أميــــر الحـــــرف
أقبية الغياب ..
مشاهدة المرفق 10824
على رصيف المحطة
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
بدأ النعاس يتسرب اليه
ثم غط في نوم عميق كان يحس معه بهزهزة القطار المستمرة
واصوات العجلات الحديدية ..
برهة من الزمن ثم صحى على صوت صافرة القطار
و التي اعلنت عن توقفه في المحطة الثانية ..
على اضواء القطار الخافته
لمح ساعته تشير الى الثانية عشرة بعد منتصف الليل ..
.قبل أن يهبط سأل احدهم عن موعد انطلاقه ثانية فاجابه وهو على عجلة من أمره
بعد ساعة من الان سيدي
إنها مدة طويلة ..!
نعم سيدي هي كذلك لابد أن يعبر القطار القادم من الاتجاه المعاكس
قبل ان نستمر في طريقنا
نزل من القطار وفي داخله تساؤل واحد
كيف وأين سيقضي دقائق هذه الساعة القادمة
رصيف المحطة كان خالياً ألا من بعض المسافرين الذين توجهوا نحو باب المغادرة
أما هو فقد كان عليه أن ينتظرفي هذه الليلة الشتائية الباردة
أغلق زرائر معطفه وأحكم لف اللفاف الصوفي حول رقبته
بدأ يشعر بتسرب القليل من النسمات الباردة الى جسمه الدافي
حيث تمتزج البرودة بالدفء محدثة ذلك الاحساس اللذيذ بالقشعريرة والدفء معاً
انتهى بقايا ضجيج المسافرين وراح الصمت يلف المكان انتابه الشعور بالوحدة
وشيئاً من ذلك الحزن الذي يأتي مصحوباً بالذكريات ...
كان رصيف المحطة الخالي من الناس والليلة الباردة كافية لتستدعي ذكرياته
أحزانه
مسرات قليلة
افكار متنوعة
غرق فيها بعد أن جلس على أول مصطبة أمامه ..
وهو يراقب أوراق الأشجار المنتشرة على الرصيف حيث تتلاعب بها النسمات الباردة
كان غارقاً بتلك الوحدة عندما قاطع أفكاره وذلك الهدوء الذي يعم المكان
صوتاً ملائكياً يأتي من مصطبة أخرى تبعد بضعة أمتار على يمينه
حدق باتجاه الصوت المنساب بعذوبة ورقة أخذته اقدامه دون أن يشعر
صوب ذلك الصوت
توقف خلفها مباشرةً
كانت تدندن بنغمة حزينة
وهبتُ القلب ... لك
وهبتُ العمر ... لك
فكم أغريتني
وكم دللتني
وكم غنّيتُ ... لك
فقل لي ياترى فقل ماذا جرى
ليغدو حُبنا
هواءً في شبك
الله ...
دون أن ينتبه خرجت منه تلك الكلمة
سكتت على الفور أدارت وجهها نحوه
آآه... لقد أخفتني
براءة جميلة قد تناثرت بين عينيها وهي تلفظ تلك الكلمات التي خرجت مرتبكة من وجه غايةً بالرقة
بدت وكانها أميرة من العهد الاندلسي
قال وهو يغالب دهشته : آسف انستي لم أقصد اخافتك طبعاً
غير أن عذوبة صوتك وروعة الكلمات اجتذباني دون أن اشعر فتطفلت على غير عادتي وفي الواقع لستُ نادماً أبداً ,, على تطفلي
قالت مبتسمة
لعله الشعور بالوحدة هو مامنحني لحظات البوح هذه وربما رفعت صوتي قليلاً
ولكن يبدولي انك تحب الشعر ..؟
نعم آنستي وأكتب القليل منه لكنه ليس بجمال ماتكتبين بالطبع
آه شكراً لك تفضل بالجلوس
هل انت مسافر ؟
نعم آنستي وانا بانتظار انطلاق القطار المتجه للعاصمة بعد أقل من ساعة
بلا شك انه أمراً مملاً قضاء الوقت بالانتظار في هذه الليلة الباردة
أجابته وقد كسا الحزن وجهها
على الأقل ياسيدي أنك تعرف متى ينتهي انتظارك
لكن الأصعب قطعاً هو أن تنتظر امراً لا تدري متى يحدث وكيف سيحدث .
