أدعوك بقلبٍ منكسر، بكلماتٍ مبعثرة وترتيب عشوائي، لا تخرج المعاني كما أُريد، تتوارى عن البوح من فمي، لا لقلّة اليقين بك..إنّما خجلًا منك وأنتَ تعلم، ضاق الكون بي، والجمع بات يخنقني، والطرق أصبحت ضيقة أكثر ممّا ينبغي، أعلم أنه من يدي فلا ظُلم منك حاشاك، أنا لا حيلةَ لي ولا ملجأ لروحي المتعبة سواك، فأعنِّي وفرّج كربتي وأكرمني كما أنت أهل لذاك، سُبحانك لا تردّني وأنت اللّطيف بِي والرحيم بنفسي، وأنا المُقصّر المُلام..ولكنّي أدعوك.
"لم أرَ في حياتي شيء مفزع أكثر من فكرة غياب الميّت، اختفاؤه لمرّة واحدة، هروبه السريع، واستحالة عودته.. إن العقل البشري بخلاياه الكثيرة، وقدرته على الاستيعاب والإنتاج، تقف عاجزة أمام هذا الغياب، لولا رحمة الله علينا، لولا ايماننا بأنه قدر الله وعلينا الرضا به، لولا هذه الرحمة وهذا الإيمان، لَجُن عقلنا."
َ