الكيس الأخضر
كان الطفل نزار يمشي مسرعاً يحمل كيس رغيف مهترئ حصل عليه من مد الموج الذي اعاده للشاطئ .كان الكيس لونه اخضر بسبب زيد البحر . . . بحساب المولى ليس مهما المهم انه يعود به ليفرح اباه وامه وشقيقه الوحيد.
كان يركض بسرعاً تجاوز الشاطى قافلا باتجاه شارع الرشيد يقترب اكثر من مكان تواجد اسرته النازحة من شمال القطاع . . .كانت ام نزار تنتظر عودة طفلها لكنه لم يظهر بعد منذ الصباح . . تجاوزت الساعة الثالثة عصرا .ترفع يديها للسماء متكومة بداخل الخيمة تنتظر ابنها بقلب ام مرعوب على فلذة كبدها تسمع صوت طفلها الاخر سليم وهو يبكي ويصرخ فقد اخبروه اطفال المخيم انهم شاهدوا اباه يحمل شقيقه المشفى بعد ان تعرض لرصاص جنود الاحتلال .هرعت الام لتتلقف ابنها الذي اخبرها بكلمات باكية ويهرعان للمستشفى المجاور .وصلا هنالك بحثا عن نزار او الاب لم يجداهما . . حانت التفاته من سليم تجاه ممر جانبي يشاهد اباه جالسا امام جثة موضوعه امامه ليشير بيده لامه والتي لم تقو قدماها على الحركة . . تمنت ان تلك الجثة المسجاه ليست لفلذة كبدها نزار تمنت ان تموت بتلك اللحظة ولا تشاهد طفلها ميتاًلتتأكد انه ابنها بعدما سمعت صرخات طفلها الاخر سليم وبكاءه على شقيقه .: اخوي مات يا امى اخوي مات يا ابى : اخوي مات يا امى اخوي مات يا ابىلتموت امه وابيه مع كل دمعة وكلمة ينطقها طفلهما المتبقي إلى حين سليم على شقيقه الوحيد الشهيد نزار مشاهدة المرفق moradshali00_1764043466273701913(320P)_1.mp4
"كِدْ كيدك،واسْعَ سعيك،وناصِبْ جُهدَك، فوالله لا تمحو ذِكْرَنا،ولا تُميت وحْيَنا،وهل رأيك الا فَنَد وأيَّامك الا عدد،وجمعُكَ الا بَدَد". من خطبة السيدة زينب ع أمام الطاغية يزيد بعد كربلاء