبيدة اعمالا في الاحسان، اذ انها كانت عالمة بحق ربها واهوال اخرتها فعملت لها بقدر ما خافت (واستطاعت).. اذ يروى انها كانت فقيهة عابدة، وكان لها مائة جارية كلهن يحفظن القرآن.. وكان يسمع لهن دويّ كدوي النحل.. وقد جعلت زبيدة لكل منهن وردا يوميا بقراءة عُشر القرآن. لقد كانت لزبيدة قسطا وافرة من الهيبة والكلمة المسموعة في الدولة العباسية، فسخرت تلك المكانة لاعمال الخير والبر واسبغت عليها من الانفاق ما سابقت به اكابر الرجال.. يروى انها حجت ذات مرة الى بيت الله الحرام ولمست وهي في ابهة موكبها ما يلاقيه الحجاج واهل مكة من المشاق (والصعاب) في الحصول على ماء الشرب.. (فتألمت لهذه الحالة)، فدعت خازن مالها وامرته ان يدعو المهندسين والعمال من انحاء البلاد، وقالت له: اعمل ولو كلفتك ضربة الفاس دينارا.. (وحالما انتشر خبر طلبها)، حتى وفد على مكة اكفأ المهندسين والعمال (من انحاء البلاد)، ووصلوا بين منابع الماء من حنين حتى مكة بمسيرة عشرة كيلو مترات حتى فاض الماء ليحمل معه اسم زبيدة في صدقة جارية تجاوز عمرها الان مئات السنين.. يحمل الخير لحجاج بيت الله الحرام والحسنات الدائمة لزبيدة صاحبة هذا المشروع العظيم الذي بلغت نفقاته في تقدير ذلك العصر مليونا وسبعمائة الف دينار.. (وهو مبلغ ضخم انذاك).. كما امرت بتمهيد الطريق الذي يصل بين العراق ومكة وحفرت له الابار وشيدت له المنازل والدور بما يعرف باسم (درب زبيدة) وقد وصلت نفقاتها في تلك الحجة أربع وخمسين مليون درهم. ولا تزال ذكرى عين زبيدة ودرب زبيدة وحسنات وصدقات زبيدة حية في ذاكرة التاريخ وستبقى كذلك. وكانت زبيدة تحب مدينة بغداد، وقد توفيت بها سنة (216هـ/831م) ودفنت بمقابر قريش (مقابر الكاظمية)، على عكس ما تنقله العامة من انها مدفونة قرب الصوفي الجليل معروف الكرخي، حيث ان المدفونة بجوار تربة معروف الكرخي هي السيدة زمرد خاتون الواقعة في الجانب الغربي من بغداد.. وقد توفيت سنة (599هـ/1202م) وان قبرها ذا القبة المعروفة اليوم بقبة الست زبيدة قائم حتى اليوم عند مقبرة الشيخ معروف الذي اشرنا اليها، بينما قبر الست زبيدة قد اصابها الاندراس، ولم يبق له اثر نتيجة الظروف والتقلبات التاريخية ولاسباب اخرى، ولعل اهمها احتلال المغول لبغداد الذين تعمدوا على طمس قبور كثير من رجال ونساء بني هاشم بما فيهم بني العباس.
الكاتب جميل ابراهيم حبيب
بحث وتقديم ناطق ابراهيم العبيدي