هذا صحيح آنستي ولكن هل لتلك الكلمات التي كنت تنشديها
أي علاقة بهذا الأمر
كلا سيدي أبدا انها فضفضة طارئة من خيالي فحسب
فحتى هذه اللحظة لم يلامس قلبي ذلك الشيء الذي يدعى الحب
كانت تتحدث وهي تضع يديها في جيبي الكنزة التي ترتديها لتحصل على القليل من الدفء بدت وكأنها زهرة نبتت على سفح جبل جليدي
صوتها
ورقتها
وخصلات شعرها التي بلون الكرز
لم تسمح له أن يشعر بالوقت أو أن يحس بأي شيء حوله
عدا انه كان يستمتع بكل لحظة من الوقت الذي صار يمضي سريعاً عليه
لكنه أردف
آنستي كيف يمكن لامرأة بهذا السحر أن تكون خارج منطقة الحب
تورد وجهها خجلاً
ليس الأمر كما تظن فالقلب ياسيدي منطقة حرة لايمكن لنا أن نتلاعب بها
الحب شيء طاهر يعبق بالنقاء ولايمكن أن أمنحه الا لشخص يحبني
وكأنني الانثى الوحيدة في هذا العالم
ويحترمني ويرعاني كما يرعى نفسه
أنا ياسيدي كأي فتاة لها فارس أحلامها الذي ترسمه في خيالها وتنتظره
ثم سرعان ماتجده
أما انا فيبدو انني تماديت في رسم ذلك الفارس مثالياً جداً فطال انتظاري
وهنا أخرجت يديها وراحت تفركهما ببعض بحثاً عن الدفء
انتبه لما يحدث .. نزع معطفه ووضعه على كتفيها
بدا عليها الارتباك
لطف منك سيدي أن تفعل ذلك مع انك مرهق من السفر
وأنت ربما بحاجه اليه اكثر مني
كم أشعر بالامتنان لك
في داخلها أحاسيس كثيرة مرت ومشاعر لطالما افتقدتها
لم تتوقع يوماً ان مسافراً ياتي من المجهول ليوقد عتمة دواخلها عبر حوار قصير
آنستي
يسعدني أن أفعل ذلك لامرأة اتشارك معها جمال هذه اللحظات
وحب القصائد والاشعار والأهم من ذلك انها تشبهني في أدق تفاصيلي
أنا أيضاً بــ انتظار من يقاسمني دواخلي وسنين عمري المتبقية ليمتلكها ويمتلكني معها بانتظار أميرة أحلامي
نعم أنستي نحن نتشابه حتى في الانتظار غير انني ذاهب للعاصمة
لاقرر إن كنت سأتزوج من امرأة تم اختيارها لي دون أن أراها
و ها أنا البي دعوة اقاربي دون قناعة مني لأنني تمنيت دوماً
أن أحظى بزوجة وحبيبة في آن واحد
وفي الحقيقة لست أدري كيف سيكون الموقف اذا ما رفضت هناك
هذه الفكرة العبثية
انا مشوش وحائر جداً و عيناك الآن تمنحني سببا وجيهاً
لكي افكر وأعيد ترتيب أوراقي لا أعرف حتى
لماذا أشعر بأن قلبي لم يعد كما كان وأجهل أيضاً
من أين اتيت بجراءتي هذه
أطرقت بخجل كبير وكأنها تريد أن تترجم مايحدث
لانها للتو قد بدأت تشعر بأمر ما في دواخلها
التي راحت تسأل بألحاح
أتراه هو .. ذلك الذي كانت بانتظاره ؟
أم انها مشاعر اعجاب سريعة ماتلبث أن تتلاشى كزبد البحر
لكنها قاطعت نوبة تفكيرها الطارئة لتقول
أتعرف أيها المسافر
لست أدري مَ الذي جعلني أبوح لك بما أشعر بهذه السرعة
ربما شعرت وكأنني أعرفك منذ زمن بعيد
لطفك وهذا النبل الذي فيك أطاح بكل خطوطي الحمراء
وفقدت قدرتي على كبح مشاعري من التسلل خارجاً
صدقاً أجد نفسي آسفة لازعاجك بهلوستي هذه ...
ورسمت ابتسامة رقيقة كانت هي الأجمل في حياته
آنستي لعلني اليوم أكثر مسافر نال رفقة رائعة
ولكن دعيني اتسائل ..؟
ماذا لو صادفت ذلك الفارس فجاءة
حدّقت بوجهه وبنظرة حائرة ردت
عند ذلك سأقول له
أنت هو ..
