Banned *
Banned
- إنضم
- 30 يونيو 2012
- المشاركات
- 296
- مستوى التفاعل
- 7
- النقاط
- 18
تطلقا في يوم الزفاف، عندما انزعج الزوج من بدلة العروس"، هي إحدى حالات الطلاق "الغريبة" التي سجلها أحد المحامين في محافظة صلاح الدين التي شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في نسب الطلاق إلى 50 في المائة.
ويروي المحامي عبيد محمد الصالح أن "الزوج صرخ بوجه عروسته قائلاً إنهما لم يتفقا على هذا النمط من الملابس، وقررا الانفصال"، مضيفاً أنه "ما أثار استغرابي أن العروس وأهلها وافقوا فوراً، وكان الموضوع أشبه بسفرة سياحية لم تعجبهم وقرروا النزول من الحافلة قبل انطلاقها".
مطالب تعجيزية وأريد الطلاق.. لا يعجبني
ويسجل الصالح في أجندته العشرات من حالات الطلاق، حيث "اطلعت على حالة طلاق بين طالبين جامعيين بعد أسبوعين من الزفاف، بطلب من الزوجة التي بررت السبب بأنه لا يعجبها وغير منسجم معها".
ويلفت المحامي إلى أن بعض حالات الطلاق تسجل بين الأقارب أيضاً، فقد تطلق أربعة أزواج شباب قبل يوم الزفاف، مبيناً أن "غالبيتهم أكدوا أنهم عقدوا قرانهم بسبب تأثير الأهل، وفضلوا الافتراق قبل وقوع ما لا تحمد عقباه كإنجاب الأطفال".
ويكشف الصالح عن إحدى الحالات عندما خطب شاب إحدى الفتيات من دون رضى أهله، وبعد مرور شهرين على عقد القران قرر الانفصال عنها بسبب مطالبها التي وصفها بـ"التعجيزية"، ويضيف أن "النتيجة كانت خسارة 15 مليون دينار عراقي، وهي عبارة عن تكاليف المهرين المقدم والمؤخر، كما بقيت بدلة العرس في مخزن الملابس بانتظار عروس أخرى".
ضرب والدي وحطم حياتي.. فكان الطلاق خلاصي من الاحتقار
والفتيات لسن جميعهن "متطلبات"، فهناك من يؤكدن أنهن كن يسعين إلى تأسيس اسره لكن حياتهن أصبحت محطمة ويشعرن بالضياع عقب الطلاق، فيما يتحدث بعض الآباء عن فشلهم في إقناع بناتهم بالعدول عن الزواج في سن مبكرة أو بالرجل غير المناسب.
وتبدي هيفاء الظاهر، 20 عاماً، ندمها الشديد للانسياق وراء عاطفتها حين تعرفت على زوجها السابق قبل ثلاثة أعوام، لكنها اليوم تسعى لمتابعة دراستها وتربية طفلتها طيبة في بيت أبيها بعد أن تطلقت من زوجها قبل أن تنجبها حتى، على الرغم من مساعي الأهل والأصدقاء لتسوية الخلافات.
وتروي هيفاء، وهي تداعب شعر طفلتها التي تبلغ من العمر سنة ونصف، أنها تعرفت على طليقها في إحدى العيادات الطبية وسط تكريت وتوالت الزيارات بين العائلتين، و"قررت بسبب حبي له ترك دراستي ومعارضة أهلي الذين رفضوا فكرة زواجي المبكر".
وتتابع هيفاء "بعد أشهر بدأت تبدر منه تصرفات غريبة وقيود تحد من حريتي وانفلات في تصرفاته العاطفية تجاه فتيات في الحي، كما كان يجيب على مكالماتهن بحضوري ويبادلهن المودة مما أثار حفيظتي"، مؤكدة أنه "كان أيضاً عاطلاً عن العمل ومتسكعاً، كما كان يضربني بشدة عندما كنت أطلب منه أموراً تخصني، ويصيح بي لكي أطلبها من والدي".
