[align=center][tabletext="width:75%;background-color:darkblue;"][cell="filter:;"][align=center].
.
.
[align=center][tabletext="width:70%;background-color:darkblue;"][cell="filter:;"][align=right]
.
.
.
[/align][/cell][/tabletext][/align]
.
.
[align=center][tabletext="width:70%;background-color:darkblue;"][cell="filter:;"][align=right]
إن الحكمة الإلهية تقتضي تعيين نبي أو أنبياء يتم تعليمهم ببعض الحقائق الضرورية ليبلغها أولئك لسائر البشر بصورة سليمة، دون أن تتعرض لأي تشويه وتلاعب. ومن ناحية أخرى، على الرسل إبلاغها للآخرين بصورة تتم الحجة عليهم، وأفضل الطرق وأكثرها شمولية في هذا المجال هو إظهار المعجزة. وقد أثبتنا هذه المفاهيم بالبراهين العقلية، ولكن هذه البراهين لا تدل على ضرورة تعدد الأنبياء والكتب والشرائع السماوية. فإذا افترضنا أن ظروف الحياة البشرية بالصورة التي يمكن فيها لنبي ما أن يبين كل ما يحتاج إليه البشر، حتى نهاية العالم، بحيث يتمكن كل فرد أو جماعة عبر التاريخ من التعرف على وظيفته من خلال رسالة هذا النبي فان ذلك لا يكون مخالفا لهذه البراهين. ولكننا نعلم:
أولاً: إن عمر الإنسان أي إنسان كان ومنهم الأنبياء محدود وقصير، ولا
تقتضي حكمة الخلق بقاء النبي الأول حيا حتى نهاية العالم، ليهدي جميع البشر بشخصه.
وثانياً: الملاحظ عدم اتحاد وتشابه ظروف الحياة البشرية في مختلف الأزمنة والأمكنة، وهذا الإختلاف والتغير في الظروف، وخاصة مع ملاحظة التعقيد التدريجي الذي تتعرض له العلاقات الإجتماعية، يمكن أن يكون له تأثيره في كيفية الأحكام والقوانين الإجتماعية وكميتها، وربما تطلب ذلك أحيانا تشريع قوانين جديدة، واذا فرض بيان مثل هذه القوانين وإبلاغها بواسطة نبي مبعوث قبل الاف السنين، لكان مثل هذا البيان والابلاغ عبثا ولغوا، كما يشق الحفاظ عليها، ويعسر تنفيذها في مجالاتها الخاصة.
ثالثاً: في الكثير من الأزمنة والعصور السابقة، لم تكن وسائل الاعلام وإمكانات النشر متوفرة لدعوة الأنبياء بالصورة التي يمكن للنبي إيصال رسالته لجميع البشر في العالم.
رابعاً: إن تعاليم النبي قد تتعرض في وسط الأمة التي تلقت هذه التعاليم منه وبمرور الزمن، ونتيجة لشتى العوامل إلى التحريف والى تفسيرات منحرفة خاطئة لها، وبعد فترة من الزمن ربما تتحول إلى دين مشوة ومنحرف، كما هو الملاحظ في دين عيسى عليه السلام التوحيدي حيث تحول لدين التثليث.
ومن خلال هذه الملاحظات تتضح الحكمة في تعدد الأنبياء عليهم السلام واختلاف الشرائع السماوية حول بعض الأحكام العبادية والقوانين الإجتماعية بالرغم من اتحادها في أصول العقائد والأسس الأخلاقية، واشتراكها في أصول الأحكام الفردية والإجتماعية فالصلاة مثلاً مشرعة في جميع الأديان السماوية، وان اختلفت الامم في طريقة ادائها أو في قبلتها، وكذلك الزكاة والانفاق، فهي مشرعة في كل الشرائع، وان اختلفت في مقدارها ومواردها.
وعلى كل حال، يجب على كل انسان الإيمان بجميع الأنبياء، وعدم التفريق بينهم، في مجال الإعتقاد والتصديق بالنبوة، وكذلك التصديق بكل الرسالات والتعاليم النازلة عليهم4، وعدم التفريق بينها، ولا يحق تكذيب أي نبي منهم، أو تكذيب أي حكم من أحكامهم، بل إن تكذيب واحد منهم، بمثابة تكذيب لجميعهم، وإنكار حكم الهي واحد يعتبر انكارا لجميع أحكام الله5، وبطبيعة الحال فإن الوظيفة العملية لكل امة، في أي زمان، اتباع التعاليم العملية، لنبي تلك الامة وذلك الزمان.