مرت لحظات من الصمت ينظر كل منهما الى الآخر
في داخلها كانت تردد
ما هذا مَ الذي يحدث لي ..؟
اشعر بعجز كبير في السيطرة على مشاعري , كلماتي , ملامحي
استفاقت من شرودها على صوت صفير القطار
نهض واقفاً وهو يمسك بحقيبته لكنه مازال ينظر الى عينيها
أحد العاملين في المحطة ينادي
قطارك سيدي على وشك الرحيل
أجابه وهو لايزال ينظر اليها أحتاج لدقيقة أخرى
قال لها
اذاً ماذا الآن .. هل أقول وداعاً
وضعت وجهها في راحتي يديها ثم رفعته ناظرة اليه بحزن
اسمعني أيّها المسافر
كانت تلك الساعة هي أقصر وأجمل ساعة في عمري
أتمنى أن تكون هي كذلك بالنسبة لك
ناولته المعطف وهي تقول يبدو أن الوقت مر سريعاً
كنت رقيقاً معي ولن أنسى ذلك
أنا أعمل في هذه المحطة سيسعدني أن أراك سيدي مرة أخرى
نعم آنستي ربما نلتقي
أستطيع أن اقول انها الليلة التي لن أنساها مطلقاً
وانك أجمل صدفة وأعذب رفيقة لامست دواخلي حتى الان
بقيت صامته
صفير القطار يعلو وهو كمن يتشبث بآخر طوق نجاة و ينتظر لحظة عمره
مشى خطوات نحو القطار الذي بدأ بالتحرك
لكنه التفت قائلاً هل فاتك أن تقولي شيئاً
أجابت وقد لاحت دمعة رقيقة من عينيها
نعم نسيت أن أقول .. الى اللقاء
رفع يديه مودعاً ويائساً ثم أختفى بين جموع المسافرين
اكملت تلك الدمعة انسكابها فوق خدها المتورد
وهي تنظر للقطار وهو يتحرك
رفعت يدها المرتجفه تلوح بالوداع
وهي تهمس بحزن
أنت هو ..
تمت
بقلمي
علي موسى الحسين
على رصيف المحطة
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
بدأ النعاس يتسرب اليه
ثم غط في نوم عميق كان يحس معه بهزهزة القطار المستمرة
واصوات العجلات الحديدية ..
برهة من الزمن ثم صحى على صوت صافرة القطار
و التي اعلنت عن توقفه في المحطة الثانية ..
على اضواء القطار الخافته
لمح ساعته تشير الى الثانية عشرة بعد منتصف الليل ..
.قبل أن يهبط سأل احدهم عن موعد انطلاقه ثانية فاجابه وهو على عجلة من أمره
بعد ساعة من الان سيدي
إنها مدة طويلة ..!
نعم سيدي هي كذلك لابد أن يعبر القطار القادم من الاتجاه المعاكس
قبل ان نستمر في طريقنا
نزل من القطار وفي داخله تساؤل واحد
كيف وأين سيقضي دقائق هذه الساعة القادمة
رصيف المحطة كان خالياً ألا من بعض المسافرين الذين توجهوا نحو باب المغادرة
أما هو فقد كان عليه أن ينتظرفي هذه الليلة الشتائية الباردة
أغلق زرائر معطفه وأحكم لف اللفاف الصوفي حول رقبته
بدأ يشعر بتسرب القليل من النسمات الباردة الى جسمه الدافي
حيث تمتزج البرودة بالدفء محدثة ذلك الاحساس اللذيذ بالقشعريرة والدفء معاً
انتهى بقايا ضجيج المسافرين وراح الصمت يلف المكان انتابه الشعور بالوحدة
وشيئاً من ذلك الحزن الذي يأتي مصحوباً بالذكريات ...
كان رصيف المحطة الخالي من الناس والليلة الباردة كافية لتستدعي ذكرياته
أحزانه
مسرات قليلة
افكار متنوعة
غرق فيها بعد أن جلس على أول مصطبة أمامه ..