وتشدد هيفاء على أنها كانت لتتحمل الوضع لكنه "تمادى كثيراً في احتقاري وخلق المشاكل مع أهلي، إلى أن ضرب والدي في إحدى الأمسيات، مما جعلني أقرر الانفصال عنه"، مضيفة "أجد اليوم نفسي محطمة وبلا مستقبل وأحاول بناء حياتي من جديد".
من جهته، يبدي والد هيفاء عن عدم رضاه عن القرارين اللذين اتخذتهما سواء بالزواج أو الطلاق، ويؤكد "لقد كانت عنيدة ولم نتمكن من إقناعها، كما أنني سألت بعض الأصدقاء عن طليقها ونصحوني بعدم قبوله لأنه طائش ومزاجي ولا يتحمل المسؤولية، لكنها هددتنا بالانتحار، وهكذا دمرت مستقبلها وحرمت نفسها من بناء اسره مستقرة".
500 حالة طلاق خلال ستة أشهر
بدورها، تكشف الناشطة في مجال حقوق المرأة ورئيسة منظمة أحباب الروح للطفولة والأمومة غيداء عبد الحافظ أن "عدد الزيجات التي انتهت إلى طلاق خلال الأشهر الستة الماضية بلغ نحو 500 حالة"، مؤكداً أن "هذا المعدل ينذر بالخطر.
وتعرب عبد الحافظ عن استغرابها من أن "غالبية تلك الحالات سجلت بين الشباب وحديثي الزواج، كما أن النسبة الأكبر هي في الأرياف وليس المدن كما يعتقد البعض"، معتبرة أن "هذا الأمر يعد تطوراً سلبياً في مجتمع محافظ لم يعهد هذه الظاهرة من قبل".
وتلفت عبد الحافظ أن "المنظمة تواصل البحث عن أسباب هذا الارتفاع الخطير في حالات الطلاق، كما تحاول فتح حوار بين الزوجين قبل توقيع الطلاق، فضلاً عن مراجعة المؤسسات القضائية عسى أن نفلح في ثني الزوجين عن ذلك".
أما في ما يتعلق بالأسباب وراء ظاهرة الطلاق، فتشير عبد الحافظ إلى أن "غالبية الحالات يقف وراءها استبداد العمة، أو اختلاف الثقافة، أو عدم اكتراث الزوجة بمتطلبات شريك حياتها، خصوصاً ممن تأثروا مؤخراً بانتشار الانترنيت والتلفاز والهاتف النقال".
وتتابع أن "بعض حالات الطلاق وقعت بسبب الشك الذي يتولد لدى الزوجين من وقوع خيانة أو غياب الثقة"، معتبرة في الوقت نفسه أن "هذا الأمر يقع على عاتق المرأة التي يتوجب عليها استيعاب الأمور وترجيح مصلحة بناء اسرتها ومستقبلها، وكذلك الزوج بنسبة أخرى".
نساء مطلقات وأولاد ضحية التفكك الأسري
ويتصاعد قلق الجهات القضائية والاجتماعية في محافظة صلاح الدين من ارتفاع معدلات الطلاق مؤخراً، خصوصاً في صفوف الشباب بنسبة 50 بالمائة، فيما تحاول جهات مدنية ورسمية عدة دراسة هذه الظاهرة ومعالجة اسبابها للحد منها.
وتقول عضو مجلس صلاح الدين كفاء فرحان في حديث لـ"السومرية نيوز"، "نتابع بقلق حالات الطلاق بين الأزواج، وخصوصاً الشباب التي لها أبعاد خطيرة على المجتمع"، مشيرة إلى أن "نسبة الطلاق بين الشباب ارتفعت إلى نحو 50 بالمائة يقابلها نحو 20 بالمائة عقدوا قرانهم وزواجهم".