والملاحظة التي يلزم التأكيد عليها هنا: إن العقل الإنساني وإن أمكنه التوصل من خلال الملاحظات السابقة إلى ادراك الحكمة في تعدد الأنبياء والكتب السماوية، والإختلاف بين الشرائع السماوية، بحيث يمكنه الحكم بالتحديد وعلى ضوء ذلك في أي زمان أو مكان يلزم بعثة نبي جديد، أو شريعة جديدة، وكل ما يمكنه فهمه عدم الضرورة لبعثة نبي اخر، فيما لو كانت الظروف التي يعيشها البشر بالصورة التي تصل معها دعوة الأنبياء لجميع البشر، وتبقى معها الرسالة سليمة ومصونة للمستقبل، وعدم حدوث تغير كبير في الظروف الإجتماعية يفرض تشريعات أساسية جديدة، وتغيرا في الأحكام والقوانين الموجودة.
[/align][/cell][/tabletext][/align]أولاً: إن عمر الإنسان أي إنسان كان ومنهم الأنبياء محدود وقصير، ولا
تقتضي حكمة الخلق بقاء النبي الأول حيا حتى نهاية العالم، ليهدي جميع البشر بشخصه.
وثانياً: الملاحظ عدم اتحاد وتشابه ظروف الحياة البشرية في مختلف الأزمنة والأمكنة، وهذا الإختلاف والتغير في الظروف، وخاصة مع ملاحظة التعقيد التدريجي الذي تتعرض له العلاقات الإجتماعية، يمكن أن يكون له تأثيره في كيفية الأحكام والقوانين الإجتماعية وكميتها، وربما تطلب ذلك أحيانا تشريع قوانين جديدة، واذا فرض بيان مثل هذه القوانين وإبلاغها بواسطة نبي مبعوث قبل الاف السنين، لكان مثل هذا البيان والابلاغ عبثا ولغوا، كما يشق الحفاظ عليها، ويعسر تنفيذها في مجالاتها الخاصة.
ثالثاً: في الكثير من الأزمنة والعصور السابقة، لم تكن وسائل الاعلام وإمكانات النشر متوفرة لدعوة الأنبياء بالصورة التي يمكن للنبي إيصال رسالته لجميع البشر في العالم.
رابعاً: إن تعاليم النبي قد تتعرض في وسط الأمة التي تلقت هذه التعاليم منه وبمرور الزمن، ونتيجة لشتى العوامل إلى التحريف والى تفسيرات منحرفة خاطئة لها، وبعد فترة من الزمن ربما تتحول إلى دين مشوة ومنحرف، كما هو الملاحظ في دين عيسى عليه السلام التوحيدي حيث تحول لدين التثليث.
ومن خلال هذه الملاحظات تتضح الحكمة في تعدد الأنبياء عليهم السلام واختلاف الشرائع السماوية حول بعض الأحكام العبادية والقوانين الإجتماعية بالرغم من اتحادها في أصول العقائد والأسس الأخلاقية، واشتراكها في أصول الأحكام الفردية والإجتماعية فالصلاة مثلاً مشرعة في جميع الأديان السماوية، وان اختلفت الامم في طريقة ادائها أو في قبلتها، وكذلك الزكاة والانفاق، فهي مشرعة في كل الشرائع، وان اختلفت في مقدارها ومواردها.
وعلى كل حال، يجب على كل انسان الإيمان بجميع الأنبياء، وعدم التفريق بينهم، في مجال الإعتقاد والتصديق بالنبوة، وكذلك التصديق بكل الرسالات والتعاليم النازلة عليهم4، وعدم التفريق بينها، ولا يحق تكذيب أي نبي منهم، أو تكذيب أي حكم من أحكامهم، بل إن تكذيب واحد منهم، بمثابة تكذيب لجميعهم، وإنكار حكم الهي واحد يعتبر انكارا لجميع أحكام الله5، وبطبيعة الحال فإن الوظيفة العملية لكل امة، في أي زمان، اتباع التعاليم العملية، لنبي تلك الامة وذلك الزمان.
والملاحظة التي يلزم التأكيد عليها هنا: إن العقل الإنساني وإن أمكنه التوصل من خلال الملاحظات السابقة إلى ادراك الحكمة في تعدد الأنبياء والكتب السماوية، والإختلاف بين الشرائع السماوية، بحيث يمكنه الحكم بالتحديد وعلى ضوء ذلك في أي زمان أو مكان يلزم بعثة نبي جديد، أو شريعة جديدة، وكل ما يمكنه فهمه عدم الضرورة لبعثة نبي اخر، فيما لو كانت الظروف التي يعيشها البشر بالصورة التي تصل معها دعوة الأنبياء لجميع البشر، وتبقى معها الرسالة سليمة ومصونة للمستقبل، وعدم حدوث تغير كبير في الظروف الإجتماعية يفرض تشريعات أساسية جديدة، وتغيرا في الأحكام والقوانين الموجودة.
.
.
.
[/align][/cell][/tabletext][/align]