وهو يراقب أوراق الأشجار المنتشرة على الرصيف حيث تتلاعب بها النسمات الباردة
كان غارقاً بتلك الوحدة عندما قاطع أفكاره وذلك الهدوء الذي يعم المكان
صوتاً ملائكياً يأتي من مصطبة أخرى تبعد بضعة أمتار على يمينه
حدق باتجاه الصوت المنساب بعذوبة ورقة أخذته اقدامه دون أن يشعر
صوب ذلك الصوت
توقف خلفها مباشرةً
كانت تدندن بنغمة حزينة
وهبتُ القلب ... لك
وهبتُ العمر ... لك
فكم أغريتني
وكم دللتني
وكم غنّيتُ ... لك
فقل لي ياترى فقل ماذا جرى
ليغدو حُبنا
هواءً في شبك
الله ...
دون أن ينتبه خرجت منه تلك الكلمة
سكتت على الفور أدارت وجهها نحوه
آآه... لقد أخفتني
براءة جميلة قد تناثرت بين عينيها وهي تلفظ تلك الكلمات التي خرجت مرتبكة من وجه غايةً بالرقة
بدت وكانها أميرة من العهد الاندلسي
قال وهو يغالب دهشته : آسف انستي لم أقصد اخافتك طبعاً
غير أن عذوبة صوتك وروعة الكلمات اجتذباني دون أن اشعر فتطفلت على غير عادتي وفي الواقع لستُ نادماً أبداً ,, على تطفلي
قالت مبتسمة
لعله الشعور بالوحدة هو مامنحني لحظات البوح هذه وربما رفعت صوتي قليلاً
ولكن يبدولي انك تحب الشعر ..؟
نعم آنستي وأكتب القليل منه لكنه ليس بجمال ماتكتبين بالطبع
آه شكراً لك تفضل بالجلوس
هل انت مسافر ؟
نعم آنستي وانا بانتظار انطلاق القطار المتجه للعاصمة بعد أقل من ساعة
بلا شك انه أمراً مملاً قضاء الوقت بالانتظار في هذه الليلة الباردة
أجابته وقد كسا الحزن وجهها
على الأقل ياسيدي أنك تعرف متى ينتهي انتظارك
لكن الأصعب قطعاً هو أن تنتظر امراً لا تدري متى يحدث وكيف سيحدث .
هذا صحيح آنستي ولكن هل لتلك الكلمات التي كنت تنشديها
أي علاقة بهذا الأمر
كلا سيدي أبدا انها فضفضة طارئة من خيالي فحسب
فحتى هذه اللحظة لم يلامس قلبي ذلك الشيء الذي يدعى الحب
كانت تتحدث وهي تضع يديها في جيبي الكنزة التي ترتديها لتحصل على القليل من الدفء بدت وكأنها زهرة نبتت على سفح جبل جليدي
صوتها
ورقتها
وخصلات شعرها التي بلون الكرز
لم تسمح له أن يشعر بالوقت أو أن يحس بأي شيء حوله
عدا انه كان يستمتع بكل لحظة من الوقت الذي صار يمضي سريعاً عليه
لكنه أردف
آنستي كيف يمكن لامرأة بهذا السحر أن تكون خارج منطقة الحب
تورد وجهها خجلاً
ليس الأمر كما تظن فالقلب ياسيدي منطقة حرة لايمكن لنا أن نتلاعب بها
الحب شيء طاهر يعبق بالنقاء ولايمكن أن أمنحه الا لشخص يحبني
وكأنني الانثى الوحيدة في هذا العالم
ويحترمني ويرعاني كما يرعى نفسه
أنا ياسيدي كأي فتاة لها فارس أحلامها الذي ترسمه في خيالها وتنتظره
ثم سرعان ماتجده
أما انا فيبدو انني تماديت في رسم ذلك الفارس مثالياً جداً فطال انتظاري
وهنا أخرجت يديها وراحت تفركهما ببعض بحثاً عن الدفء
انتبه لما يحدث .. نزع معطفه ووضعه على كتفيها
بدا عليها الارتباك
لطف منك سيدي أن تفعل ذلك مع انك مرهق من السفر
وأنت ربما بحاجه اليه اكثر مني
كم أشعر بالامتنان لك
في داخلها أحاسيس كثيرة مرت ومشاعر لطالما افتقدتها
لم تتوقع يوماً ان مسافراً ياتي من المجهول ليوقد عتمة دواخلها عبر حوار قصير
آنستي