وتعبر فرحان عن شعورها بـ"الإحباط"، وتحذر من "مستقبل سيء قد يواجه أطفالاً ولدوا محرومين من الجو الأسري السليم،وصعوبة أن تجد المرأة فرصة ثانية للزواج في ظل الظروف الراهنة".
وتلقي فرحان اللوم على العديد من منظمات المجتمع المدني التي تعتبر أن تتحمل مسؤولية تنفيذ الشعارات التي تطلقها على الأرض، وتشدد "لم ألمس برنامجاً واقعياً أو تحركاً أسفر عن نتائج إصلاح أو تحديد أسباب المشكلة وحلها".
لكنها في المقابل، تؤكد أن "هناك حملة توعية على مستوى مدن المحافظة مدعومة ببرنامج إعلامي سواء من خلال خطباء المساجد أو وسائل الإعلام المحلية، نركز فيها على أن المرأة صمام الأمان في تكوين الأسرة واستمرار الحياة الزوجية"، موضحة أن " أبرز أسباب الطلاق هي الزواج المبكر، والابتعاد عن القيم والتقاليد والتأثر بالانفتاح وتوفر بعض مجالات التسلية".
من جهة أخرى، ترد رئيسة منظمات نساء صلاح الدين عواطف الصالح على انتقادات عضو مجلس المحافظة كفاء فرحان قائلة "نحن نبذل جهداً كبيراً في هذا الشأن، ونحضر جلسات المحاكم ونطلب من القضاة التريث بإصدار القرار لحين فسح المجال للحوار"، مؤكدة تحقيق النجاح في بعض الحالات.
لكنها لا تنفي "وجود حالات مستعصية"، معربة عن أسفها الشديد لـ"الوصول إلى هذه المرحلة حيث يصبح التراضي صعباً".
باحث يعزو الأسباب للبطالة والانفتاح الإعلامي و"الاختيار القسري"
بدوره، يربط الباحث الاجتماعي علي العادل ظاهرة ازدياد حالات الطلاق في صفوف الشباب بالانفتاح الإعلامي وتوفر وسائل الاتصال، كما يعزوها إلى "الاختيار القسري" من قبل الأهل، وضعف دور الأسرة، إلى جانب ارتفاع معدل البطالة.
ويقول العادل "التقيت بالعديد من الشباب الذين تزوجوا ويرغبون بالطلاق حالياً، ووجدت أن أهم الاسباب التي دفعتهم إلى التفكير في هذه الخطوة هي الحاجة الغريزية، وعدم نضوج فكرة الاختيار بسبب تأثير الأهل في غالبية الأحيان".
ويضيف العادل أن "الانفتاح الإعلامي وما تقدمه القنوات من مشاهد رومانسية تلعب دورها في التأثير على نفسية الشاب، مما يشكل أحد أسباب الانفصال"، فيروي أنه في إحدى الحالات "استغل شاب موت والده لفسخ الزواج من فتاة أجبره على التقدم لها من دون أن تجمع بينهما قصة حب".
يذكر أن محكمة استئناف صلاح الدين ابدت مخاوفها من ازدياد حالات الطلاق والمشاكل العائلية بحسب عدد من القضاة والباحثين الاجتماعيين الذين سجلوا في العام الماضي نحو 1500 حالة طلاق، فيما تشير سجلات العام الجاري إلى وجود اكثر من 600 واقعة خلال الأشهر الستة الماضية.
ويعاني عدد من المحافظات العراقية من الظاهرة نفسها، أبرزها الديوانية وكربلاء، اللتين سجلتا نسباً مرتفعة في معدلات الطلاق خلال العامين الماضيين، فيما يعزو عدد من الخبراء تزايد تلك الحالات إلى البطالة والزواج المبكر.
