أَشعُرُ بأنَّ أيدي اللُغَّةَ مُقَيَدتين إلى عُنُقِهاْ بقفلٍ لم يُصنع لهُ مفتاح. لِماذاْ أَنا عاجزٌ هَكذاْ؟! لماذا أقفُ مشلولاً عن وصفِ شئٍ يَسكُننيْ، ويَكبُرُ في جَوفيْ، مِثلَّ سرطانٍ خبيثٍ، لماذا أعجزُ عن وَصفِ هذهِ المَشاعرِ التي تَختَرِقُني عَبرَّ مَسَامَي، وتَتَغلغلُ في باطنيْ حتى تستقِرَ في نُخاعِ العظمِ منيْ، ماذا أفعَلُ يا اللَّه، لأُعَبِرَّ عن هذا الشيء الذيْ لا يُشبههُ شيء. عنْ هذا المُبهَّمِ الغريب، الذيْ لا تُحيطُ خصرهُ الواسِعِ اللغةْ، كيف أُفسرُ الذي لا يُفسر؟!! كيف أشرحُ هذا الوجع الذي يُشبهُ كُرةُ صَوفٍ تمتدُ من جَّوفَيْ حَتى نِهايَةِ هذا الكون. يبدو أنَّ لا أحداً يسمَعُ صُراخَ المشاعِرْ، هذهِ اللغةُ الصامتةُ لا يَفقَهُها غيرك يا الله..