لم يبقى من الامس إلا الامس
وحبات عنقود عنب تتساقط،، واحدة تلو الاخرى
وكلمات تمر علينا رغما عنا
تقتحم سكينتنا دون استأذان
مما تجعل الذاكرة تترجل من صمتها
فيذهب العقل الى غير مكان
وزمان غير زمان
ثم تشتعل بنا الالحان
والرمان...
في معركة الخندق برز الكفر كله بقيادة ابي سفيان وفارسه عمر بن ود العامري ضد معسكر الإسلام كله بقيادة محمد بن عبد الله وفارسه علي بن ابي طالب ضرب الكفر السفياني خيامه حول المدينة بمآزرة من اليهود من داخل المدينة
وتجحفل معسكر محمد صلىاللهعليهوآله بكل المسلمين داخل المدينه وسادت أجواء من الرعب والإرهاب وبلغت القلوب الحناجر و اشتد الرعب والإرهاب حينما أجتاز عمر بن ود بجواده خندق المدينة ووقف على رؤوس المسلمين مخاطبهم بكل زهو وغرور من يريد منكم اللحوق بالجنة التي تزعمون فليبرز لي وكرر قوله ثلاثا ولم يجبه احد و خيمت على المسلمين أجواء من الصمت المرعب إلا شاب يافع إسمه علي رافعا رأسه متفائلا متفاعلا متحمسا للمواجهة قائلا أنا له يا رسول الله
و كان عمر بن ود يرتجز ويقول:
ولقد بححت من النداء لجمعكم هل من مبارز ** ووقفت إذ وقف الشجاع موقف القرن المناجز
وكذاك إنّي لم أزل متترّعاً قبل الهزاهز ** إنّ الشجاعة في الفتى والجود من خير الغرائز
ولما لم يبرز له أحدا من المسلمين إلا علي أذن له الرسول قائلا برز الإيمان كله الى الشرك كله
ونهض عليّ عليه السلام مهرولا الى ميدان المبارزة مجيبا لعمر بن ود العامري قائلا:
لا تعجلنّ فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز
ذو نبهة وبصيرة والصدق منجي كلّ فائز
إنّي لأرجو أن أُقيم عليك نائحة الجنائز
من ضربة نجلاء يبقى ذكرها عند الهزاهز
قال جابر الأنصاري رضوان الله عليه: وتجاولا، وثارت بينهما فترة، وبقيا ساعة طويلة لم أرهما ولا سمعت لهما صوتاً، ثمّ سمعنا التكبير، فعلمنا أنّ عليّاً عليه السلام قد قتله، وسرّ النبيّ صلى الله عليه وآله سروراً عظيماً لمّا سمع صوت أمير المؤمنين عليه السلام بالتكبير، وكبّر وسجد لله تعالى شكراً، وانكشف الغبار، وعبر أصحاب عمرو الخندق، وانهزم عكرمة بن أبي جهل الذي جاء ليأخذ بثأر أبيه ابو جهل الذي قتله المسلمين في معركة بدر وانهزم باقي المشركين، فكانوا كما قال الله تعالى: ﴿وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً﴾.
ردهم بضربة سجلها علي عليه السلام للتاريخ بين يدي أخيه رسول الله صلى الله عليه وآله
ضربة نجلاء يبقى ذكرها عند الهزاهز نصر بها الاسلام كله وهزم بها الشرك كله
ولمّا قتله الإمام عليّ عليه السلام احتزّ رأسه، وأقبل نحو النبيّ صلى الله عليه وآله ووجهه يتهلّل، فألقى الرأس بين يدي النبيّ صلى الله عليه وآله، فقبّل النبيّ رأس عليّ ووجهه..
وكان ابن مسعود يقرأ من ذلك اليوم كذا: ﴿وَكَفَى اللهُ المُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ـ بعليّ ـ وَكَانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزًا﴾.
وقال صاحب مستدرك الصحيحين: «لما قتل عليّ بن أبي طالب عليه السلام عمرو بن عبد ودّ أنشأت أُخته عمرة بنت عبد ودّ ترثيه، فقالت:
لو كان قاتل عمرو غير قاتله
بكيته ما أقام الروح في جسدي
لكن قاتله من لا يعاب به وكان أبوه يُدعى بيضة البلد».