يذكر أن المادة 43 من قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 قد منحت الزوجة حق طلب التفريق في حال تقصير الزوج في تحقيق جملة من الشروط، منها تقصيره في توفير نفقتها أو حرمانها من المعاشرة الزوجية، وحرمانها من الإنجاب، أو عدم الدخول بها، وغير ذلك من الأسباب التي حصرتها المادة المذكورة في عشر فقرات.
ويروي المحامي عبيد محمد الصالح أن "الزوج صرخ بوجه عروسته قائلاً إنهما لم يتفقا على هذا النمط من الملابس، وقررا الانفصال"، مضيفاً أنه "ما أثار استغرابي أن العروس وأهلها وافقوا فوراً، وكان الموضوع أشبه بسفرة سياحية لم تعجبهم وقرروا النزول من الحافلة قبل انطلاقها".
مطالب تعجيزية وأريد الطلاق.. لا يعجبني
ويسجل الصالح في أجندته العشرات من حالات الطلاق، حيث "اطلعت على حالة طلاق بين طالبين جامعيين بعد أسبوعين من الزفاف، بطلب من الزوجة التي بررت السبب بأنه لا يعجبها وغير منسجم معها".
ويلفت المحامي إلى أن بعض حالات الطلاق تسجل بين الأقارب أيضاً، فقد تطلق أربعة أزواج شباب قبل يوم الزفاف، مبيناً أن "غالبيتهم أكدوا أنهم عقدوا قرانهم بسبب تأثير الأهل، وفضلوا الافتراق قبل وقوع ما لا تحمد عقباه كإنجاب الأطفال".
ويكشف الصالح عن إحدى الحالات عندما خطب شاب إحدى الفتيات من دون رضى أهله، وبعد مرور شهرين على عقد القران قرر الانفصال عنها بسبب مطالبها التي وصفها بـ"التعجيزية"، ويضيف أن "النتيجة كانت خسارة 15 مليون دينار عراقي، وهي عبارة عن تكاليف المهرين المقدم والمؤخر، كما بقيت بدلة العرس في مخزن الملابس بانتظار عروس أخرى".
ضرب والدي وحطم حياتي.. فكان الطلاق خلاصي من الاحتقار
والفتيات لسن جميعهن "متطلبات"، فهناك من يؤكدن أنهن كن يسعين إلى تأسيس اسره لكن حياتهن أصبحت محطمة ويشعرن بالضياع عقب الطلاق، فيما يتحدث بعض الآباء عن فشلهم في إقناع بناتهم بالعدول عن الزواج في سن مبكرة أو بالرجل غير المناسب.
وتبدي هيفاء الظاهر، 20 عاماً، ندمها الشديد للانسياق وراء عاطفتها حين تعرفت على زوجها السابق قبل ثلاثة أعوام، لكنها اليوم تسعى لمتابعة دراستها وتربية طفلتها طيبة في بيت أبيها بعد أن تطلقت من زوجها قبل أن تنجبها حتى، على الرغم من مساعي الأهل والأصدقاء لتسوية الخلافات.
وتروي هيفاء، وهي تداعب شعر طفلتها التي تبلغ من العمر سنة ونصف، أنها تعرفت على طليقها في إحدى العيادات الطبية وسط تكريت وتوالت الزيارات بين العائلتين، و"قررت بسبب حبي له ترك دراستي ومعارضة أهلي الذين رفضوا فكرة زواجي المبكر".
وتتابع هيفاء "بعد أشهر بدأت تبدر منه تصرفات غريبة وقيود تحد من حريتي وانفلات في تصرفاته العاطفية تجاه فتيات في الحي، كما كان يجيب على مكالماتهن بحضوري ويبادلهن المودة مما أثار حفيظتي"، مؤكدة أنه "كان أيضاً عاطلاً عن العمل ومتسكعاً، كما كان يضربني بشدة عندما كنت أطلب منه أموراً تخصني، ويصيح بي لكي أطلبها من والدي".
وتشدد هيفاء على أنها كانت لتتحمل الوضع لكنه "تمادى كثيراً في احتقاري وخلق المشاكل مع أهلي، إلى أن ضرب والدي في إحدى الأمسيات، مما جعلني أقرر الانفصال عنه"، مضيفة "أجد اليوم نفسي محطمة وبلا مستقبل وأحاول بناء حياتي من جديد".
من جهته، يبدي والد هيفاء عن عدم رضاه عن القرارين اللذين اتخذتهما سواء بالزواج أو الطلاق، ويؤكد "لقد كانت عنيدة ولم نتمكن من إقناعها، كما أنني سألت بعض الأصدقاء عن طليقها ونصحوني بعدم قبوله لأنه طائش ومزاجي ولا يتحمل المسؤولية، لكنها هددتنا بالانتحار، وهكذا دمرت مستقبلها وحرمت نفسها من بناء اسره مستقرة".
500 حالة طلاق خلال ستة أشهر
بدورها، تكشف الناشطة في مجال حقوق المرأة ورئيسة منظمة أحباب الروح للطفولة والأمومة غيداء عبد الحافظ أن "عدد الزيجات التي انتهت إلى طلاق خلال الأشهر الستة الماضية بلغ نحو 500 حالة"، مؤكداً أن "هذا المعدل ينذر بالخطر.
وتعرب عبد الحافظ عن استغرابها من أن "غالبية تلك الحالات سجلت بين الشباب وحديثي الزواج، كما أن النسبة الأكبر هي في الأرياف وليس المدن كما يعتقد البعض"، معتبرة أن "هذا الأمر يعد تطوراً سلبياً في مجتمع محافظ لم يعهد هذه الظاهرة من قبل".
وتلفت عبد الحافظ أن "المنظمة تواصل البحث عن أسباب هذا الارتفاع الخطير في حالات الطلاق، كما تحاول فتح حوار بين الزوجين قبل توقيع الطلاق، فضلاً عن مراجعة المؤسسات القضائية عسى أن نفلح في ثني الزوجين عن ذلك".
أما في ما يتعلق بالأسباب وراء ظاهرة الطلاق، فتشير عبد الحافظ إلى أن "غالبية الحالات يقف وراءها استبداد العمة، أو اختلاف الثقافة، أو عدم اكتراث الزوجة بمتطلبات شريك حياتها، خصوصاً ممن تأثروا مؤخراً بانتشار الانترنيت والتلفاز والهاتف النقال".
وتتابع أن "بعض حالات الطلاق وقعت بسبب الشك الذي يتولد لدى الزوجين من وقوع خيانة أو غياب الثقة"، معتبرة في الوقت نفسه أن "هذا الأمر يقع على عاتق المرأة التي يتوجب عليها استيعاب الأمور وترجيح مصلحة بناء اسرتها ومستقبلها، وكذلك الزوج بنسبة أخرى".
نساء مطلقات وأولاد ضحية التفكك الأسري
ويتصاعد قلق الجهات القضائية والاجتماعية في محافظة صلاح الدين من ارتفاع معدلات الطلاق مؤخراً، خصوصاً في صفوف الشباب بنسبة 50 بالمائة، فيما تحاول جهات مدنية ورسمية عدة دراسة هذه الظاهرة ومعالجة اسبابها للحد منها.
وتقول عضو مجلس صلاح الدين كفاء فرحان في حديث لـ"السومرية نيوز"، "نتابع بقلق حالات الطلاق بين الأزواج، وخصوصاً الشباب التي لها أبعاد خطيرة على المجتمع"، مشيرة إلى أن "نسبة الطلاق بين الشباب ارتفعت إلى نحو 50 بالمائة يقابلها نحو 20 بالمائة عقدوا قرانهم وزواجهم".
وتعبر فرحان عن شعورها بـ"الإحباط"، وتحذر من "مستقبل سيء قد يواجه أطفالاً ولدوا محرومين من الجو الأسري السليم،وصعوبة أن تجد المرأة فرصة ثانية للزواج في ظل الظروف الراهنة".
وتلقي فرحان اللوم على العديد من منظمات المجتمع المدني التي تعتبر أن تتحمل مسؤولية تنفيذ الشعارات التي تطلقها على الأرض، وتشدد "لم ألمس برنامجاً واقعياً أو تحركاً أسفر عن نتائج إصلاح أو تحديد أسباب المشكلة وحلها".
لكنها في المقابل، تؤكد أن "هناك حملة توعية على مستوى مدن المحافظة مدعومة ببرنامج إعلامي سواء من خلال خطباء المساجد أو وسائل الإعلام المحلية، نركز فيها على أن المرأة صمام الأمان في تكوين الأسرة واستمرار الحياة الزوجية"، موضحة أن " أبرز أسباب الطلاق هي الزواج المبكر، والابتعاد عن القيم والتقاليد والتأثر بالانفتاح وتوفر بعض مجالات التسلية".
من جهة أخرى، ترد رئيسة منظمات نساء صلاح الدين عواطف الصالح على انتقادات عضو مجلس المحافظة كفاء فرحان قائلة "نحن نبذل جهداً كبيراً في هذا الشأن، ونحضر جلسات المحاكم ونطلب من القضاة التريث بإصدار القرار لحين فسح المجال للحوار"، مؤكدة تحقيق النجاح في بعض الحالات.
لكنها لا تنفي "وجود حالات مستعصية"، معربة عن أسفها الشديد لـ"الوصول إلى هذه المرحلة حيث يصبح التراضي صعباً".
باحث يعزو الأسباب للبطالة والانفتاح الإعلامي و"الاختيار القسري"
بدوره، يربط الباحث الاجتماعي علي العادل ظاهرة ازدياد حالات الطلاق في صفوف الشباب بالانفتاح الإعلامي وتوفر وسائل الاتصال، كما يعزوها إلى "الاختيار القسري" من قبل الأهل، وضعف دور الأسرة، إلى جانب ارتفاع معدل البطالة.
ويقول العادل "التقيت بالعديد من الشباب الذين تزوجوا ويرغبون بالطلاق حالياً، ووجدت أن أهم الاسباب التي دفعتهم إلى التفكير في هذه الخطوة هي الحاجة الغريزية، وعدم نضوج فكرة الاختيار بسبب تأثير الأهل في غالبية الأحيان".
ويضيف العادل أن "الانفتاح الإعلامي وما تقدمه القنوات من مشاهد رومانسية تلعب دورها في التأثير على نفسية الشاب، مما يشكل أحد أسباب الانفصال"، فيروي أنه في إحدى الحالات "استغل شاب موت والده لفسخ الزواج من فتاة أجبره على التقدم لها من دون أن تجمع بينهما قصة حب".
يذكر أن محكمة استئناف صلاح الدين ابدت مخاوفها من ازدياد حالات الطلاق والمشاكل العائلية بحسب عدد من القضاة والباحثين الاجتماعيين الذين سجلوا في العام الماضي نحو 1500 حالة طلاق، فيما تشير سجلات العام الجاري إلى وجود اكثر من 600 واقعة خلال الأشهر الستة الماضية.
ويعاني عدد من المحافظات العراقية من الظاهرة نفسها، أبرزها الديوانية وكربلاء، اللتين سجلتا نسباً مرتفعة في معدلات الطلاق خلال العامين الماضيين، فيما يعزو عدد من الخبراء تزايد تلك الحالات إلى البطالة والزواج المبكر.
يذكر أن المادة 43 من قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 قد منحت الزوجة حق طلب التفريق في حال تقصير الزوج في تحقيق جملة من الشروط، منها تقصيره في توفير نفقتها أو حرمانها من المعاشرة الزوجية، وحرمانها من الإنجاب، أو عدم الدخول بها، وغير ذلك من الأسباب التي حصرتها المادة المذكورة في عشر فقرات.