يسعدني أن أفعل ذلك لامرأة اتشارك معها جمال هذه اللحظات
وحب القصائد والاشعار والأهم من ذلك انها تشبهني في أدق تفاصيلي
أنا أيضاً بــ انتظار من يقاسمني دواخلي وسنين عمري المتبقية ليمتلكها ويمتلكني معها بانتظار أميرة أحلامي
نعم أنستي نحن نتشابه حتى في الانتظار غير انني ذاهب للعاصمة
لاقرر إن كنت سأتزوج من امرأة تم اختيارها لي دون أن أراها
و ها أنا البي دعوة اقاربي دون قناعة مني لأنني تمنيت دوماً
أن أحظى بزوجة وحبيبة في آن واحد
وفي الحقيقة لست أدري كيف سيكون الموقف اذا ما رفضت هناك
هذه الفكرة العبثية
انا مشوش وحائر جداً و عيناك الآن تمنحني سببا وجيهاً
لكي افكر وأعيد ترتيب أوراقي لا أعرف حتى
لماذا أشعر بأن قلبي لم يعد كما كان وأجهل أيضاً
من أين اتيت بجراءتي هذه
أطرقت بخجل كبير وكأنها تريد أن تترجم مايحدث
لانها للتو قد بدأت تشعر بأمر ما في دواخلها
التي راحت تسأل بألحاح
أتراه هو .. ذلك الذي كانت بانتظاره ؟
أم انها مشاعر اعجاب سريعة ماتلبث أن تتلاشى كزبد البحر
لكنها قاطعت نوبة تفكيرها الطارئة لتقول
أتعرف أيها المسافر
لست أدري مَ الذي جعلني أبوح لك بما أشعر بهذه السرعة
ربما شعرت وكأنني أعرفك منذ زمن بعيد
لطفك وهذا النبل الذي فيك أطاح بكل خطوطي الحمراء
وفقدت قدرتي على كبح مشاعري من التسلل خارجاً
صدقاً أجد نفسي آسفة لازعاجك بهلوستي هذه ...
ورسمت ابتسامة رقيقة كانت هي الأجمل في حياته
آنستي لعلني اليوم أكثر مسافر نال رفقة رائعة
ولكن دعيني اتسائل ..؟
ماذا لو صادفت ذلك الفارس فجاءة
حدّقت بوجهه وبنظرة حائرة ردت
عند ذلك سأقول له
أنت هو ..
مرت لحظات من الصمت ينظر كل منهما الى الآخر
في داخلها كانت تردد
ما هذا مَ الذي يحدث لي ..؟
اشعر بعجز كبير في السيطرة على مشاعري , كلماتي , ملامحي
استفاقت من شرودها على صوت صفير القطار
نهض واقفاً وهو يمسك بحقيبته لكنه مازال ينظر الى عينيها
أحد العاملين في المحطة ينادي
قطارك سيدي على وشك الرحيل
أجابه وهو لايزال ينظر اليها أحتاج لدقيقة أخرى
قال لها
اذاً ماذا الآن .. هل أقول وداعاً
وضعت وجهها في راحتي يديها ثم رفعته ناظرة اليه بحزن
اسمعني أيّها المسافر
كانت تلك الساعة هي أقصر وأجمل ساعة في عمري
أتمنى أن تكون هي كذلك بالنسبة لك
ناولته المعطف وهي تقول يبدو أن الوقت مر سريعاً
كنت رقيقاً معي ولن أنسى ذلك
أنا أعمل في هذه المحطة سيسعدني أن أراك سيدي مرة أخرى
نعم آنستي ربما نلتقي
أستطيع أن اقول انها الليلة التي لن أنساها مطلقاً
وانك أجمل صدفة وأعذب رفيقة لامست دواخلي حتى الان
بقيت صامته
صفير القطار يعلو وهو كمن يتشبث بآخر طوق نجاة و ينتظر لحظة عمره
مشى خطوات نحو القطار الذي بدأ بالتحرك
لكنه التفت قائلاً هل فاتك أن تقولي شيئاً
أجابت وقد لاحت دمعة رقيقة من عينيها
نعم نسيت أن أقول .. الى اللقاء
رفع يديه مودعاً ويائساً ثم أختفى بين جموع المسافرين
اكملت تلك الدمعة انسكابها فوق خدها المتورد
وهي تنظر للقطار وهو يتحرك
رفعت يدها المرتجفه تلوح بالوداع
وهي تهمس بحزن
أنت هو ..
تمت
بقلمي
علي موسى الحسين
التعديل الأخير: