أفقدُ شهيّة الكلام !
مرّة , مرتين , ثلاث .. و بدأت الحياةُ حقيقيّة للدرجةِ المؤلمة !
و بدؤوا يتساقطون منّي … حتى أصبحتُ أخاف كل شيء .
أخافُ أن أستيقظ أكثر ! فأُصدَم .
أخافُ أن توجعني الحياة أكثر , و تفقدَ الناس بعض ملامحها الحقيقية – بل معظم الملامح .
أخافُ أن يخذلني الغد و أن يأتي إذ أتى بأقدار آخرى - قلبي أصغرُ من أن يتحمّلها !
أخافُ أن تكثر المواقف … بدرجةٍ مؤلمة , بدرجة حقيقيّة ,
و ليسَ من شيء آخر غير المواقف يأتي بالصدق , ويكون حينها من المؤلمِ أن تكشفَ أن صدقكَ
الذي تفخرُ به لم يكن أكثر من صدق يكذبُ خفية , و حقيقة الناس لم تعد أكثر من رداءٍ أجوف ….. لبسوه و أحببته ببلاهة !
نضطرُ جدًا بعد ذلك … إلى أن نُشكك في الآخرين , و أفعالهم !
أن نخاف من اقترابهم !
ألا نثق !
ألّا نثق !
و لا تصل كلماتهم إلينا …
لأن الأصدقاء - الذين كانوا - لدغونا مرّة , و بدورنا تعلّمنا ألّا نُلدغَ ثانية